حوار - إيكو ريماركتينغ الألمانية: نتطلّع للاستثمار في النفايات الإلكترونية وخفض الانبعاثات

تقدّم شركة "إيكو ريماركتينغ" الألمانية مساهمة مباشرة لمستقبل أكثر اخضرارًا من خلال جمع النفايات الإلكترونية والأدوات الإلكترونية القديمة، وإعادة تدويرها، ما يساعد على تقليل التلوث والحفاظ على البيئة.

وتشتري الشركة النفايات الإلكترونية من دول عديدة، وتسعى لإبرام المزيد من الشراكات وفتح أسواق جديدة، خلال الفترة المقبلة.

ويتمّ إنتاج أكثر من 40 مليون طن من النفايات الإلكترونية في جميع أنحاء العالم، سنويًا، وتتكون أكثر من 37% من النفايات الإلكترونية من أجهزة صغيرة، مثل الهواتف الذكية، ويتمّ جمع 20% فقط من الأجهزة القديمة بشكل صحيح، والتخلّص منها أو إعادة تدويرها.

في هذا السياق، أجرت "الطاقة" مقابلة مع مدير المبيعات والتسويق بالشركة روبيرت سيسك، للحديث عن خطة العمل في السوق الأوروبية والأفريقية، ورؤية إيكو ريماركتينغ لمستقبل الاستثمار في مجال تدوير المخلّفات، وعملها في ظل استمرار وباء كورونا، وخططها للتوسّع في الشرق الأوسط وإبرام اتفاقيات وشراكات جديدة.

ما هي خطة الشركة للعمل في مجال جمع النفايات الإلكترونية؟

نسعى لبناء نظام عالمي للشركات المتعاونة في مجال جمع النفايات ومعالجتها، ومن المعروف أن الاختلافات التكنولوجية بين مناطق العالم تجعل من الضروري شحن النفايات، لهذا السبب نحن نبحث عن شركات جديدة في جميع أنحاء العالم للتعاون من أجل المستقبل.

نقوم بشراء النفايات الإلكترونية، مثل الحاسب الآلي والهواتف والشاشات والكابلات الكهربائية، والمحرّكات الكهربائية، ومكوّنات أنظمة الإضاءة المختلفة، ثم تُجرى معالجتها وإعادة تدويرها.

كيف تجرى عملية شراء النفايات الإلكترونية؟

عملية الشراء بسيطة جدًا، حيث هناك قائمة من النفايات الإلكترونية التي نعمل على تجميعها دائمًا، وتُرسَل إلى المشترين، وفي حال وجود أيّ نوع من أنواع النفايات، نُبَلَّغ، وتُرسَل صورة توضّح حجم الكميات الموجودة، ثم يجري الاتفاق على قيمة الشراء لكلّ طن.

وبعد الاتفاق على السعر، تُرسَل الحاوية بالكميات المتفق عليها إلى ميناء هامبورغ في ألمانيا، وتُفحَص الشحنة المتفق عليها، ثم تُرسَل القيمة المالية للاتفاق في مدة تتراوح من 4 إلى 7 أيام.

ما هي أسعار شراء النفايات الإلكترونية؟

لا توجد أسعار ثابتة، كل نوع من الأجهزة أو النفايات له ثمن يختلف عن الآخر، على سبيل المثال، سعر طن الحاسب الآلي يختلف عن سعر الهواتف الذكية بمقدار 400 دولار، لكن يمكن القول: إن أكثر قيمة لشراء الطن تتراوح بين 1000 إلى 1200 دولار، وأدنى قيمة تكون بين 200 إلى 300 دولار لكل طن.

هل للشركة تواجد في الشرق الأوسط وأفريقيا؟

الشركة غير موجودة في الشرق الأوسط، فهي تعمل فقط مع شركات من وسط أفريقيا، في الوقت الحالي، ومن الوارد عمل شراكات وتوقيع اتفاقيات في العام الحالي، مع دول مثل مصر والأردن والسعودية، لكن قد يكون هذا التوجّه في النصف الثاني من 2021.

إيكو ريماركتينغ تريد أن تُبنى أعمالها على شركات إعادة التدوير القائمة بالفعل أو المنشأة حديثًاً، والشركة تدرس كل الخيارات والفرص والإمكانات المتاحة، وكذلك القواعد والضوابط المنظمة للاستثمار في الأسواق العربية والأفريقية.

كيف ترى فرص الشرق الأوسط في مجال تدوير النفايات؟

هذا الأمر يشكّل مجموعة كبيرة من الاحتمالات، نظرًا لحجم الدول وعدد السكان، والتقدّم التكنولوجي أمر لا مفرّ منه، ومن ثمّ فهو يمثّل كمية متزايدة من النفايات بجميع أنواعها، تحتاج فقط إلى إستراتيجية ذكية وتكنولوجيا لاستردادها.

