سيمنس تقود التحوّل إلى الهيدروجين في الشرق الأوسط
300 مليار دولار حجم السوق العالمي بحلول 2050
محمدفرج
تتبنّى شركة سيمنس الألمانية، عدّة مشروعات في إطار تسريع وتيرة التحوّل نحو الهيدروجين بصفته وقودًا نظيفًا في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.
وأعلنت الشركة توقيع مذكّرات تفاهم مع عدّة شركات، منها مبادلة للاستثمار ومصدر وشركاء آخرون، للمساعدة في دفع قطاع الهيدروجين الأخضر في الإمارات.
وسيكون التركيز الأوّلي في العاصمة أبوظبي، ومن المقرّر أن يمتدّ مع مرور الوقت إلى أسواق دولية أخرى.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة مبادلة للاستثمارات، مصعب الكعبي: "إن مبادلة ملتزمة بتطوير الهيدروجين في الإمارات، بالتعاون مع شركة سيمنس في قطاع مهمّ وناشئ للطاقة النظيفة".
وستعمل الشركات على استخدام الطاقة المتجدّدة لإنتاج الهيدروجين الأخضر ومشتقّاته، بما في ذلك الوقود الاصطناعي، وتوفير الطاقة النظيفة لتغذية النظم الإيكولوجية الجديدة القائمة على الهيدروجين التي يجري توفيرها من الإمارات.
اقتصاد الهيدروجين الأخضر في الإمارات
أعلنت سيمنس أنها تنضمّ إلى دائرة الطاقة في أبوظبي والاتحاد للطيران ولوفتهانزا الألمانية وشركة ماروبيني وجامعة خليفة، في مشروع يساعد على تمهيد الطريق لتطوير اقتصاد الهيدروجين الأخضر في الإمارات.
ووقّعت المنظّمات مذكّرة تفاهم بهدف إنشاء مرفق كهربائي يعمل بالطاقة الشمسية، لإظهار أحدث تكنولوجيا إنتاج الهيدروجين الأخضر، وتقديم حالات استخدام مستدامة للوقود.
-
أدنوك توقّع اتّفاقَا لتطوير الهيدروجين وقودًا منخفض الكربون
-
وزير الطاقة الإماراتي: لدينا إمكانات لتطوير الهيدروجين
وتركّز المرحلة الأولى على إنتاج الهيدروجين الأخضر للسيارات والحافلات في منطقة مدينة مصدر، وسيُبنى مصنع لتحويل غالبية الهيدروجين الأخضر إلى وقود طيران مستدام.
وفي المرحلة الثانية من البرنامج، سيجري استكشاف إنتاج الوقود المزيل من الكربون للقطاع البحري.
تسريع الاستثمار
من خلال البرنامج، يمكن للمنظّمات المشاركة أن تساعد في الحدّ بشكل كبير من البصمة الكربونية لدولة الإمارات، وخلق الطلب المحلّي على أنواع الوقود المستدامة، وإنشاء قاعدة محلّية للمعرفة والصناعة لإنتاجها.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة مصدر، محمد جميل الرمحي: إن "الهيدروجين الأخضر قادر على أن يصبح الوقود الأساس لاقتصاد نظيف في المستقبل، وسوف يكون مُغيّرًا لإستراتيجيات إزالة الكربون، ونتطلّع إلى تحقيق الأهداف المناخية وتحقيق مستقبل أكثر استدامة للجميع".
وتابع: "لقد ظلّت مصدر تستكشف إنتاج الهيدروجين وتوليده منذ أكثر من عقد من الزمان، واليوم نعتقد أن الوقت حان لتسريع الاستثمار في هذه التكنولوجيا".
من جانيه، قال نائب الرئيس التنفيذي لشركة نيو إنرجي، أرمين شنيتر، إن هذه الاتّفاقيات تسلّط الضوء على أهمّية التعاون مع مجموعة قوية ومتنوّعة من الشركاء في القطاعات الصناعية، لدفع عجلة العمل وتحقيق إمكانات الهيدروجين الأخضر في إزالة الكربون.
اتّفاق تعاون مع مصر
وقّع وزير الكهرباء والطاقة المتجدّدة المصري محمد شاكر، والرئيس التنفيذي لشركة سيمنس، جو كايسر، منذ أيّام، اتّفاق نوايا للبدء في المناقشات والدراسات لتنفيذ مشروع تجريبي لإنتاج الهيدروجين الأخضر في مصر بخطوة أولى نحو التوسّع في هذا المجال، وصولًا إلى إمكان التصدير.
وجاء التوقيع بين وزارة الكهرباء المصرية وشركة سيمنس الألمانية بصفتها من كبرى الشركات العالمية ذات الخبرات الكبيرة في مجال الطاقة النظيفة على مستوى العالم.
-
سيمنس تبدأ إعداد الدراسة الفنّية لتطوير شبكة الكهرباء العراقية
-
سيمنس تطلق منصّة محلّية لتداول وتجارة الطاقة الشمسية
يذكر أن الهيدروجين الأخضر يحظى باهتمام كبير بوصفه مصدرًا واعدًا للطاقة في المستقبل القريب.
وتعمل حاليًا لجنة وزارية على المستوى الوطني لدراسة الهيدروجين بمثابة مصدر للطاقة، في المستقبل القريب، في مصر، والبحث في جميع البدائل الممكنة لتوليد واستخدام الهيدروجين.
مشروعات الهيدروجين الأخضر
في العام الماضي، تجاوز إنتاج مشروعات الهيدروجين الأخضر عالميًا 60 غيغاواط، أي ما يعادل إنتاج نحو 187.5 مليون خلية شمسية، و 25 ألف توربين رياح، وذلك يكفي لإضاءة 6.6 مليار مصباح (ليد).
وكان 2020 بذلك عامًا استثنائيًا في مجال تطوير الهيدروجين الأخضر.
وتوقّع محلّلون أن يصل حجم السوق العالمي لتصدير الهيدروجين الأخضر إلى 300 مليار دولار، بحلول عام 2050، ما يوفّر نحو 400 ألف فرصة عمل في قطاع الطاقة المتجدّدة في العالم.
ومن المُقدَّر أن يصل الطلب العالمي على الهيدروجين الأخضر إلى نحو 530 مليون طن متري، بحلول عام 2050، ليكون بديلًا عن حرق نحو 10.4 مليار برميل نفط.