توليد الكهرباء من الطاقة النظيفة.. أرقام غير مسبوقة لأوروبا في 2020
الحكومات تنتفض لتقليص الانبعاثات والاعتماد على الطاقة النظيفة
محمد فرج
أظهر تقرير حديث أن أوروبا سجّلت أكثر أعوامها خضرةً في مجال الكهرباء على الإطلاق، خلال عام 2020.
يأتي ذلك في الوقت الذي يتجه العالم فيه نحو الاعتماد على الطاقة النظيفة، وبدأت العديد من الحكومات وضع خطط قصيرة ومتوسطة المدى لتقليص الانبعاثات وتحقيق الحياد الكربوني.
ويُقصد بـ"الحياد الكربوني" أن يكون صافي الانبعاثات صفرًا، أو أن أيّ انبعاثات ناجمة عن حرق الوقود الأحفوري تقابلها إجراءات، مثل زراعة الأشجار التي تعمل على امتصاص ثاني أكسيد الكربون.
وجاء في تقرير "قطاع الطاقة الأوروبي عام 2020،" أنه على الرغم من تفشي وباء كورونا والتقلبات في أسعار النفط، إلّا أن قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة حقق أرقامًا قياسية".
وذكر التقرير أن هذا التحوّل كان مدفوعًا بالنمو السريع في توليد الطاقة الكهربائية من الرياح والطاقة الشمسية، والتي تضاعفت تقريبًا منذ عام 2015 لتوفير الكهرباء في الاتحاد الأوروبي، عام 2020.
الطاقة المتجددة تتفوق على الوقود الأحفوري
تفوّقت مصادر الطاقة المتجددة على الوقود الأحفوري بصفتها مصدرًا رئيسًا لتوليد الكهرباء في الاتحاد الأوروبي لأول مرة، حيث أنتجت 38% من الكهرباء في أوروبا، عام 2020، مقارنةً بـ 37% ناتجة عن الوقود الأحفوري.
وشهدت دول الدنمارك وأيرلندا وألمانيا وإسبانيا أعلى نسب من إنتاج الكهرباء من الشمس والرياح، في العام الماضي، بنحو 61% و35% و33% و29%، على التوالي.
وانخفضت الكهرباء المولدة من الفحم إلى النصف، منذ عام 2015، مدفوعة بالنمو الهيكلي في إنتاج الكهرباء من الرياح والشمس.
إنتاج الكهرباء من الفحم
تراجع إنتاج الكهرباء المولدة من الفحم، العام الماضي، بنسبة 20%، وانخفض توليد الكهرباء من الغاز بنسبة 4% فقط، في عام 2020، حسبما ذكر التقرير.
وقال كبير محللي الكهرباء في شركة أمبر- الذي أعدّ التقرير- ديف جونز: "من المهم أن تكون أوروبا وصلت إلى هذه اللحظة التاريخية، في بداية عقد من العمل المناخي العالمي".
-
الحياد الكربوني.. أوروبا تتبنّى عدّة مبادرات لدعم الطاقة النظيفة
-
عدد قياسي لمشروعات الطاقة المتجدّدة في أوروبا خلال 2021
وأضاف أن النمو السريع في طاقة الرياح والطاقة الشمسية أدّى إلى تراجع الفحم، لكن هذه مجرد البداية.
وتعتمد أوروبا على طاقة الرياح والطاقة الشمسية للتخلص التدريجي من الفحم والغاز، بحلول عام 2030، واستبدال محطات الطاقة النووية المغلقة، فضلًا عن تزايد الطلب على السيارات الكهربائية.
مبادرات لدعم الطاقة النظيفة
تتبنّى لجنة الطاقة في الاتحاد الأوروبي عددًا من المبادرات لدعم الطاقة المتجدّدة، في إطار طموحات أوروبا المناخية، ومستهدفات عامي 2030، و 2050، لتحقيق الحياد الكربوني.
قالت مفوّضة لجنة الطاقة في الاتحاد الأوروبي، كادري سيمسون، إنه لتحقيق أهداف أوروبا المناخية يجب خلق مزيد من الأنظمة الحديثة والمستدامة لإنتاج الكهرباء النظيفة.
اتفاق إيجابي لتقليص الانبعاثات
أشارت سيمسون، إلى أن إنتاج الكهرباء في القارّة يُعدّ مصدرًا لنحو 75% من الانبعاثات الملوّثة، حسبما ذكر موقع المفوّضية الإلكتروني.
وأضافت أنه رغم أن 2020 كان عامًا صعبًا على مختلف الأصعدة، إلّا أنه شهد بعض الإيجابيات، التي من أهمّها اتّفاق دول الاتحاد الأوروبي على خفض الانبعاثات الملوّثة للبيئة بنسبة 55%، بحلول عام 2030.
ورأت سيمسون أن القرار شديد الأهمّية من الناحيتين السياسية والاقتصادية، كونه يضع سبيلًا محدّدًا في اتّجاه حماية المناخ، خلال السنوات المقبلة، كما إنه يدفع بضرورة التحرّك السريع نحو خفض التلوّث.