ضعف في إمدادات كهرباء أيرلندا بسبب البريكست
خطوط استيراد الكهرباء تمر عبر بريطانيا
حياة حسين
دفع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي -فيما يعرف بالبريكست- إمدادات الكهرباء في الشبكة الأيرلندية إلى التذبذب وعدم الاستقرار؛ بسبب مرور كل خطوط نقل الكهرباء بالمملكة المتحدة.
البريكست يؤثر على نشاط الأعمال
خرجت المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي مع بداية العام الجاري 2021؛ ما أثر سلبًا على نشاط الأعمال في مختلف القطاعات.
وجاء هذا الخروج تنفيذًا لاستفتاء أجرته المملكة المتحدة في منتصف عام 2016، حُسمت نتيجته لصالح الخروج، لكن تأجل عدة مرات بسبب عدم حسم عدة أمور بين الاتحاد والمملكة، إلى أن نُفذ مع بداية العام.
وتمتد كل خطوط نقل الكهرباء الأيرلندية في بريطانيا، وبعد تنفيذ البريكست، يعاني البلدان زيادة تذبذب الإمدادات.
إلا أن حجم المشكلة يزيد بمقدار 8 أضعاف في أيرلندا عنه في بريطانيا؛ بسبب حجم الواردات من الكهرباء الكبير في شبكتها، حسبما ذكر مدير شركة مزودة للبيانات "إينابساي" فيل هيويت.
وتنتقل الكهرباء إلى أيرلندا من باقي دول أوروبا عبر خطين رئيسيين تصل قدرة كل خط منهما إلى 500 ميغاواط. وهما :إيرغريد إيست ويست" ويربط أيرلندا بويلز، والثاني يربط أيرلندا الشمالية بإسكتلندا، وهو "موتشوال إنرجي مولي".
وكان الخطان ينقلان لأيرلندا حتى آخر موعد للبريكست، ما بين 15 إلى 30% من احتياجاتها ما يعادل بين 3 إلى 7 غيغاواط.
ورغم أن بريطانيا لا تزال تشارك في مناقصات توريد الكهرباء اليومية مع أوروبا منذ بدء البريكسيت، إلا أنها لا تشارك في مناقصات نقل الكهرباء بشكل كفؤ عبر خطوط "نورد بوول إن 2 إكس"؛ ما نجم عنه قصور في نقل الكهرباء.
وقال هيويت إن بيانات شركته تُظهر محاولات من بريطانيا وأيرلندا لزيادة المتاح من الكهرباء حتى تلبي احتياجات الاستهلاك، حسبما ذكر موقع "غريين تك ميديا".
كما أن الخطين الذين ينقلان نحو 30% من الكهرباء لأيرلندا باتا غير منتظمين.
الأسعار لم ترتفع بعد
لم يتضح حتى الآن ما إذا كانت هذه المشكلة قد دفعت سعر الكهرباء إلى الارتفاع من عدمه، حيث بلغ سعر الميغاواط/ساعة الذي تستورده أيرلندا من أوروبا نحو 1700 يورو (2000 دولار).
وأكد مدير الاتصالات في "إيرغريد" دافيد مارتين، أن هذه الأسعار لم تتغير عما قبل البريكست.
ورغم أن أزمة الكهرباء توسعت بحلول الشتاء وما جلبه من طقس سيئ، إلا أن الأمر لم يتفاقم مثلما حدث في ولاية تكساس الأميركية المتجمدة، وفقا لهويت.
وأضاف: "ما يحزن حقا أنه كان هناك 4 سنوات سابقة للبريكست يستطيع المسؤولون خلالها الاستعداد لما يحدث حاليًا".
وتابع أن مسؤولين أوروبيين ومصنعين حذروا من أن تجارة الطاقة مع المملكة المتحدة بعد البريكست ستكون أقل جودة، كما ستدفع السعر إلى الارتفاع.
وأوضح أن هذا الوضع قد يدفع الأسعار إلى الارتفاع في وقت لاحق لا يمكن تحديده بالضبط حاليًا.
وقال إن تحسن الطقس قد يكون نبأً سارًا، حيث يساعد على تحسن الوضع.
بوادر أمل
كما أن اتفاقية التجارة والتعاون التي توصلت لها المملكة المتحدة مع الاتحاد الأوروبي في اللحظات الأخيرة، قد تساعد على حل هذه المشكلة مع نهاية 2022.
كما تبدأ المملكة المتحدة تشغيل خط ربط جديد مع أوروبا، هو الأطول في العالم، قبل نهاية العام، قد يخفف الضغط على الصادرات إلى أيرلندا. وهو يصل بين المملكة و النرويج بقدرة 1.4 غيغاواط.
وربما تُحل المشكلة الأيرلندية تماما مع حلول عام 2025، وهو موعد تشغيل خط سيلتيك بقدرة 700 ميغاواط، وهو يمتد من جنوب أيرلندا إلى بريتاني في فرنسا؛ ما يعني ربط السوق الأيرلندية بشكل مباشر بسوق الطاقة بعد أن فقدته بتطبيق البريكست.
اقرأ أيضًا..
- السيارات الكهربائية.. الخاسر الأكبر من اتّفاق بريكست
-
لخفض انبعاثات الكربون ..هل تضطرّ أيرلندا إلى التخلّص من أبقارها أم تلجأ للطاقة النووية؟