صقيع تكساس.. الرابحون والخاسرون من أزمة عاصمة صناعة الطاقة الأميركية
دينا قدري
استعرض عدد من الخبراء قائمة بأبرز الرابحين والخاسرين في قطاع الطاقة، عقب موجة صقيع تكساس التي ضربت الولاية "عاصمة صناعة الطاقة الأميركية" (تكساس) وأجزاء من الولايات المتحدة، خلال الأسبوع الماضي.
ودفعت العاصفة الشتوية العديد من شركات الطاقة إلى الإعلان عن نتائج أقوى من المتوقع، بعد دعوتها لتوفير المزيد من الطاقة بأسعار أعلى، بينما تكبّدت شركات أخرى خسائر بملايين الدولارات، حسبما ذكرت وكالة رويترز.
زيادة أرباح شركات الغاز
جاء منتجو الغاز في مقدّمة الرابحين في قطاع الطاقة من موجة صقيع تكساس، حيث رأت شركة كومستوك ريسورسيز للطاقة أن الأسبوع الماضي كان "مثل الفوز بالجائزة الكبرى".
وأضافت أنها كانت قادرة على بيع مقدار كبير من الإنتاج في أيّ مكان بـ "أسعار فائقة الجودة"، من 15 دولارًا أميركيًا لكل مليون قدم مكعّبة من الغاز، إلى ما يقرب من 179 دولارًا لكل مليون قدم مكعّبة.
كما قالت شركة إي كيو تي كوربوريشن للطاقة، إنها استفادت -أيضًا- من ارتفاع الأسعار، خاصة أن الشركة تنتج الغاز بشكل أساس من منطقتي مارسيلوس وأوتيكا الصخريتين في بنسلفانيا وأوهايو.
من جانبها، رفعت مجموعة ماكواري الأسترالية -ثاني أكبر شركة تسويق للغاز في أميركا الشمالية بعد شركة النفط العملاقة بي بي- توجيه أرباحها، يوم الإثنين الماضي، بسبب تأثيرات طقس الشتاء القاسي.
وتتوقع أن ترتفع أرباح عام 2021 بنسبة 10%، بعد توقّع انخفاض الأرباح في وقتٍ سابق.
وأكد محلّلو مؤسسة "مورغان ستانلي" للخدمات المالية والاستثمارية، في مذكرة، أن شركات إنتاج الغاز الطبيعي الأخرى، بما في ذلك كابوت أويل آند جاز، وساوث ويسترن إنرجي، ورينج ريسورسز كورب، وأنتيرو ريسورسز، قد تستفيد من موجة صقيع تكساس.
المصافي البعيدة عن تكساس
تُعدّ المصافي ذات التعرّض المحدود لأسواق تكساس من أكبر المستفيدين من العاصفة، فقد صرّح مدير العقود الآجلة للطاقة في بنك ميزوهو، بوب يوجر، أن أسهم شركات التكرير -مثل هولي فرونتير كورب وفاليرو إنرجي كورب- ارتفعت أرباحها، بعد أن أدّت درجات الحرارة المنخفضة إلى توقّف قطاع كبير من عمليات التكرير في ساحل الخليج الأميركي.
وقال، إن مصافي منطقة اليورو -بما في ذلك شل وتوتال- في وضع يُمكّنها من الاستفادة من زيادة شحناتها من البنزين إلى ميناء نيويورك.
خسائر شركات الطاقة
أثارت شركة جست إنرجي، يوم الإثنين، شكوكًا حول قدرتها على الاستمرار بصفة مشروع مستمرّ، بعد أن توقعت خسارة 250 مليون دولار من عواصف الشتاء.
وتوقعت شركة إنرجيكس رينيوبل إنرجي تأثيرًا ماليًا يصل إلى 60 مليون دولار كندي (47.48 مليون دولار أميركي) في مزارع الرياح في تكساس.
