السيارات الكهربائية بالسعودية.. تطوير البطاريات مفتاح لوسيد لتحدي الكلفة والمسافة
الرئيس التنفيذي للشركة: سنقدّم عملاً رائعًا متوافقًا مع رؤية 2030
ترجمة وتحرير: كريم الدسوقي
"تطوير تقني نوعي".. هكذا وصفت مصادر مطّلعة نيّة شركة السيارات الكهربائية "لوسيد موتورز" إنشاء مصنع لها قرب مدينة جدة السعودية، والذي تجري محادثاته مع صندوق الثروة السيادي السعودي.
وأوضحت المصادر أن هذه الخطوة ستمثل توسعًا كبيرًا للشركة الأميركية (مقرها ولاية كاليفورنيا)، وستسهم في تحقيق تطلعات السعودية إلى أن تصبح مركزًا لصناعة المركبات الكهربائية في الشرق الأوسط، وفقا لما نقلته وكالة بلومبرغ.
وسيدفع صندوق الاستثمارات العامة السعودي -الذي يمتلك حصة في "لوسيد"- الجزء الأكبر من تكلفة المصنع المقرر بناؤه بمدينة الملك عبدالله الاقتصادية (97 كيلومترًا شمالي جدة).
ووصلت المحادثات حول إنشاء المصنع إلى مرحلة متقدمة، لكن بعض تفاصيلها يمكن أن تتغير في أي لحظة، وذلك بحسب المصادر التي أشارت إلى أن الشركة والصندوق يدرسان -أيضًا- إمكانية إقامة مصنع للسيارات الكهربائية في مدينة نيوم، التي يجري بناؤها في شمال غربي السعودية.
وتعد "لوسيد" واحدة من عدة شركات أميركية تسعى إلى منافسة "تيسلا" متصدرة سوق السيارات الكهربائية، وتستهدف الجانب الفاخر لهذه السوق.
يذكر أن الرئيس التنفيذي لـ "لوسيد"، "بيتر رولينسون"، سبق أن عمل كبيرًا لمهندسي "تيسلا" في فئة سيارتها السيدان (طراز إس).
تمويل سعودي
كانت الشركة الأميركية قد حصلت على تمويل استثماري من الصندوق السعودي قدره مليار دولار عام 2018، بشرط إقامة مصنع لها في المملكة.
ومنذ ذلك الحين كشفت "لوسيد" عن خطط لتصنيع سيارة "آيرAir "، وهي سيارة "سيدان" تبلغ تكلفتها 169 ألف دولار، وتقول الشركة إنها قادرة على القيادة لمسافة تزيد عن 805 كيلومترات بشَحنة واحدة.
وبنت الشركة مصنعاً لها في صحراء أريزونا، ومن المتوقع أن تبدأ عمليات تسليم النموذج للعملاء الأميركيين في الربع الثاني من العام الجاري.
كما تخطط "لوسيد" لإنتاج نسخة أرخص من سيارتها السيدان في عام 2022، بقيمة 75 ألف دولار، على أن تكون قادرة على القيادة أكثر من 644 كيلو مترًا بشحنة واحدة.
وفي سياق متصل، قال رئيس "لوسيد" التنفيذي، إن الشركة تستكشف -حالياً- مواقع بالسعودية لتوظيفها منافذ لبيع السيارات الكهربائية، مضيفا: "نأمل أن نتمكن من الحصول على منفذ بيع بالتجزئة هناك في نهاية عام 2021، وربما أوائل عام 2022"، وفقًا لما نقلته صحيفة "عرب نيوز" السعودية، الصادرة بالإنجليزية.
وأشار "رولينسون" إلى أن استثمار مليار دولار من قبل صندوق الاستثمارات العامة السعودي كان عاملاً حيوياً في دعم مساعي الشركة لتصنيع مركبات ميسورة التكلفة وفاعلة ومستدامة، تحل محل المركبات العاملة بالوقود الأحفوري.
