تلال بريطانيا.. مشروع عملاق لتخزين الطاقة الكهرومائية تحت الأرض
بناء أول محطة في منتصف عام 2023
دينا قدري
- مشروعات منحدرات التلال ستحاكي محطات الطاقة الكهرومائية التقليدية في بريطانيا
- شركة "رهي إنرجايز" البريطانية طوّرت نظامًا يتكيف مع الطاقة الكهرومائية لتخزين الكهرباء
- رهي إنرجايز ستبدأ في بناء مشروعات تبلغ قدرتها نحو 10 ميغاواط في المناجم والمحاجر المهجورة
- مشروعات الطاقة المائية عالية الكثافة يمكن أن تُبنى في غضون عام إلى عامين
- بريطانيا تحتاج إلى نحو 13 غيغاواط من توليد الطاقة النظيفة المرنة وتخزينها لتحقيق التوازن في شبكة الكهرباء
أصبحت تلال بريطانيا موضع اهتمام شركات توليد الكهرباء، حيث تعتزم تحويلها إلى بطاريات للطاقة الكهرومائية من خلال مشروعات تحت الأرض، بحسب ما نقلته صحيفة "الغارديان" البريطانية.
طوّر فريق من المهندسين في شركة "رهي إنرجايز" البريطانية لتخزين الطاقة، نظامًا يتكيّف مع الطاقة الكهرومائية، لتخزين الكهرباء وإطلاقها من المنحدرات الخفيفة بدلًا من البحث عن جدران السدود والجبال شديدة الانحدار.
وستحاكي مشروعات منحدرات التلال محطات الطاقة الكهرومائية التقليدية في بريطانيا من خلال استخدام فائض الكهرباء لضخ مزيج سائل كثيف إلى أعلى التلال، ثم إطلاقه مرة أخرى أسفل التلال، من خلال توربينات لتوليد الكهرباء عند الحاجة.
خزّان عملاق تحت الأرض للاحتفاظ بالطاقة
أوضحت رهي إنرجايز، أن المشروع سيضخّ السائل الكثيف إلى أعلى تلّ بارتفاع 200 متر، في أوقات انخفاض الطلب على الكهرباء، وسيُحتَفَظ به في خزّان تحت الأرض أكبر من حوض سباحة أولمبي، والاستخدام يتم وقت ذورة الطلب.
وعندما تكون هناك حاجة إلى كهرباء إضافية، يُسمح للسائل بالتدفق عائدًا إلى أسفل التل، فوق التوربينات الموّلدة، لإعادة الكهرباء المستخدمة بوساطة مضخاته، في وقت سابق من اليوم، إلى الشبكة بشكل فعّال.
وأكدت الشركة البريطانية أن هذا التقدم الذي ستحرزه قد يسمح لنحو 700 موقع في مختلف أنحاء البلاد باستضافة مشروعاتها للطاقة المائية عالية الكثافة، والتي يُمكن من الناحية النظرية أن تنتج 7 غيغاواط من تخزين الطاقة لمساعدة بريطانيا على استخدام المزيد من الكهرباء المتجددة.
مشروعات الطاقة المائية عالية الكثافة
يرى الرئيس التنفيذي لشركة رهي إنرجايز ستيفن كروشر، أن مشروعات الطاقة المائية عالية الكثافة يمكن أن تُبنى في غضون عام إلى عامين، أي أسرع من مشروعات الطاقة الكهرومائية التقليدية، التي يستغرق بناؤها ما بين 5 إلى 10 سنوات وتتطلب مستويات عالية من التمويل.
وأعرب كروشر عن أمله في بناء أول محطة، في منتصف عام 2023، حيث بدأ التمويل الجماعي النقدي لدفع تكاليف المشروع التجريبي.
وأوضح أن رهي إنرجايز ستبدأ بناء مشروعات تبلغ قدرتها نحو 10 ميغاواط في المناجم والمحاجر المهجورة، لكنها قد تحدد أيضًا مواقع المشروعات بالقرب من مزارع الرياح والطاقة الشمسية وإخفائها في سفوح التلال لتقليل تأثيرها البصري.
ويتوقع كروشر أن تختار العديد من المجتمعات المحلية استخدام موقع التلال لاستعادة الأراضي العشبية الطبيعية، أو زراعة الأشجار، بينما تظل الأنابيب والخزّانات تحت الأرض طوال فترة المشروع التي تصل إلى 60 عامًا.
بناء المحطات أسرع وأرخص
هذه المشروعات من شأنها إفساح المجال لمئات المواقع المحتملة للطاقة الكهرومائية في مختلف أنحاء بريطانيا، والتي ستكون أسرع وأرخص في بنائها من سدود الطاقة الكهرومائية التقليدية، كما ستؤدّي إلى تقليل الآثار البيئية السلبية.
ومن غير المحتمل أن تحلّ مشروعات التخزين المبتكرة محلّ حاجة بريطانيا للبطاريات، لكنها يمكن أن تساعد الدولة على تحقيق أهدافها بتكلفة أقلّ.
ومن المتوقع أن تحتاج بريطانيا إلى نحو 13 غيغاواط من توليد الطاقة النظيفة المرنة وتخزينها للمساعدة في تحقيق التوازن في شبكة الكهرباء، بحلول نهاية العقد الحالي، وفقًا لتقرير صادر عن شركة "أورورا إنرجي ريسيرش".
وتخطط شركات أخرى، مثل "جرافيتريسيتي" ومقرها إدنبرة، لخلق "طاقة الجاذبية" لتوليد الكهرباء -عن طريق إسقاط الأوزان في آبار المناجم المهجورة- بنصف تكلفة بطاريات أيونات الليثيوم.
اقرأ أيضًا..
- وكالة الطاقة المتجددة تبحث مستقبل التحوّل المستدام بعد كورونا
- النرويج تحثّ الاتحاد الأوروبي على مراجعة معايير استدامة مشروعات الطاقة الكهرومائية
- آيرينا تعقد شراكة جديدة لتعزيز الطاقة الكهرومائية المستدامة
- مستوى قياسي لتوليد الكهرباء من توربينات الرياح في أميركا