كما قالت شركة ألغونكوين باور آند يوتيليتيز كورب، يوم الجمعة، إنها تتوقع أن تتراوح الضربة المحتملة للأرباح الأساسية المعدّلة لهذا العام بين 45-55 مليون دولار، بعد أن تسبب الطقس البارد في الحدّ من الإنتاج في منشآت طاقة الرياح التابعة لمجموعة الطاقة المتجددة الخاصة بها في تكساس.
وذكرت شركة أتموس إنرجي، يوم الجمعة، أنها اشترت الغاز الطبيعي مقابل 2.5-3.5 مليار دولار أميركي إضافية، بسبب ارتفاع تكلفة الوقود، مضيفة أنها تقيّم خيارات التمويل لدفع تكلفة الشراء الإضافية.
كما قدّرت شركة فيسترا كورب التأثير السلبي لمرة واحدة بنحو (900 مليون - 1.3 مليار دولار أميركي)، وقالت، إنها غير قادرة على إعادة تأكيد توجيهاتها لعام 2021، أو تعديلها.
تأثير سلبي في حقول النفط
قالت شركة سولاريس، يوم الإثنين، إن طقس الأسبوع الماضي سيكون له تأثير في البيانات المالية للربع الأول من العام، لكنها لم تحدّد حجم الضرر.
تراجع إنتاج النفط الخام
قد يستغرق منتجو النفط الصخري في جنوب الولايات المتحدة أسبوعين -على الأقلّ- لاستئناف إنتاج النفط الخام الذي يُقدَّر بأكثر من مليوني برميل يوميًا، وتوقّف خلال المدة الماضية، وقد لا يعود بعض الإنتاج أبدًا، بحسب ما أكّده محللون.
وقالت شركة دايموندباك إنرجي، إنها تتوقع أن يمحو الطقس ما يصل إلى 5 أيام من الإنتاج، في الربع الحالي من العام.
وأوضحت شركة سيماريكس إنرجي أنها تتوقع تأثيرًا بحجم الإنتاج، في الربع الحالي من العام، يصل إلى 7%.
كما توقعت شركة أوكسيدنتال بتروليوم أن يبلغ إنتاج حقل بيرميان، في الربع الأول من العام، نحو 450-460 ألف برميل من النفط المكافئ يوميًا، بما في ذلك 25 ألف برميل من النفط المكافئ يوميًا تضررت من التوقف المرتبط بالعاصفة الشتوية.
وقالت شركة لاريدو بتروليوم، إن عملياتها في حوض بيرميان تأثّرت خلال الأيام الـ 12 الماضية، وقدّرت أن التأثير المشترك لتوقّف الإنتاج والتأخير في استكمال الإنتاج، من شأنه أن يخفض إجمالي الإنتاج، في الربع الأول، بنحو 8 آلاف برميل من النفط المكافئ يوميًا، وإنتاج النفط بنحو 3 آلاف برميل يوميًا.
تضرّر مصافي الخليج
اضطرّت مصافي التكرير ذات منشآت معالجة النفط على طول ساحل الخليج -مركز التكرير الرئيس في الولايات المتحدة- مثل فيليبس 66 وإكسون موبيل، إلى وقف عملياتها.
وبحلول الخميس من الأسبوع الماضي، أوقفت درجات الحرارة التاريخية دون الصفر في ولايتي تكساس ولويزيانا إنتاج 3.5 مليون برميل يوميًا على الأقلّ، أي نحو 19% من طاقة التكرير الأميركية.
اقرأ أيضًا..
- صقيع تكساس يتسبّب في سحب حاد من مخزونات الغاز الطبيعي الأميركية
- أزمة كهرباء تكساس.. تراجع إنتاج النفط في ساحل الخليج ووسط أميركا
- صقيع تكساس.. هل يشهد إنتاج النفط الأميركي أكبر تراجع على الإطلاق؟
- صقيع تكساس.. توقعات باستمرار اضطرابات سوق الطاقة عدة أسابيع