وأكد أن "لوسيد" سترد بالمثل على استثمار الصندوق السعودي، متعهدًا بتقديم "عمل رائع" مع الصندوق في الشرق الأوسط والسعودية، "وسيكون هذا متوافقًا -إلى حد كبير- مع رؤية 2030 لتقليل اعتماد اقتصاد المملكة على الوقود الأحفوري" حسب قوله.
وحدد "لولينسون" أولوية مصنع "لوسيد" المزمع إنشاؤه في السعودية بنقطتين أساسيتين، هما: معالجة خوف الجمهور من تكلفة السيارات الكهربائية، والقلق بشأن المدى الذي يمكنها قطعه بشحنة واحدة.
الكلفة والمدى
في هذا الإطار، أشار "لولينسون" إلى أن "لوسيد" تعمل على تخفيض تكاليف إنتاج سياراتها بالتركيز على التطوير التكنولوجي لتحسين أداء البطاريات، وتقليل حجمها.
وأضاف: "نحن قادرون على إنتاج بطاريات بقدرة تفوق أربعة أميال ونصف الميل (7.2 كيلو مترًا) لكل كيلوواط/ساعة، وهذا أمر غير عادي.. هذا مقياس لقدرتنا التقنية.. نحن نحقق مدىً يزيد عن 500 ميل (805 كيلومترات) للسيارة من خلال التقنية، وليس عبر حجم البطارية -فقط-".
وكشف رئيس "لوسيد" التنفيذي عن وجود تصوّر لتخفيض تكلفة السيارة الكهربائية إلى 25 ألف دولار، فيما تتراوح أسعار فئات "لوسيد آير" الحالية بين 69.900 دولار و161.500 دولار.
غير أن "لوسيد" ليست الشركة الوحيدة من شركات تقنيات النقل المستقبلية التي أبدت اهتمامًا بالاستثمار في المملكة كجزء من رؤية 2030، التي أعلنها ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان؛ إذ تُجري شركة "فيرجن هايبرلوب" دراسة مع المملكة لتحديد نوع المشروع الذي يمكن أن تنشئه على الأراضي السعودية، حسبما أفاد موقع "ذا فيرج" المتخصص في صحافة التكنولوجيا.
من "أتيفا" إلى "لوسيد"
وتأسست "لوسيد" في عام 2007 باسم (أتيفا Atieva)، ثم أعادت تسمية علامتها التجارية باسم "لوسيد موتورز" عام 2016 ووضعت نصب عينيها صنع سيارتها السيدان الكهربائية الفاخرة "آير".
وواجهت الشركة مشكلة في التمويل بعد فترة وجيزة من تأسيسها، واضطرت إلى الاقتراض من صندوق تحوط في أريزونا، ومن شركة حافلات كهربائية صينية، حسبما ذكر "ذا فيرج"، وتداركت حاجتها التمويلية -لاحقًا- بصفقة 2018 مع صندوق الاستثمارات العامة السعودي.
ومن المقرر أن يؤدي الصندوق -الذي تبلغ قيمة أصوله 390 مليار دولار دورًا رئيسيًا في مشاريع التنمية السعودية على مدى السنوات القليلة المقبلة؛ إذ تتطلع حكومة المملكة إلى خفض الإنفاق، والسيطرة على عجز الميزانية بعد تراجع أسعار النفط الناجم عن فيروس كورونا عام 2020.
وأعلن محافظ الصندوق "ياسر الرميان" عن إنفاق نحو 40 مليار دولار -على الأقل- بمشاريع استثمارية محلية خلال العام الجاري وفي عام 2022.
وكان "الرميان" قد أشار في وقت سابق إلى أن الصندوق السعودي استثمر -أيضًا- في "تيسلا"، لكنه باع جميع أسهمه بالشركة في أوائل عام 2020.
اقرأ أيضا..
-
“لوسيد آير” تناقس تيسلا على عرش السيّارات الكهربائية
-
رغم دعم بايدن.. تهديد مزدوج لسوق المركبات الكهربائية في أميركا
-
بعد فوز بايدن.. جنرال موتورز تتجه لتوسيع وتسريع إنتاجها للمركبات الكهربائية