التقاريرتقارير الكهرباءسلايدر الرئيسيةعاجلكهرباء

4 دروس مستفادة من أزمة الكهرباء في تكساس

بعد اتهام للطاقة المتجددة بأنها سبب رئيسي للأزمة

سالي إسماعيل

ما إن انطفأت الأنوار في تكساس، حتى تعالت الأصوات التي تندّد بطاقة الرياح ومصادر الطاقة المتجددة الأخرى بصفتها سببًا رئيسًا وراء أزمة الكهرباء في تكساس.

لكن في الواقع، تضرّر كل مصدر للطاقة في الولاية الأميركية، مع حقيقة أن مساهمة طاقة الرياح والطاقة الشمسية في الأزمة كانت الأقلّ، بحسب مجلس الاعتمادية الكهربائية "إركوت"، وهي الشركة التي تدير شبكة الكهرباء في تكساس.

وفي حين إن طاقة الرياح توفّر الآن الإمدادات لنحو ربع نظام الكهرباء في الولاية المعروفة بأنها عاصمة صناعة الطاقة الأميركية، إلّا أن الغاز الطبيعي يُشكّل نصف إمدادات الكهرباء تقريبًا.

ومع ذلك، لا شيء يضاهي البقاء ساعات طويلة، وحتى أيامًا، دون كهرباء، ودون إمدادات كافية للتدفئة، في ظل درجات حرارة شديدة الانخفاض، وهي موجة لم تحدث منذ سنوات عديدة.

والأهمّ من ذلك كله، أن ظروف الطقس البارد غير المعتاد في تكساس كشفت عن دروس عديدة، يجب الاستفادة منها، حتى لا يتكرّر الوقوع في الفخّ نفسه مجددًا، مع حقيقة أن هذه الأزمة قد عجّلت كذلك بالحاجة لمواجهة تغيّر المناخ.

إصلاح شامل

ترى صحيفة ذا نيويورك تايمز، أن هناك درسين مهمّين من أزمة الطاقة التي شهدتها تكساس مؤخرًا، جراء موجة الصقيع التي ضربت الولاية الأميركية.

يتمثّل الدرس الأول في أن نظام تسليم الطاقة ليس فقط في تكساس، ولكن في كل مكان، يحتاج إلى إصلاح شامل من أجل الصمود أمام الصدمات التي قد يتسبّب فيها تغيّر المناخ في المستقبل.

وتتمتع تكساس بحالة استثنائية -كانت أحد عوامل تفاقم الأزمة-، حيث إن شبكة الكهرباء في الولاية منفصلة إلى حدّ كبير عن بقية الولايات المتحدة، لأسباب سياسية، وليست فنّية.

وتسبّبت هذه الحالة الفريدة في ترك سكان تكساس غير قادرين للاعتماد على إمدادات الطاقة من جيرانهم، وفقًا لإستراتيجي النفط في بلومبرغ، جوليان لي.

معركة بايدن

أمّا الدرس الآخر، فيكمن في إعادة تشكيل أنظمة الكهرباء في الولايات المتحدة وتحديدًا الشبكات، للقيام بالمهمة الطموحة التي يفكر فيها الرئيس جو بايدن، ليس فقط للنجاة من آثار تغيّر المناخ، ولكن لقيادة الكفاح ضده.

ويتمثل هدف بايدن في تحقيق الحياد الكربوني بالنسبة لانبعاثات الغازات المضرّة بالبيئة، بحلول منتصف القرن الحالي، والقضاء على انبعاثات الوقود الأحفوري، بحلول عام 2035.

وفي أبسط العبارات، يعني ذلك إمداد كل شيء بالكهرباء، سواء عبر زيادة هائلة في السيارات التي تعمل بالكهرباء، أو قفزة قوية في عدد المباني التي تعتمد على مضخات كهربائية للتدفئة بدلًا من النفط والغاز، والأهمّ من كل هذا الكهرباء من مصادر الطاقة النظيفة، مثل الرياح والطاقة الشمسية.

لكن مع ذلك، تُعدّ تكساس أكبر مورّدي طاقة الرياح في البلاد، ومن أكبر مورّدي طاقة الرياح في العالم.

الحاجة للمرونة

تعرّضت تكساس لظروف طقس سيئة، أدّت لانخفاض درجات الحرارة وارتفاع الطلب على الطاقة، ما دفع المسؤولين لإتباع عمليات قطع دوري للكهرباء، خلال تلك الفترة.

وبالفعل، كانت موجة الصقيع تلك غير معتادة في الولاية، حيث إن الطقس شديد البرودة تسبّب في انقطاع الكهرباء آخر مرة ،عام 2011، وقبل ذلك في عام 1989.

وهناك درس ثالث مستفاد من أزمة تكساس من وجهة نظر بلومبرغ، يتجسّد في أن تغيّر المناخ يتطلب مرونة، لكنه أمر مكلف من الناحية المالية، خاصةً بالنسبة للولايات الدافئة مثل تكساس.

ومع تنافس منتجي الطاقة الخاضعين للتنظيم بقوة على سعر الكهرباء في تكساس، فإن الفائدة التي تعود على المستهلكين عاجلاً -كهرباء زهيدة الثمن-، تأتي على حساب الاقتصاد في أنظمة الصيانة والدعم آجلًا، وهو ما يتعين على المستهلكين تحمّله الآن.

ويعدّ الاستثمار في المرونة بمثابة شكل من أشكال التأمين ضد تغيّر المناخ، لكنه سيظل يتزايد عامًا تلو الآخر، حتى تتم معالجة التهديد الأساس -الفشل في اتخاذ إجراءات بشأن تغيرّ المناخ- بشكل مناسب.

تكلفة باهظة الثمن

يوجد درس رابع تكشف عنه أزمة انقطاع الكهرباء في تكساس، وهو أن تغيّر المناخ مكلف للغاية، طبقًا لما نشرته مجلة فوربس.

وتُعدّ حالات فشل شبكة الكهرباء تلك بمثابة دعوة للاستيقاظ، كما توفر دليلاً إضافيًا على أن تغيّر المناخ ليس مقيّدًا جغرافيًا، كما يشير برنتان ألكسندر، خلال تقرير مجلة فوربس.

وبالنظر إلى أن تغيّر المناخ يؤدّي لتفاقم ظروف الطقس شديدة البرودة، يجب أن نتوقع المزيد من هذه الإخفاقات.

اقرأ أيضًا..

 

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق