كيف تراجع استهلاك النفط في الهند لأدنى مستوى منذ 21 عامًا؟
توقّعات بتحسّن النفقات الرأسمالية والاستثمارات
محمد زقدان
للمرّة الأولى منذ أكثر من عقدين تقريبًا، انخفض استهلاك النفط في الهند خلال العام الماضي، حيث تسبّبت جائحة فيروس كورونا (كوفيد 19) في إغلاق الشركات والمصانع، وأضرّت بالطلب، فيما من المتوقّع حدوث تعافٍ، خلال السنة المالية 2021- 2022، بمستويات جيّدة.
ويبدأ العام المالي في الهند، مطلع أبريل/ نيسان، حتّى نهاية مارس/ آذار من العام التالي.
وانخفض إجمالي الطلب على النفط بنسبة 10.8%، العام الماضي، مقارنةً بسنة 2019، وبلغ أدنى مستوى له خلال 5 سنوات عند 193.4 مليون طن، وكان الانكماش السنوي هو الأوّل على الإطلاق، منذ عام 1999، حسب وكالة بلومبرغ.
وانهار استهلاك الوقود من قبل ثاني أكبر مستورد للنفط في آسيا، بنسبة تصل إلى 70%، بعد أن شرعت في فرض واحدة من أكثر إجراءات الحجر الصحّي صرامة في العالم، خلال مارس/آذار، ما أدّى إلى تراجع حادّ في عمليات معالجة الخام وعمليات مصانع البتروكيماويات.
وعصفت القيود الصارمة بالاقتصاد الهندي، الذي تكبّد أكبر انكماش في الناتج المحلّي الإجمالي السنوي، منذ عام 1952.
تعافي استهلاك النفط
من أجل إخراج ثالث اقتصاد في أسيا من الركود، خفّفت حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي، غالبية القيود المفروضة للحدّ من انتشار فيروس كورونا، ومنذ ذلك الحين يشهد الطلب على النفط ارتفاعًا ملحوظًا.
وفي ديسمبر/كانون الأوّل، كان الاستهلاك الشهري للوقود السائل، أقلّ بنحو 1.8% من مستويات العام السابق، ولامس أعلى مستوى له في 11 شهرًا.
والشهر الماضي، ارتفع استهلاك البنزين، بنسبة 9.3% على أساس سنوي، وهو أعلى مستوى له، منذ مايو/أيّار 2019، مع استخدام المركبات الخاصّة.
فيما انخفض الطلب على الديزل بنسبة 2.8% عن العام السابق.
وفي مطلع ديسمبر/كانون الأوّل، سجّل البنزين والديزل للمرّة الأولى، أعلى سعر لهما في الهند، في غضون أكثر من عامين
واخترق البنزين مستوى 83 روبية للّتر، للمرّة الأولى منذ سبتمبر/أيلول 2018، حيث ارتفع أمس السبت بمقدار 27 بيسة هندية للّتر، والديزل بمقدار 25 بيسة، وفقًا لإخطار أسعار شركات تسويق النفط.
وفي دلهي، ارتفع سعر البنزين إلى 83.13 روبية للّتر من 82.86 روبية، كما ارتفع الديزل إلى 73.32 روبية من 73.7.
وذلك هو أعلى معدّل للبنزين والديزل، منذ سبتمبر/أيلول 2018، حيث جاءت الزيادة للمرّة الـ13 في الأسعار، منذ 20 نوفمبر/ تشرين الثاني، عندما استأنفت شركات النفط مراجعة الأسعار اليومية، بعد توقّف دام شهرين.
ارتفاع الطلب المحلّي
توقّعت وكالة معلومات الاستثمار وتقييم الائتمان في الهند، ارتفاع الطلب المحلّي على المنتجات النفطية بمعدّل جيّد يتراوح ما بين 8 إلى 10%، في السنة المالية 2021/2022، على أساس سنوي، وسوف يترتّب على ذلك نموّ اقتصادي وانتعاش في الأنشطة الصناعية.
وقالت الوكالة، إن حدوث نموّ في استهلاك بنزين السيارات جاء نتيجة تفضيل التنقّل الشخصي، في حين ستكون الزيادة في زيت الديزل عالي السرعة والوقود الصناعي مدفوعة بانتعاش النشاط الاقتصادي.
فيما من المتوقّع أن يتأخّر الطلب على وقود توربينات الطيران، بسبب الطابع التقديري الملازم لها والمخاطر المحتملة للسفر الجوّي.
وقال نائب رئيس وكالة معلومات الاستثمار براشانت فاسيشت: "بالرغم من أن مستويات تشغيل طاقة التكرير آخذة في التعافي، وبلغت 89% في أكتوبر/تشرين الأوّل 2020، إلّا أن هوامش التكرير ظلّت ضعيفة بسبب فائض الإمدادات العالمية.
وتوقّع أن تظلّ هوامش التكرير منخفضة، في السنة المالية 2022، بسبب تراجع الطلب على الوقود الجوّي بشكل ملحوظ مقارنةً بمستويات ما قبل كورونا.
ومن المتوقّع أن تتحسّن النفقات الرأسمالية والاستثمارات، في السنة المالية 2021-2022، حيث ستقوم الشركات بتعويض الوقت الضائع خلال قيود كورونا وعمليات الإغلاق، في السنة المالية 2020-2021
كما من المتوقّع أن تنخفض مستويات الديون للشركات بسبب انخفاض النفقات الرأسمالية، في 2021، وارتفاع المستحقّات النقدية، في السنة المالية 2022، وأيضًا من المتوقّع تحسّن معايير قياس مخاطر الائتمان، في السنة المالية 2022، بسبب انخفاض مستويات الديون وتحسّن الأرباح.
اقرأ أيضًا..
- شركة النفط الهندية تراجع خطط توسيع مصافي التكرير
- وزير النفط الهندي: دور متوقّع للسعودية والإمارات في برنامج الاحتياطي الإستراتيجي للنفط