مصر توقّع اتّفاقيتين لإنتاج أوّل سيارة كهربائية
البدء بمكوّن محلّي 50%.. ومركز بحثي لتعميق الصناعة
شهد وزير قطاع الأعمال العامّ في مصر، هشام توفيق، والسفير الصيني في القاهرة لياو ليتشيانج، توقيع اتّفاقيتين، اليوم الإثنين، عبر تقنية الفيديو، بين شركة النصر لصناعة السيارات التابعة للشركة القابضة للصناعات المعدنية –إحدى شركات الوزارة- مع شركة "دونغ فنغ" الصينية، لإعادة تأهيل مصنع شركة "النصر" وإنتاج أوّل سيارة كهربائية في مصر.
وقّع على الاتّفاقيتين من جانب شركة النصر، المهندس هاني الخولي العضو المنتدب، ومن الجانب الصيني المدير التنفيذي لشركة "DFMIEC" واي وينشينج، والمدير التنفيذي لشركة "دونغ فنغ" للبحث والتصميم" تسانج تشن، التابعتين لشركة "دونغ" الصينية.
حضر التوقيع رئيس الشركة القابضة للصناعات المعدنية في مصر المهندس محمد السعداوي، والرئيس التنفيذي لشركة دونغ فنغ لي تساوتسو، ونائبه تسانج تسوتونج.
وفي مستهلّ كلمته خلال حفل التوقيع، رحّب الوزير بالسفير الصيني في القاهرة، مشيدًا بعمق ومتانة العلاقات بين البلدين، التي شهدت نموًا ملحوظًا، خلال السنوات الماضية.
وقال: إن "اليوم يمثّل بداية الانطلاق لشركة النصر لصناعة السيارات، نحو مشروع توطين صناعة السيارات الكهربائية في مصر، في ضوء توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، نحو توطين صناعة المركبات المُستخدمة للطاقة النظيفة".
وأضاف أن هذا المشروع يهدف إلى الحفاظ على البيئة من خلال تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري والانبعاثات الحرارية التي لها تأثير سلبي في المعيشة والاقتصاد، كما إنه يمثّل مواكبة الاتّجاه العالمي المتزايد للنقل الكهربائي.
اتّفاقية إطارية لإنتاج السيارة الكهربائية
أوضح الوزير أن التوقيع شمل اتّفاقية إطارية لإنتاج السيارة الكهربائية بشركة النصر للسيارات، بالتعاون مع "DFMIEC"، وهي شركة تابعة لمجموعة دونغ فينغ الصينية الرائدة -التي تعدّ واحدة من أكبر 4 شركات لصناعة السيارات في الصين-، تنتج 3.5 مليون سيارة سنويًا مع شركائها الرئيسيين في صناعة السيارات في العالم، بالإضافة إلى توقيع اتّفاقية تجديد مصنع شركة النصر للسيارات بأحدث التقنيات وأساليب الإنتاج بالتعاون مع شركة دونج فنج للتصميم.
وأضاف أن هذا المشروع يأتي في إطار إستراتيجية تصنيع السيارات، التي تتبنّاها القيادة السياسية، وتأخذ في الاعتبار جميع العوامل المرتبطة بهذا المشروع المهمّ، حيث تتعاون جميع الجهات والوزارات المعنيّة في الدولة لإنجاح هذا المشروع الإستراتيجي.
وأشار إلى الاستعداد لنشر الشواحن السريعة في الشوارع ومواقف السيارات في جميع أنحاء الدولة، وكذلك من خلال إعداد شبكات الكهرباء لاستيعاب الزيادة المتوقّعة في الاستهلاك وسياسات الدعم اللازمة، التي تمثّل عاملًا مهمًّا في تشجيع المستهلك على تغيير الأساليب القديمة من وسائل النقل التي استُخدِمَت لعدّة عقود، والمرافق التجارية التي تدعم ظهور صناعة بهذا الحجم الكبير.
سوق السيارات الكهربائية الحديثة
قال هشام توفيق، إن الوزارة استندت إلى دراسات فنّية وتجارية في سوق السيارات الكهربائية الحديثة، نتج عنها اختيار الصين واختيار شركة دونغ فنغ، واختيار طراز السيارة E70، مستهدفةً الاستفادة من المردود الاقتصادي والبيئي، وتحقيق النجاح المستدام، فضلًا عن مواكبة ذلك التوجّه المتسارع الذي تتسابق إليه الصناعة العالمية.
