التقاريرتقارير الكهرباءسلايدر الرئيسيةكهرباء

صقيع تكساس.. لماذا فشلت عاصمة صناعة الطاقة الأميركية في تجنّب انقطاع الكهرباء؟

بعد حرمان 65 ألف عميل من الكهرباء

نوار صبح

لم تكن موجة الصقيع التي ضربت ولاية تكساس، عاصمة صناعة الطاقة الأميركية، وتسبّبت في انقطاع الكهرباء، أول أزمة بهذا الحجم تتعرض لها الولاية، حسبما ذكرت وكالة رويترز الإخبارية

وأدّى الارتفاع القياسي في الطلب على الكهرباء، في وقت مبكر من يوم الإثنين الماضي، إلى انعكاسات كارثية في شبكة الكهرباء بالولاية، حينما بدأ سكان ولاية تكساس تشغيل مدافئهم لمواجهة انخفاض درجات الحرارة.

ضحايا موجة صقيع تكساس

تسبّبت موجة البرد التي تعرضت لها الولاية إلى وفاة أكثر من 20 حالة، بحسب مسؤولي الصحة في تكساس، نتيجة أزمة الكهرباء، حيث توفي بعضهم نتيجة انخفاض حرارة الجسم أو التسمم المحتمل بأول أكسيد الكربون المنبعث من المولّدات المحمولة التي تعمل دون تهوية كافية.

وتعرّضت الولاية، في اليوم، لأقسى عاصفة ثلجية منذ قرن، وتوقفت توربينات الرياح في محطة بانهاندل الشمالية بالولاية، كما تعطلت محطات الغاز الطبيعي نتيجة تعذّر تدفق الوقود في الأنابيب والمكوّنات المتجمدة.

وفي جنوب تكساس، توقّف مفاعل نووي بعد تعطّل مفاجئ في جزء غير معزول من أنبوب يبلغ طوله 5 أقدام، كما أدّى توالي انقطاع التيار الكهربائي في جميع أنحاء الولاية إلى ترك الملايين يرتجفون من شدة البرد في منازلهم لعدّة أيام، وتعرضوا لحوادث مؤذية وخطرة.

وتسببت موجة البرد بانقطاع الكهرباء عن 4.5 مليون عميل من عملاء "إركوت"، الشركة المشغّلة لشبكة كهرباء تكساس، كما ظل نحو 65 ألف عميل دون كهرباء حتى بعد ظهر أمس السبت، رغم ارتفاع درجات الحرارة، وفقًا لما نشر موقع باور أوتيج الأميركي.

كما عانى أكثر من 14.5 مليون من سكان تكساس من أزمة إمدادات المياه نظرًا لتجمّد الأنابيب وانفجارها.

خصوصية ولاية تكساس

تُعدّ تكساس الولاية الوحيدة التي تتمتع بشبكة مستقلة ومنفصلة، ويسمح ذلك للولاية بتخطي اللوائح التنظيمية الاتحادية، لكن ذلك يحدّ من قدرتها على سحب قوة الطوارئ من الشبكات الأخرى.

ويعمل مجلس الاعتمادية الكهربائية في تكساس "إركوت" على تشغيل الشبكة الأميركية الرئيسة الوحيدة التي لا تتمتع بقدرة سوقية، وهو نظام يوفر مدفوعات للمشغّلين للاستعداد لتزويد الكهرباء في أثناء أحداث الطقس القاسية.

وإيركوت، شركة غير ربحية تدير توريد وتوزيع الطاقة الكهربائية إلى 26 مليون عميل في تكساس، وخدماتها تشمل نحو 75% من أراضي الولاية، و90% من الكهرباء.

التقصير في الاستعداد للطوارئ

فقدت شبكة الكهرباء في تكساس فجأة، قبل يومين، 539 ميغاواط من الكهرباء، وهو ما يكفي لنحو 108 ألف منزل، وهذا ما تبيّن من الرسائل التشغيلية التي كشفت عنها شركة "إركوت".

وقال خبراء اقتصاديون ومحللون في مجال الكهرباء، إن مجلس إركوت قلّل من تقدير حاجته لقدرة احتياطية لتوليد الكهرباء قبل الأزمة، ثم تباطأ كثيرًا في إخبار المرافق الخدمية ببدء انقطاع التيار الكهربائي للحماية من انهيار الشبكة.

في ظروف الشتاء العادية، تتوقع "إركوت" أن يكون لديها نحو 16200 ميغاواط من احتياطيات الكهرباء، أمّا في الظروف القاسية، فتتوقع وجود قدرة احتياطية تبلغ نحو 1350 ميغاواط فقط.

وقال المتحدث باسم لجنة التنظيم النووي الأميركية فيكتور دريكس، إن الشبكة فقدت الوصول إلى 1350 ميغاواط من الطاقة النووية - ما يكفي لتشغيل نحو 270 ألف منزل- بعد أن اكتشفت أجهزة الاستشعار الأوتوماتيكية الأنبوب المجمّد، وأغلقت المفاعل بإجراء وقائي.

وبعد 3 أيام من موجة الصقيع، أقرّ الرئيس التنفيذي لشركة "إركوت" بيل ماغنس، بأن مشغّل الشبكة تجنّب بصعوبة كارثة انقطاع التيار الكهربائي الخارج عن السيطرة، وفقًا لما أوردت وكالة رويترز للأنباء.

إدارة الأزمات السابقة

تضررت شبكة الكهرباء في الولايات الجنوبية الغربية، بدرجات متفاوتة، نتيجة الطقس شديد البرودة، في أعوام 1983 و 1989 و 2003 و 2006 و 2008 و 2010 و 2011.

وبعد التحقيق في انقطاع التيار الكهربائي في الولاية، لعام 2011، صرّحت اللجنة الفيدرالية لتنظيم الكهرباء وموظّفو هيئة الاعتمادية الكهربائية لشمال أميركا أن الأعطال الكبيرة في محطة التوليد فاقت احتياطيات شركة "إركوت"، التي انخفضت حينذاك إلى ما دون مستوى التشغيل الآمن.

وعلى ضوء التجربة، أوصت الهيئات التنظيمية الاتحادية بأن يستعد مجلس الاعتمادية الكهربائية في تكساس "إركوت" لفصل الشتاء بنفس الجدّية التي ينتهجها في ذروة موسم الصيف.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق