الهيدروجين الأخضر في تشيلي.. 18 مشروعًا بقيمة 12 مليار دولار
الحكومة تخطط لتصبح تشيلي أقل بلدان العالم في تكلفة الطاقة بحلول 2030
ترجمة وتحرير: كريم الدسوقي
"آفاق واعدة للهيدروجين الأخضر في تشيلي".. هكذا أفادت وكالة التنمية الاقتصادية التشيلية (كورفو) بعدما أعلنت، السبت، أن العديد من المستثمرين يضعون خطة تنفيذ مشروعات تصل قيمتها إلى 12 مليار دولار، في إطار الاستفادة من إمكانات البلاد لإنتاج الهيدروجين الأخضر.
وبعدما قدمت الوكالة الحكومية، المعنية بدعم ريادة الأعمال والابتكار، طلب إفادة بشأن استثمارات المجال، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تلقت معلومات بشأن 18 مشروعًا مختلفًا، وفقا لما أوردته منصة "ستاندرد آند بورز غلوبال بلاتس" لمعلومات الطاقة.
وتشمل مشروعات الهيدروجين الأخضر قيد الإعداد في تشيلي مبادرات لإنتاج الأمونيا والميثانول والوقود الاصطناعي، إضافة إلى خطط لتوليد الحرارة، أو استبدال الوقود الأحفوري.
والهيدروجين الأخضر عبارة عن وقود خالٍ من الكربون، مصدر إنتاجه الماء، وتشهد عمليات إنتاجه فصل جزيئات الهيدروجين عن جزئيات الأكسجين بالماء عبر كهرباء تُوَلَّد بمصادر طاقة متجدّدة.
وتشير "ستاندرد آند بورز" إلى أن تشيلي تضع نفسها حاليًا لتصبح لاعبًا رئيسيًا في سوق الهيدروجين الناشئ؛ استنادًا إلى امتلالكها قاعدة لا مثيل لها من موارد الطاقة المتجددة، خاصة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
وفي هذا الإطار، قال رئيس "كورفو" التنفيذي، "بابلو تيرازاس"، في بيان، إن الوكالة تريد تسريع عملية تطوير الهيدروجين الأخضر في تشيلي، مشيرًا إلى أن طلبها للمعلومات، إلى جانب العديد من مبادرات القطاع الأخرى، تمثل أمرًا أساسيًا لرسم خريطة مصالح القطاع الخاص.
ومن شأن طلب الوكالة للمعلومات أن يساعد الحكومة -أيضًا- في تحديد المستفيدين المحتملين من الدعم المقترح لمشروعات الهيدروجين.
كما تخطط الوكالة لفتح باب "طلبات العروض" لجمع المزيد من المعلومات حول مشروعات الهيدروجين، ومدى حاجتها للدعم العام.
صحراء أتاكاما
يأتي ذلك تجاوبًا مع تحديد الحكومة التشيلية، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أهدافًا طموحة لتصبح تشيلي أقل بلدان العالم في تكلفة إنتاج الطاقة بحلول نهاية العقد الجاري (2030)، وللوصول إلى قدرة كهربائية للتحليل المائي (لإنتاج الهيدروجين الأخضر) لا تقل عن 25 غيغاواط.
وبحلول عام 2025، تهدف الحكومة التشيلية للوصول إلى قدرة 5 آلاف غيغاواط قيد التطوير أو التشغيل في إنتاج الهيدروجين الأخضر بالبلاد، وخصصت 12 ألف هكتار من أراضي الدولة لمشروعاته.
وتقع العديد من تلك المشروعات في شمال تشيلي، حيث صحراء "أتاكاما"، وهي أكثر صحارى العالم جفافاً وحرارة.
وبحسب متحدثة باسم "كورفو"، فإن 11 من المشاريع الـ 18، التي اطلعت عليها الوكالة، كانت مرتبطة بإنتاج الهيدروجين أو استخدامه كوقود أو لتوليد الحرارة.
وتأمل حكومة تشيلي أن يلعب الاستثمار في الهيدروجين الأخضر دورًا رئيسيًا في مساعدة البلاد على التعافي من الركود الناجم عن جائحة فيروس كورونا المستجد.
وتشير التقديرات إلى أن الاقتصاد التشيلي انكمش بنحو 6% في عام 2020؛ ما أدى إلى تسريح أكثر من مليون عامل، وفقًا لبيانات الحكومة والبنك المركزي.
ووفقًا لوزارة الطاقة في تشيلي، فإن ما يصل إلى 20% من التخفيض التراكمي لثاني أكسيد الكربون في البلاد بحلول عام 2050، سيكون ممكنًا بفضل قطاع الهيدروجين المربح.
وتشير تقديرات وكالة الطاقة الدولية إلى أن تشيلي قادرة على إنتاج 160 مليون طنّ من الهيدروجين الأخضر سنويًا.
اقرأ أيضا..
-
بالهيدروجين النظيف.. “توتال” و”إيسار أويل” ينضمّان لسباق الحياد الكربوني
-
مشروع هيدروجين بـ 5 مليارات دولار في منطقة نيوم السعودية
-
مشروع تشيلي لإنتاج الهيدروجين “الأخضر” من طاقة الرياح