كلمة السر بنجاحات أدنوك.. سلطان الجابر مهندس تحوّل الطاقة في الإمارات
خبراته ومناصبه المتعددة تساعده على قيادة هذا القطاع الحيوي
يقود سلطان الجابر أدنوك، لتكون جزءًا من عصر تحوّل الطاقة، حتى مع سعي الشركة لتطوير احتياطياتها من النفط والغاز، وذلك قبل أن تصبح أصولًا عالقة.
ويشغل الجابر منصب الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك"، منذ عام 2016، وهو وزير دولة في الحكومة الاتحادية لدولة الإمارات، منذ 2013، حيث يتولّى إدارة عدد من الملفات الإستراتيجية ذات الطابع الاقتصادي والتنموي، التي تشمل الإعلام والطاقة والبُنية التحتية والتنمية المستدامة، بما يسهم في تعزيز مكانة الدولة إقليميَا وعالميَا.
وفي العام الماضي، عُيِّن الجابر وزيرًا للصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، ومبعوثًا خاصًا للإمارات لشؤون تغيّر المناخ.
كما عُيِّن أيضًا عضوًا في المجلس الأعلى للشؤون المالية والاقتصادية في أبوظبي، وهي هيئة جديدة لصنع القرار ستشرف على سياسات الطاقة، ودُمِج المجلس الأعلى للبترول -الذي كان أعلى هيئة لصنع القرار بمجال الطاقة في أبوظبي- مع المجلس الجديد.
وبجانب عمله على تطوير شركة أدنوك، يضع الجابر خطة أخرى تتعلق بالمناخ، يساعده في ذلك خبراته المتنوعة بقطاع الطاقة بشكل عامّ، والتي أهّلته لتمثيل الإمارات دوليًا في هذا القطاع.
قيود مناخية
ستتأثّر بعض الشركات العاملة في قطاع النفط -وبالتبعية الدول التي تمتلك هذه الشركات- بعد تشديد القيود الخاصة بالمناخ، والمتوقع أن تزداد، خلال الفترة المقبلة، في ضوء ارتفاع وتيرة الأصوات التي تنادي بذلك.
وهذا السبب يدعم خطة الجابر لتحويل أدنوك من مجرد شركة نفط إلى شركة طاقة متكاملة، للاستعداد للمستقبل، الذي استشرفته الإمارات من خلال معطيات حالية أبحاث تنبُّئية.
في تقرير اليوم الإثنين، أبرزت منصة ستاندرد آند بورز غلوبال بلاتس، المتخصصة في أخبار الطاقة، جهود سلطان الجابر في قطاع الطاقة الإماراتي.
ونقلت عن بن كاهيل -زميل في برنامج أمن الطاقة وتغيّر المناخ في مركز الدراسات الإستراتيجية، ومقرّه الولايات المتحدة- قوله: "إن ولي العهد محمد بن زايد هو مهندس التحوّل في سياسات الطاقة، منذ عام 2016، وسلطان الجابر هو القوة الدافعة لها".
وأضاف: "لقد تحوّلت أدنوك من شركة حكومية نائمة، راضية عن الاعتماد على علاقات طويلة الأمد مع شركاء موثوق بهم، إلى شركة أكثر طموحًا وديناميكية".
استثمار الأصول
منذ عام 2016، استعانت أدنوك بشركاء جدد من روسيا إلى الهند، ليكونوا جزءًا من امتيازات النفط والغاز مع الحفاظ على العلاقات مع شركائها الغربيين القدامى.
وسعت أيضًا إلى تسييل بعض الأصول، من خلال بيع حصص في خطوط أنابيب النفط والغاز لمجموعة مختارة من الشركات التي تشمل بلاك روك، أكبر مدير للأصول في العالم.
وعام 2017، طرحت الشركة في سوق أبوظبي للأوراق المالية 10% من وحدة بيع الوقود بالتجزئة، من أدنوك للتوزيع، وجمعت 851 مليون دولار في أوّل طرح عامّ أوّلي في منطقة الخليج لوحدة تابعة لها.
وقال كاهيل في هذا الصدد: "لطالما اتّبعت أبو ظبي نهجًا حذرًا، وكانت تهدف إلى الحفاظ على موارد نفطية كبيرة للأجيال القادمة.. لقد حققوا محورًا رئيسًا، منذ عام 2016".
وأضاف: "لقد سعوا إلى إطلاق العنان للاستفادة من قيمة جميع الموارد، وتطوير الأصول المهملة، ودفع كل شيء إلى الأمام بشكل أسرع.. لقد أعادوا بشكل أساس تشكيل نهج إدارة قطاع النفط، ودفعوا من خلال تغيير ثقافي كبير في أدنوك (ليس دون بعض آلام النمو)".
وتعمل أدنوك على تسريع خططها لزيادة طاقتها الإنتاجية من النفط إلى 5 ملايين برميل يوميًا، بحلول عام 2030، من أكثر من 4 ملايين برميل يوميًا حاليًا، وتسعى للحصول على مساعدة شركات النفط العالمية لمساعدتها في الوصول إلى هدفها.
وقال محلل الطاقة بمنطقة الخليج، جيم كرين، وفق منصة ستاندرد آند بورز غلوبال بلاتس: "أبو ظبي لا تريد أن تتعثّر، أو تكون عالقة مع احتياطيات نفط محصورة، عندما تبدأ القيود المناخية في الظهور".
مسيرة سلطان الجابر
بدأ الجابر مسيرته المهنية باحثًا في شركة أدنوك، حيث درس للحصول على درجة الهندسة الكيميائية، ثم عمل لاحقًا مشغّلًا ميدانيًا في المؤسسة الوطنية للنفط.
كما عمل أيضًا في شركة مبادلة للتنمية -الآن شركة مبادلة للاستثمار-، وهي صندوق الثروة السيادي الذي يدير أكثر من 232 مليار دولار من الأصول، ويشارك في جهود التنويع الاقتصادي في أبوظبي.
في مبادلة، شغل الجابر منصب الرئيس التنفيذي لقطاع الطاقة، وساعد في تأسيس "مصدر"، شركة الطاقة النظيفة التي تمتلك الآن محفظة للطاقة المتجددة تزيد عن 10.7 غيغاواط.
قال كرين: "يقدّم الجابر نموذج طفرة الطاقة الشمسية إلى شركة النفط الوطنية، وما الفرق الذي يحدثه؟".
وأضاف: "يعدّ إبداع الجابر عاملًا رئيسًا في تحويل أدنوك من شركة نفط وطنية راسخة إلى شركة طاقة متكاملة تتعامل مع المخاطر".
وتقول منصة ستاندرد آند بورز غلوبال بلاتس: "الآن يقود الجابر أدنوك بخبراته ومناصبه المتعددة، إلى ما قد يكون التحدي الأكبر لها حتى الآن، وهو عصر تحوّل الطاقة أو انتقال الطاقة (من التقليدية إلى المتجددة)".
وتعهدت أدنوك بخفض كثافة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 25%، بحلول عام 2030، كما تخطط لجعل إمارة أبوظبي رائدة في مجال الهيدروجين الأخضر والأزرق.
وخلصت المنصة إلى أنه مع خبرة الجابر بالاستثمارات خلال فترة عمله في مبادلة، ومصادر الطاقة المتجددة من خلال شركة "مصدر"، وعمله في الطاقة من خلال أدنوك، قد تنجو المؤسسة الوطنية للنفط من تحدّيات تحوّل الطاقة.