تركيا وأذربيجان.. تعاون إستراتيجي للهيمنة على سوق الطاقة في المنطقة
أنقرة تسعى أن تكون بورصة لموارد الطاقة من النفط والغاز والكهرباء
محمد فرج
تتجه أذربيجان إلى تغيير خريطة التجارة والبُنية التحتية اللوجستية بالتعاون مع تركيا، خاصة بعد زيادة عدد الشاحنات التي تنتقل من باكو إلى أنقرة وآسيا الوسطى.
وترتبط تركيا وأذربيجان بمصالح إستراتيجية كبيرة تتعلق بخطوط نقل الغاز، ومكانة أذربيجان في سوق الطاقة، وحاجة الأخيرة الملحّة لتركيا بصفتها ممرًّا مهمًّا للعالم الخارجي، بالإضافة إلى المصالح المرتبطة بكون أذربيجان ممرًّا مهمًّا لتركيا، لنفوذها القديم في القوقاز ووسط آسيا.
مشروعات أمن الطاقة في أوروبا
تنفّذ أذربيجان وتركيا مشروعات كبرى لأمن الطاقة في أوروبا، من بينها مشروع خط أنابيب "تاناب" لنقل الغاز الأذربيجاني إلى أوروبا، وكذلك خط" باكو- تبليسي- قارص" الذي يُعرف باسم" طريق الحرير الحديدي"، الذي افتُتح في عام 2017، ويسهم في زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين.
ويضع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعينه على أذربيجان منذ فترة، خاصة وأنه يربطهما علاقة تاريخية ومصالح إستراتيجية، استثمرها الرئيس التركي في التمدد بجمهوريات آسيا الوسطى ما بعد انهيار الاتحاد السوفيتي السابق.
وتعود العلاقة بين البلدين إلى عام 1991، عندما كانت تركيا أول بلد يعترف بأذربيجان.
مساعٍ تركيّة لتحقيق طموح قديم
قبل ذلك، وقفت تركيا إلى جانب أذربيجان في صراعها مع أرمينيا في النزاع على ناغورنو كاراباخ، وذلك في عام 1986، ثم كانت هناك سلسلة من مذكرات التفاهم والاتفاقيات التي جرى توقيعها بين البلدين في العديد من المجالات.
وكانت باكو قد اتخذت موقفًا مماثلًا مع تركيا في دعم عملياتها العسكرية الأخيرة في سوريا والعراق.
- تراجع إنتاج النفط وزيادة صادرات الكهرباء في أذربيجان خلال يناير
-
نفَت بيع شحنة لتركيا.. سومو تؤكد أنها المخولة بتصدير منتجات النفط في العراق
وتسعى تركيا وأذربيجان إلى وضع خطة عمل مشتركة لتبادل تجاري بقيمة 15 مليار دولار، وهو ما أعلن عنه أردوغان خلال زيارته الأخيرة لباكو.
ويسعى الرئيس التركي للتعاون مع أذربيجان في استكمال خطّته لربط دول المنطقة ببعضها بشبكة طاقة واحدة، في ظل مساعٍ تركيّة لتحقيق طموح قديم في أن تصبح هي "بورصة لموارد الطاقة من النفط والغاز والكهرباء".
مقترح بفتح سكة حديد بين روسيا وأرمينيا
ألمح الرئيس الأذربيجاني، إلهام علييف، إلى فتح سكة حديد بين روسيا وأرمينيا عبر أراضي أذربيجان، وكذلك بين روسيا وإيران، عبر مدينة ناخيتشيفان الأذربيجانية.
وجاء تصريح علييف خلال زيارة قام بها إلى مناطق في كاراباخ، التي عادت إلى سيطرة أذربيجان، بحسب ما ذكرت وكالة نوفوستي الروسية.
وقال علييف: "اقترحنا أن تلعب مشروعات النقل في المنطقة دورًا خاصًا في التنمية طويلة الأمد لمنطقتنا، بما يضمن الاستقرار ويبطل مخاطر الحرب، وأن تستفيد جميع الدول المشاركة من ذلك".
يُذكر أن قادة روسيا وأذربيجان وأرمينيا وقّعوا، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بيانًا لإنهاء الحرب في كاراباخ، بضمانة روسيا، التي قامت بإرسال قوات حفظ سلام إلى كاراباخ.