المنازل الخضراء.. التمويل يهدد برنامج الحكومة البريطانية لتحوّل الطاقة
بعد تعثر برامج المنح وتسريح عمال شركات التركيب
نوّار صبح
دخل حزب العمال البريطاني على خط أزمة تمويل المنازل الخضراء، في أعقاب تهديد العديد من الشركات المنفذة بالتوقف عن العمل، بعد تأخر الحكومة في إجراءات المنح المخصصة للمواطنين.
فبعد أن انتظر أناس كثيرون قُرابة 4 أشهر للحصول على مِنح لصالح المنازل الخضراء، دعا حزب العمال إلى تمديد البرنامج الحكومي الأساسي بشأن الطاقة المتجددة والمنحة الحكومية للمنازل الخضراء، لمدة عام على الأقلّ، حسبما ذكرت صحفية الغارديان البريطانية.
برنامج التحول للطاقة المتجددة
كشف الحزب عن تخصيص ما يقلّ عن 5% من الميزانية المخصصة لأصحاب المنازل، حيث تم منح مبلغ 71 مليون جنيه إسترليني فقط (97.5 مليون دولار)، من أصل الميزانية البالغة 1.5 مليار جنيه إسترليني (2.06 مليار دولار) المخصصة لأصحاب المنازل، الراغبين في الحصول على المساعدة للتحوّل من التدفئة باستخدام الوقود الأحفوري إلى البدائل المتجددة.
وقال حزب العمال إن معدّل التسليم يكشف عن تأخيرات ومشكلات كبيرة في أسلوب إدارة البرنامج، متهماً الحكومة بأنها أرست عقد تشغيل المشروع على شركة "آي سي إف" الاستشارية الأميركية، دون نشر تفاصيل عن قيمة العقد الحكومي.
وتم إصدار المنح مع وعد بمساعدة 600 ألف من أصحاب المنازل في ترشيد استخدام الطاقة، والتقليل من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون.
وتقدّم أصحاب المنازل بطلبات للحصول على الدعم المالي بدءًا من 30 سبتمبر/أيلول 2020، على أن يستمر قبول الطلبات حتى مارس/آذار 2022.
تطورات القضية
من جهتها، قالت الحكومة إن المنح ستدعم 100 ألف وظيفة مع خفض فواتير الكهرباء، وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
ويمكن لأصحاب المنازل التقدم للحصول على منح تتراوح بين 5 آلاف و 10 آلاف جنيه إسترليني حسب ظروفهم، للمساعدة في دفع تكاليف تركيب أنظمة جديدة للتدفئة والعزل.
تسريح عمال الشركات
أظهر تحقيق أجرته صحيفة الغارديان، أن شركات تركيب الطاقة المتجددة حصلت على عشرات آلاف الجنيهات بموجب برنامج الحكومة، واضطرت إلى تسريح العمال، أما أصحاب المنازل، فلم يكن أمامهم سوى الانتظار قرابة 4 أشهر -أحيانًا- للحصول على الدعم.
وبيّنت الحكومة، في رد مكتوب على أسئلة حزب العمال، أن عدد المنح الصادرة بحلول 22 يناير/كانون الثاني الماضي يتوافق مع القيمة الإجمالية 71.3 مليون جنيه إسترليني، دون الكشف عن عدد شركات التركيب.
وطاب حزب العمال الحكومة بنشر العقد الممنوح لـشركة آي سي إف لإدارة برنامج منحة المنازل الخضراء، حتى يعرف دافعو الضرائب كيف تتم إنفاق الأموال، واتخاذ إجراءات عاجلة بحق الشركة لتسريع سداد تكاليف شركات التركيب عن العمل الذي تم إنجازه.
تحسين كفاءة الكهرباء في المنازل
قال وزير الظل لشؤون الطاقة والصفقة الخضراء ، آلان وايتهيد: "إنه لأمر مشين أن تحتفظ الحكومة بالأموال وتستغرق وقتًا طويلًا لدفع مستحقات الشركات، لقد نفذت الشركات العمل في إطار البرنامج بحسن نية، كما أنّ التقارير عن التخلي عن الموظفين مفجعة".
وأضاف متحدث باسم وزارة الأعمال والطاقة والاستراتيجية الصناعية: "تم بالفعل إصدار أكثر من 21 ألف قسيمة لمنحة المنازل الخضراء، من أجل العمل على تحسين كفاءة استخدام الطاقة في المنازل، ونواصل العمل مع مسؤولي البرنامج لضمان معالجة طلبات القسائم بالسرعة الممكنة".
معاناة شركات التركيب
قال أحد عمال تركيب المواد العازلة في شمال غرب إنجلترا، شون رونان: "تقدم 1000 عميل بطلبات للحصول على قسائم لتنفيذ أعمال يعود تاريخها إلى أكتوبر/تشرين الأوّل الماضي، ولكن حتى الآن تم إصدار 100 قسيمة فقط".
وأضاف رونان: "هناك تحسن في سرعة سداد المدفوعات لشركات التركيب، ولكن يجب أن يكون هناك مبدأ واضح متفق عليه على وجوب الدفع لهم في غضون 7-10 أيام من لحظة إنجاز الوظيفة واسترداد القسيمة".
دراسة حالة المنازل الخضراء
تنتظر ليزلي كينجسلي وزوجها منذ 5 نوفمبر/تشرين الثاني قسيمتهما للمساعدة في دفع ثمن تركيب مضخة تسخين لمنفذ الهواء في منزلهما الجديد، وهي غاضبة بسبب تأخر البرنامج في تلبية طلبها، حيث اشترت كينجسلي المسكن العام الماضي.
وقالت: "إن الشيء المحبط هو أن هناك رقم خدمة عملاء، يتعين علينا الاتصال به، ولكن الموظفين المعنيين بخدمة العملاء، ليس لديهم السلطة لفعل أي شيء".
وأضافت: "إنه منزل قديم يحتاج إلى تجديد كامل؛ لذا أردنا تركيب الطاقة الخضراء.. أنا أعاني كعميل.. ليس لدي تدفئة أو ماء ساخن في منزلي.. إنه غير صالح للسكن.. لقد تقدمت بطلب للحصول على قسائم لتركيب مضخة تسخين لمنفذ الهواء -وهي أحد أشكال الطاقة الخضراء تدعمها الحكومة على ما يبدو-".
وتستطرد: "يستحق هذا الحافز "الأخضر" الرائد الكشف عنه بسبب الفوضى التي تكتنفه، ولعدم الاهتمام الكامل الذي يظهره تجاه عملائه".
لم تتمكن ليزلي في أي مرحلة من مراحل عملية التقديم من التحدث مباشرة إلى أي شخص يتعامل بالفعل مع معالجة الطلبات.
اقرأ أيضا..
- اتّهام شركة أميركية بإفساد برنامج المنازل الخضراء في بريطانيا
- الثورة الصناعية الخضراء.. طوق نجاة بريطانيا وأمل "جونسون" الأخير