تقارير الطاقة النوويةرئيسيةطاقة نووية

اليابان.. لا غنى عن الطاقة النووية مع عجز الكهرباء في الشتاء

تساقط الثلوج بغزارة جعل البلاد على شفا الظلام الشهر الماضي

حازم العمدة

اقرأ في هذا المقال

  • الطاقة النووية وسيلة ضرورية لتحقيق الحياد الكربوني
  • بوصلة السياسة اليابانية تعود إلى الطاقة النووية بعد 10 سنوات من الاعتماد على الوقود الأحفوري
  • جغرافية اليابان عقبة كؤود أمام إمكانية استخدام جميع مصادر الطاقة المتجددة
  • تقرير رسمي: لا يمكن تلبية 60% من الإمدادات من مصادر الطاقة المتجددة

"الطاقة النووية وسيلة ضرورية وحاسمة إذا أرادت اليابان تحقيق هدف خفض الانبعاثات الضارة والوصول إلى الحياد الكربوني، بحلول 2050".

بهذه التصريحات التي أدلى بها لصحيفة (فاينانشال تايمز) البريطانية، قال وزير الاقتصاد والتجارة والصناعة الياباني، هيروشي كاجياما، إن عجز الطاقة الشديد هذا الشتاء أعاد قضية الطاقة النووية المثيرة للجدل إلى دائرة الضوء مرة أخرى.

يؤكد تساقط الثلوج بغزارة -الذي جعل اليابان على شفا انقطاع التيار الكهربائي، الشهر الماضي- استمرار الحاجة الملحّة إلى الطاقة النووية، حسبما أفاد كاجياما، المسؤول عن الطاقة أيضًا.

تحوّل في السياسة اليابانية

تعكس التعليقات تغييرًا جذريًا في السياسة اليابانية، مع تحوّلها مرة أخرى للتركيز على تقليل الانبعاثات، بعد عقد من الاعتماد على الوقود الأحفوري، في أعقاب كارثة فوكوشيما النووية.

وفي هذا الإطار، تناقش الوزارة إستراتيجية طاقة جديدة لتنفيذ تعهد رئيس الوزراء يوشيهيدي سوغا بتحقيق الحياد الكربوني، بحلول عام 2050.

بيد أن تحقيق ذلك الهدف سيعني تغييرات كبيرة في بلد يشكّل الوقود الأحفوري- وكلّه تقريبًا مستورد من الخارج- 88% من إمدادات الطاقة.

أزمة الكهرباء

أكد كاجياما أن الطاقة المتجددة ستكون على رأس الأولويات، لكن القيود التي تفرضها جغرافية اليابان ستتطلب نشر جميع التقنيات المتاحة والاستفادة منها، بما في ذلك الهيدروجين المستورد، والطاقة النووية، واحتجاز الكربون وتخزينه.

وتعليقًا على أزمة الكهرباء في البلاد، الشهر الماضي، قال كاجياما، الذي عمل سابقًا في قطاع الصناعة النووية: "على المستوى الشخصي، أعتقد أن الطاقة النووية لا غنى عنها".

خلال تساقط الثلوج بكثافة، الشهر الماضي،- والكلام لكاجياما- لم يجرِ إنتاج الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، فضلًا عن ارتفاع أسعار الكهرباء بشدّة، واقتراب أنحاء كثيرة من انقطاع التيار الكهربائي، ومن ثم "أحاول إقناع الجميع بأننا في النهاية نحتاج إلى طاقة نووية".

تحديات جغرافية

تعني القيود الجغرافية لليابان أنه ليس من السهل إدخال مصادر الطاقة المتجددة، كما هو الحال في أوروبا أو أميركا الشمالية.

أعيد تشغيل 9 فقط من بين 60 مفاعلًا نوويًا في اليابان منذ كارثة فوكوشيما، عندما انصهرت 3 مفاعلات بعد أن تسببت موجات المدّ العاتية والمدمرة (تسونامي) في تعطيل أنظمة التبريد الخاصة بها، ما أدّى إلى تسرب مواد مشعة وإخلاء المدن المجاورة. وتظهر استطلاعات الرأي عداءً شعبيًا دائمًا لهذه الصناعة.

اليابان والطاقة النووية
وزير الاقتصاد والتجارة الياباني هيروشي كاجياما

ومنذ فترة طويلة، تضغط مرافق توليد الكهرباء من أجل إعادة التشغيل، لكن الضغوط لخفض انبعاثات الكربون أعطاها حجة جديدة.

وفي هذا السياق، يشير التحليل الذي أجرته وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة إلى أنه سيكون من الصعب توفير أكثر من 60% من احتياجات اليابان من مصادر الطاقة المتجددة.

من ثم، قال كاجياما: " ليس من السهل إدخال مصادر الطاقة المتجددة، حيث لا توجد أرض مسطحة فارغة للألواح الشمسية، فضلًا عن أن المحيطات العميقة ترفع تكلفة الطاقة المتولدة عن الرياح البحرية".

احتجاز الكربون

خلصت الوزارة في دراسة لها إلى أن ما بين 30 و40% من إمدادات الطاقة يجب أن تأتي إما من محطات الوقود النووي أو الوقود الأحفوري، مع استخدام تقنية احتجاز الكربون وتخزينه.

وتعدّ تكاليف الطاقة في اليابان من أعلى المعدلات في العالم، وتشعر الصناعة بالقلق بشأن تكلفة خفض الانبعاثات. كما تشعر صناعة السيارات بالقلق بشكل خاص من خطط إنهاء بيع سيارات البنزين، بحلول عام 2035.

في السياق ذاته، حذّر أكيو تويودا، الرئيس التنفيذي لشركة تويوتا، من وجود "خطر من احتمال انهيار نموذج أعمال صناعة السيارات.

لكن كاجياما قال، إن شركات صناعة السيارات اليابانية قد تنقطع عن الأسواق العالمية إذا فشلت في مواكبة التحوّل إلى الكهرباء في أوروبا وأميركا الشمالية، مشيرًا إلى ضرورة الانضمام للتحرّك العالمي نحو هدف تحقيق الحياد الكربوني.

اقرأ أيضًا:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق