"التخفيضات السعودية" تزيد الرهان على سرعة تعافي أسواق النفط
مستويات دعم جديدة لبرنت والخام الأميركي
مكرم فلتس
مازال الإعلان عن التخفيضات السعودية بمليون برميل يوميًا في أسواق النفط، يلقي بظلاله على حجم وقيم التداولات في السوق، إذ يُتداول خام برنت فوق مستوى 56 دولارًا، والخام الأميركي فوق 53 دولارًا للبرميل، وهو ما يؤهّلهما لمستوى دعم جديد.
يقول كبير المحلّلين في شركة أكتيف تريدس للوساطة، كارلو ألبرتو دي كاسا، إن النفط مازال يؤكّد زخمه الإيجابي مع ارتداد خام تكساس فوق مستوى 53 دولارًا، "لا تزال معنويات السوق إيجابية حيث يقوم المتداولون بزيادة صفقات الشراء للذهب الأسود، في رهان واضح على تعافي الطلب على النفط، بمجرّد هزيمة اللقاحات للفيروس، ممّا يضع حدًّا للإغلاق في الاقتصادات، خلال الأشهر القليلة الماضية".
- السعودية تتطوع بخفض إنتاج النفط مليون برميل يوميًا لمدة شهرين
- الخام الأميركي.. منطقة دعم أولى 52.7 دولارًا ثم 51.5 دولارًا للبرميل
وأضاف دي كاسا لـ"الطاقة": "علاوة على ذلك، يبدو أن السعر مدعوم بالتخفيضات التي قرّرتها المملكة العربية السعودية، بعد ساعات قليلة من اجتماع أوبك الأخير".
كانت السعودية قد أعلنت عن تخفيضات بمليون برميل يوميًا، تُطبّق خلال الشهرين المقبلين، وهو ما يقلّل من حجم المعروض في السوق، ومن ثمّ يُجبر الدول من السحب من المخزونات العالمية، التي ارتفعت بقوّة نتيجة انهيار أسعار النفط، أبريل/نيسان الماضي.
أمّا من الناحية الفنّية، فتوقّع دي كاسا: "سوف نشهد إشارة إيجابية أخرى حال اختراق خام غرب تكساس الوسيط مستوى المقاومة المتكوّن بين 53.90 دولارًا - 54 دولارًا، قادمًا بعد ارتداده فوق مستوى 52.70 دولارًا، ثمّ 53 دولارًا، والذي أظهر بالفعل وجود دعم للذهب الأسود".
ضعف الدولار
ولأن ارتفاع الدولار لا يدعم تعافي النفط، فقد أوضح ريكاردو إيفانجليستا، المحلّل الأوّل بشركة أكتيف تريدس للوساطة، أن هناك ارتفاعًا لليورو أمام الدولار، خلال جلسات اليوم الأربعاء الباكرة، بعد تصريحات جانيت يلين -مرشّحة للخزانة الأميركية- أمام اللجنة المالية بمجلس الشيوخ في واشنطن، بالإضافة لنجاح رئيس الوزراء الإيطالي من تصويت لحجب الثقة عنه.
أعادت "يلين" تأكيد إيمانها بأهمّية حزمة التحفيز المقترحة على الإدارة القادمة، واستمرار الاحتياطي الفيدرالي في تشاؤمه حيال سياسته النقدية.
وقال إيفانجليستا: "من المرجّح أن يؤدّي الجمع بين هاتين السياستين إلى خفض أسعار الفائدة الحقيقية بدرجة أكبر، ممّا يؤدّي إلى خلق ظروف تُفضي إلى مزيد من ضعف الدولار".
في هذه الأثناء، نجا رئيس الوزراء الإيطالي في روما من رحيل أحد شركائه في الائتلاف الحاكم، متجنّبًا أزمة سياسية كان من المحتمل أن تؤثّر في ثقة المستثمرين في العملة الموحّدة للقارّة العجوز، ومن المتوقّع أن نشهد المزيد من ضعف الدولار في المستقبل، نظرًا للمعطيات السابقة، وفق إيفانجليستا.