على سبيل المثال، دولة مثل مصر، عدد سكانها يتجاوز 100 مليون شخص، ومن ثمّ فإن النفايات الإلكترونية ستكون متوفّرة بكميات هائلة، ولكن لابدّ من اتخاذ خطوات إيجابية لاستغلال مجال تدوير النفايات لتحقيق قيمة مضافة للاقتصاد القومي للدول.

ما هي فرص العمل المتوقعة في مشروعات النفايات؟

هناك فرص كبيرة لتوظيف الشباب في شركات إعادة التدوير، بداية من العمل على جمع وفرز النفايات ومعالجتها ونقلها وتحميلها، و عمل مندوبي مبيعات وموظّفي تسويق.

على سبيل المثال، يمكن القول، إنه، خلال الثلاث سنوات الماضية، نتجت اتفاقيات وعقود وقّعتها الشركة، وأكثر من 3 آلاف فرصة عمل، وتزيد باستمرار من خلال المنظومة المتكاملة الجمع والفرز والشراء.

ما مدى مساهمة تدوير النفايات في الحفاظ على البيئة؟

إعادة تدوير النفايات هي العامل الرئيس الذي يسهم في تحسين بيئتنا، من خلال العمل على استعادة المواد الخام، والتخلص من حرق النفايات، كما إن الجميع يعلم أن موارد الوقود الأحفوري تنضب، وأن تعدينها يزداد تكلفة.

والشركة ملتزمة بتقليل الانبعاثات والحفاظ على البيئة، وعندما تشتري أجهزة إلكترونية ليس إبرام صفقات واستثمارًا فقط، ولكن أيضًا تحمي البيئة، حيث يُستخلَص النحاس أو الذهب لتصنيع منتج جديد.

كيف تعاملت الشركة مع تداعيات تفشّي وباء كورونا؟

إيكو ريماركتينغ لم تتأثّر بشكل كبير، لأن شبكة اتّصالاتها التجارية لها امتداد عالمي، مما يمنحها مرونة دائمة للتحرك داخل القارّة الأوروبية.

ما هي أبرز الدول التي تتعامل معها الشركة؟

نحن على استعداد للتعاون مع جميع الدول، وفتح آفاق جديدة للشراكات، ونتعاون ونشترى أجهزة إلكترونية قديمة ونفايات إلكترونية من إيطاليا والهند والصين واليابان وكوريا الجنوبية وبلجيكا والنمسا وكينيا وألمانيا.

كم يبلغ حجم مبيعات الشركة في العام الماضي؟

سيُعلَن عن أرقام عام 2020، الشهر المقبل، لكن يمكنني القول، إن حجم مبيعات إيكو ريماركتينغ، في عام 2019، بلغت 7 مليارات يورو (8.4 مليار دولار أميركي)، ونستهدف زيادتها بنسب بين 15 إلى 20% سنويُا.

ما هو حجم النفايات الإلكترونية التي اشترتها الشركة في 2020؟

اشترينا 40 ألف طن من النفايات الإلكترونية، في العام الماضي، من دول عديدة، وتستهدف الشركة زيادة الكميات بنسبة 30%، في العام الحالي، ولديها دائمًا رؤية طويلة المدى، ولديها استعداد دائم لشراء أيّ كميات، بشرط أن تكون جودتها عالية.

كيف ترى التشريعات والضوابط المنظمة لعملية تداول النفايات الإلكترونية؟

في الدول الأوروبية، يجري شحن وتداول النفايات الإلكترونية بطريقة بسيطة وسهلة، وجميع الخطوات بداية من الاتفاق على الشراء وحتى التسليم وسداد قيمة الكميات المشتراة تخضع للمتابعة من قبل الجهات المختصة، مع الالتزام بجميع البنود، مثل موعد التسليم والكميات والقيمة التعاقدية وقيمة الشحن.

أمّا في الشرق الأوسط، فقد تكون هناك صعوبات في عملية تداول النفايات الإلكترونية، وشحنها عبر الميناء من السلطات المختصة، لاسيما أنها قد تحتاج إلى موافقات وإجراءات معينة لابدّ من الالتزام بها.

• "السعودية للكهرباء": شراكة عالمية لاستخلاص المعادن ذات الجدوى الاقتصادية

• تجربة إفريقية تحصل على الطاقة من قشور الموز وروث البقر

• الوجه الخفي للطاقة الشمسية... تراكم نفايات الألواح ينذر بأزمة عالمية (فيديو)