نيجيريا تولّي وجهها إلى قطاع الغاز.. و10 مليارات دولار استثمارات جديدة
في سبيل خطة الدولة لتحول الطاقة
دينا قدري
- نمو إمدادات الغاز في أفريقيا سيأتي من نيجيريا
- نيجيريا تنتج 49.3 مليار متر مكعب من الغاز وتصدر نصف إنتاجها
- نيجيريا تمر بمرحلة انتقالية ولكنها تواكب التغيرات في قطاع النفط والغاز العالمي
- الاقتصاد النيجيري سيعتمد بشكل متزايد على الغاز ويبتعد عن النفط
- مؤسسة النفط الوطنية النيجيرية تطلق 7 مشروعات لمواجهة الطلب المتزايد على الغاز
- نيجيريا تمتلك نحو 3-4 مليارات دولار من المشروعات الجارية في قطاع النفط والغاز
- أكثر من 60% من أنحاء نيجيريا لم تصل إليها الكهرباء مع ارتفاع مستوى الفقر
تتجه نيجيريا إلى الاعتماد على الغاز كمصدر للطاقة، بعد أن ألقت أزمة أسعار النفط الأخيرة بظلالها على البلاد، حيث تعاني حالة ركود، وتحاول التعامل مع مشكلة الإيرادات المتفاقمة.
في هذا السياق، نصحت شركة برايس ووتر هاوس كوبرز للخدمات المالية، نيجيريا ودولًا أفريقية أخرى بالتعامل وفق خطط إستراتيجية في خططها الانتقالية للطاقة، مع استكشاف الفرص في تطوير الغاز -حسب صحيفة الغارديان البريطانية-.
يأتي ذلك في ظل حالة عدم اليقين حول مستقبل صادرات النفط، وحجم العائدات؛ بسبب التأثير المستمر لجائحة فيروس كورونا.
نيجيريا المصدّر الرئيسي للغاز
في استعراضها للنفط والغاز في أفريقيا لعام 2020 خلال تقرير بعنوان "تنشيط غدٍ جديد"، أوضحت برايس ووتر هاوس -التي تتخذ من لندن مقرًا لها- أن التوقعات الإيجابية للغاز الطبيعي ستشهد انتعاشًا أقوى في الأسعار والطلب، في ظل تحرك الدول لإعادة بناء اقتصاداتها، مشددة على أن نمو إمدادات الغاز في أفريقيا سيأتي من نيجيريا.
وعكس التقرير فرص نيجيريا المتاحة في تصدير الغاز، مشيرًا إلى استهلاك القارة السمراء 63% من إجمالي إنتاجها من الغاز، في أغلب الأمر لتوليد الكهرباء.
جاء ذلك على الرغم من أن الدول المصدّرة للغاز في أفريقيا تشهد انخفاضًا إجماليًا بأكثر من 6% في عام 2020، حيث تراجع الإنتاج من 39.7 مليون طن سنويًا في عام 2019 إلى 37.3 مليون طن سنويًا في عام 2020.
وتظهر البيانات المتاحة أن نيجيريا تنتج 49.3 مليار متر مكعب من الغاز، مع تصدير 24.8 مليار متر مكعب إلى أوروبا وآسيا، أي 50.3% من إنتاجها.
اقتصاد قائم على الغاز
في الواقع، تُظهر التوقعات بشأن الطلب على الغاز الطبيعي في أفريقيا، زيادة تدريجية على مدار الأعوام الـ 20 المقبلة، مع توقع ذروة عالمية للغاز فقط في عامي 2035-2040.
ونظرًا للانتقال العالمي من النفط إلى أنواع الوقود الأنظف، مثل الغاز، سيصبح الاقتصاد النيجيري معتمدًا بشكل متزايد على الغاز، وأقل اعتمادًا على النفط الخام، ولا يمكن السماح لقطاع الغاز باتباع المسار نفسه الذي يتبعه قطاع الطاقة، لأن ذلك سيكون له عواقب وخيمة على الاقتصاد.
وأفادت مؤسسة النفط الوطنية النيجيرية، بأن الطلب على الغاز الطبيعي من قبل السوق المحلية -الذي يشمل غالبًا الطاقة والصناعات- سيرتفع من 1.5 مليار قدم مكعبة قياسية يوميًا إلى 7.4 مليار في عام 2027.
ورغم ذلك، قالت المؤسسة إنها تضع خططًا للتعامل مع هذا الارتفاع المتوقع في الطلب، من خلال 7 مشروعات للغاز الطبيعي أطلقت عليها "مشروعات تطوير الغاز الحرجة السبعة"، ستجلب نحو 3.5 مليار قدم مكعبة قياسية يوميًا من الغاز في عام 2021.