وأضاف أنه في ضوء توجيهات الرئيس السيسي باستهداف الوصول إلى أكبر قدر ممكن من نسبة المكوّن المحلّي، تستهلّ شركة النصر لصناعة السيارات إنتاجها للسيارة الكهربائية بنسبة توطين تبلغ 50%، ثمّ تتوسّع الخطة لتعميق الصناعة بتأسيس مركز للبحوث والتطوير بمشاركة الكوادر الوطنية والشركات المصرية المتخصّصة، وبالتعاون مع المؤسّسات الأكاديمية المصرية.
وقال، إنه يجري حاليًا الاتّفاق على إنشاء مركز بحوث وتطوير مع دونغ فنغ وشركة برايت-سكايز المصرية، وعلى أهداف ووسائل وطرق عمل مركز البحوث والتطوير المزمع إنشاؤه.
وأوضح أن المشروع يستهدف إنتاج 25 ألف سيارة سنويًا (في المرحلة الواحدة)، وطبقًا لدراسات السوق، فإنه من المتوقّع أن يزداد حجم الطلب مع الدعم والحافز الحكومي المتوقّع إلى ضعف هذه الكمّية.
ويعتمد المشروع في البيع والتوزيع وخدمات ما بعد البيع، على اختيار أحد روّاد هذا المجال في السوق المحلّية، بإنشاء شركة متخصّصة تكون شركة النصر شريكًا فيها، ويجري حاليًا اختيار الشريك ذي الخبرة في هذا المجال.
كما يستهدف المشروع -بعد إثبات جدارته في السوق المحلّية- الاستفادة من فرص التصدير إلى السوق الإقليمية التي تجمعها اتّفاقيات الإعفاء الجمركي المتبادل مع مصر، بحثًا عن فرص التنمية المستدامة، ولتحقيق توازن المنافع المتبادلة من هذه الاتّفاقيات.
ومن المستهدف أن يبدأ الإنتاج بشركة النصر لصناعة السيارات خلال عام من تاريخ توقيع هذه الاتّفاقية.
تكنولوجيا صناعة السيارات الكهربائية
من جانبه، أشاد السفير الصيني بالتعاون المثمر والمستمرّ بين القاهرة وبكين، الذي تتمثّل أحد مظاهره في الاتّفاقية الإطارية بين شركة النصر للسيارات التابعة لوزارة قطاع الأعمال العامّ و"دونغ فنغ" الصينية.
وأكّد دعم التعاون بين الشركات المصرية والصينية، والتوجّه نحو استخدام الطاقة النظيفة، وتوطين تكنولوجيا صناعة السيارات الكهربائية في القاهرة.
جدير بالذكر أن توقيع هذه الاتّفاقية يأتي بعد عام من المفاوضات المستمرّة وتبادل المعلومات الفنّية بين فريقي العمل المصري والصيني، نتج عنها الاتّفاق على نسب التصنيع المحلّي، وبمقتضاها تبدأ فرق العمل مباشرة في مراحل إنشاء وتشغيل المصنع، وإبرام عقود توريد الأجزاء مع شركات القطاع الخاصّ ذات الخبرة في صناعة السيارات.
وجرى التوقيع على عقدين: عقد الاتّفاق على تصنيع السيارة E70 في مصر، وكذلك عقد الاتّفاق على تصميم وتوريد وتركيب خطوط التصنيع والتجميع والاختبارات اللازمة للسيارة.
وحاليًا يجري العمل داخل الشركة على قدم وساق من أجل إعادة ترميم وتهيئة المصانع لاستقبال المعدّات الجديدة، وتركيبها طبقًا لتصاميم دونغ فنغ الصينية.
وتصل الفئة الأساسية للسيارة إلى سرعة قصوى 150 كم/س بقدرة 145 حصانًا، ومدى قيادة يتخطّى 400 كم في الشحنة الواحدة، وتحتوي على أنظمة أمان متطوّرة، مثل ABS, EBD, ESC, BA, TCS, HSA، بالإضافة إلى مواصفات رفاهية متعدّدة، مثل فتحة سقف وكراسي كهربائية وشاشة تحكّم ومكيّف هواء بتكنولوجيا بلازما، وأنظمة أمان إضافية، مثل الرؤية المحيطية 360 درجة، ومؤشّر ضغط الإطارات.
اقرأ أيضًا..
