الحياد الكربوني.. خارطة طريق متكاملة من وكالة الطاقة الدولية
في إطار هدف القضاء على الانبعاثات بحلول 2050
محمد فرج
تعتزم وكالة الطاقة الدولية، الإعلان عن خارطة طريق خلال شهر مايو/أيّار المقبل، للتعافي من أثار وباء كورونا، في إطار الخطة المتكاملة لتحقيق الحياد الكربوني.
وستضع الوكالة -التي تتبنّى تنفيذ خطة متكاملة للتخلّص من الانبعاثات في قطاع الطاقة العالمي بحلول عام 2050- ورقة متكاملة تتضمّن تحليلًا مفصّلًا لخطة العمل المفترض القيام بها للتعافي من كوفيد 19، وكذلك وضع انبعاثات غازات الدفيئة على مسار يتماشى مع ارتفاع درجة الحرارة العالمية 1.5 درجة مئوية.
يعني الحياد الكربوني -أو صافي صفر انبعاثات- عدم إضافة انبعاثات جديدة إلى الغلاف الجوّي، وهو ما يُشار إليه بخطوة ضرورية للتغلّب على تغيّر المناخ وما قد يصحبه من تداعيات ضارّة.
ورغم أن الانبعاثات الكربونية أو أيّ انبعاثات ناجمة عن حرق الوقود الأحفوري سوف تستمرّ، لكن من المفترض أيضًا موازنة ذلك عن طريق إجراءات تعمل على امتصاص كمّية معادلة من ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوّي، مثل زراعة الأشجار.
وعلى الرغم من تأثير تفشّي وباء كورونا في خطط الشركات واستثماراتها، إلّا أن الفرصة أصبحت متاحة لتطبيق خطط تقليص الانبعاثات والحفاظ على المناخ.
خطط الحفاظ على المناخ
بالتزامن مع التراجع القياسي في الانبعاثات العالمية، العام الماضي، إلّا أن دول العالم مازالت بعيدة عن بذل ما يكفي من الجهود لوضعها على الطريق الصحيح لتحقيق الحياد الكربوني.
-
“الوكالة الدولية”: الطاقة المتجدّدة أرخص من الفحم في إنتاج الكهرباء
-
قبول عضوية إسرائيل بوكالة الطاقة الدولية رسمياً
خطة حيوية
قال المدير التنفيذي للوكالة فاتح بيرول: "إن الورقة ستكون حيوية قبل مؤتمر الأمم المتحدة المقبل بشأن تغيّر المناخ، الذي سيُعقد في بريطانيا، نوفمبر/تشرين الثاني.".
وكتب بيرول في صحيفة فاينانشال تايمز: "تحويل تطلّعاتنا الجماعية إلى واقع سيكون صعبًا، لأن الوعود مهما كانت حسنة النيّة، تُفهم بشكل خاطئ".
وأضاف أن بريطانيا وهولندا قرّرتا تدشين لائحة قانونية محلّية لمساءلة الحكومات عن الوفاء بوعودها.
وأوضح أن خارطة الطريق تشير إلى طرق تحسين آليّات تنسيق الدعم المقدّم للاقتصادات الناشئة والنامية، لتمكينها من الوصول بسرعة إلى المعرفة والتمويل والتكنولوجيات لتوفير الطاقة النظيفة والموثوقة لجميع مواطنيها.
سباق دولي
يضمّ السباق نحو الحياد الكربوني 120 دولة و452 مدينة و22 منطقة و1101 شركة و45 مستثمرًا و549 جامعة.
ومع اقتراب هذا العام من نهايته، من المفترض أن تقدّم البلدان التزاماتها الجديدة لاتّفاقية باريس للمناخ، قبل مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في المملكة المتحدة، خلال العام المقبل.
ومن المقرّر عقد المؤتمر الـ 26 للأمم المتحدة بشأن تغيّر المناخ (كوب 26) بغلاسكو في المملكة المتحدة، خلال الفترة من 1 إلى 12 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2021.
كورونا والانبعاثات
تسبّبت جائحة (كوفيد-19) في حدوث أكبر انخفاض للانبعاثات منذ الحرب العالمية الثانية، لكن يبقى أن نرى: كيف سيشكّل التعافي العالمي مسار الانبعاثات في المستقبل؟
وفي هذا السياق، على الشركات خاصة، أن تقوم بـ 4 أشياء رئيسة: أوّلًا، يجب عليها إظهار الشفافية في الإبلاغ عن الانبعاثات بشكل علني.
أمّا الأمر الثاني، فيجب عليها إظهار القيادة من خلال الالتزام بخفض انبعاثاتها، في حين يتركّز الثالث في وجوب التصرّف وفقًا لهذه الالتزامات، والإبلاغ عن التقدّم الذي يجرى إحرازه.
ورابعًا، يجب الانضمام للمبادرات والتحالفات ذات الصلة، بحسب تقرير حديث نشره منتدى الاقتصاد العالمي.