مشروعات تنمية
في حديثه أمام منتدى الطاقة العالمي للمجلس الأطلسي لهذا العام، حول موضوع "توفير الوصول إلى الطاقة في العالم النامي"، أشار الرئيس التنفيذي لمؤسسة النفط الوطنية النيجيرية، ميلي كياري، إلى أنه على الرغم من أن الدولة تتماشى مع الدفع نحو مصادر الطاقة المتجددة، إلا أنها تركّز الآن على استخدام مواردها من النفط والغاز في تطوير البنية التحتية، حتى عندما يصبحان أقل أهمية خلال نحو 40 عامًا.
وكشف كياري أن نيجيريا لديها نحو 3-4 مليارات دولار من المشروعات الجارية حاليًا في هذا القطاع، بعضها قد وصل إلى مراحل متقدمة، في إطار جهود البلاد الرامية لزيادة الإنتاج للاستخدام المحلي والتصدير.
تجاوز الاعتماد على النفط
قال الرئيس التنفيذي لمؤسسة النفط الوطنية: "لسنا دولة نفطية بالمعنى الحقيقي. تم الاتفاق على أن لدينا عاشر أكبر احتياطي نفط واحتياطي غاز كبير. بالطبع، ما يعرفه الجميع هو النفط"، حيث تمتلك البلاد احتياطيات كبيرة من الغاز.
وفيما يتعلق بقدرة نيجيريا على البقاء على قيد الحياة دون النفط، لا سيما بالنظر إلى الأزمة الحالية في سوق النفط العالمية، أوضح كياري أن الدولة كانت تبتعد تدريجيًا عن اعتمادها على النفط.
وأكد أن نيجيريا تمر حاليًا بمرحلة انتقالية، ليس بالضرورة فيما يتعلق بانتقال الطاقة، لكنه أضاف أن البلاد ليست غافلة عن التغييرات في قطاع النفط والغاز العالمي.
وأضاف أن نيجيريا تشهد في الوقت الحالي زيادة في الطلب المحلي على الغاز في قطاعي الصناعة والطاقة؛ مّا يؤدي إلى زيادة الإنتاج وتقليل حرق الغاز.
وشدد على أن أفضل التوقعات تُشير إلى أنه في غضون 30 عامًا، سيظل استهلاك نيجيريا للنفط لا يقل عن 100 مليون برميل يوميًا. لذا، سيظل النفط والغاز مهمّين في المستقبل القريب، لكن عملية تحول الطاقة حقيقية.
وقال كياري: "نحن كدولة نواجه الحقائق الجديدة ونتحرك نحو استخدام الغاز ونعمل -أيضًا- على تطوير مواردنا في أسرع وقت ممكن بحيث نكون في موقف يسمح بالقول إن هذا بلد متقدم استغل موارده، عندما يأتي التحول الحقيقي في غضون 30-40 عامًا".
استثمارات في قطاع الطاقة
نظرًا للتركيز على البلاد في الوقت الحالي، يشهد قطاع الطاقة عدة تغيرات، حيث قال كياري: "نشهد استثمارات في البنية التحتية للطاقة، خاصةً في مجال الغاز، حيث تتجاوز 10 مليارات دولار.. هناك عدد من المشروعات القائمة على الغاز بنحو 3-5 مليارات دولار، بعضها في مرحلة اتخاذ قرار الاستثمار النهائي".
وأضاف: "ما تفعله الدول هو التحرك نحو وقود أنظف كثيرًا، وهذا الوقود هو الغاز.. لهذا السبب، نركز كشركة على موارد الغاز، مع التأكد من إمداد السوق المحلية وخلق فرص للتصدير".
لذلك، أوضح كياري أن "نيجيريا -كدولة قائمة على موارد الطاقة- تبحث استخدام الموارد المتاحة اليوم لخلق بيئة مواتية للنمو والازدهار في البلاد، وهذا يتوافق بوضوح مع الواقع".
وتابع: "بالنسبة لنا في بلد يعاني اليوم نقص الطاقة، أكثر من 60% من البلاد لم تصل إليها الكهرباء، فمستوى الفقر مرتفع للغاية ويشكل تحديًا كبيرًا، لكن هناك جهودًا مبذولة لكي نتمكن من تغيير هذا الاتجاه".
وأوضح أن الدولة تشهد -أيضًا- زيادة في وصول شبكات الغاز الطبيعي إلى المنازل في المدن الرئيسة، مشيرًا إلى أن هناك خططًا مدروسة لتزويد المناطق الريفية بالغاز.
وأضاف أن خطة الحكومة الاتحادية التي تهدف إلى تعميق الاستهلاك المحلي للغاز، أدت إلى ظهور الغاز الطبيعي المضغوط والغاز النفطي المسال، كجزء من سياسة نشر الموارد في الأماكن المناسبة.
اقرأ أيضًا..
- تكلفة إنتاج النفط في نيجيريا.. أزمة جديدة تواجه الشركات
- البنك الدولي يخصص 500 مليون دولار لدعم الكهرباء في نيجيريا
- مشروع خط أنابيب غاز بين المغرب ونيجيريا يمضي قُدمًا
- نيجيريا تحوّل مليون سيارة للعمل بالغاز مجانًا