السيارات الكهربائية.. محور إستراتيجية الصين لخفض الانبعاثات
خطة لرفع المبيعات إلى 20% بحلول 2025
ترجمة وتحرير: كريم الدسوقي
تضع الصين آمالًا عريضة على السيارات الكهربائية، في خطّتها الخمسية التي تنطلق العام الجاري، من أجل خفض انبعاثات الكربون.
وتصدّرت العديد من التساؤلات، اهتمامات مراقبي قطاع الطاقة حول الإستراتيجية الجديدة لبكين في خفض انبعاثات الكربون، في ضوء ما أعلنه وزير الصناعة وتكنولوجيا المعلومات الصيني "شياو يا كينغ"، أول أمس الثلاثاء، حول أن الخطّة الخمسية الـ 14، التي تنطلق في عام 2021، تنطوي على خطة لإزالة الكربون من صناعة السيارات.
تشمل الخطّة الصينية تطوير المركبات الكهربائية، سواء تلك التي تعمل بالبطاريات أو تلك التي تعتمد على تحويل الهيدروجين إلى كهرباء في نظام خلايا الوقود الخاصّ بها، وفقًا لما ذكرته صحيفة "تشاينا ديلي" الصينية.
ووضعت بكين هدفًا للسيارات التي تعمل بالطاقة المتجدّدة، وأيضًا الهجينة، وسيارات خلايا وقود الهيدروجين، لتستحوذ على 20% من مبيعات السيارات، بحلول عام 2025، مقارنةً بـ 5% حاليًا.
أسواق السيارات
تعدّ الصين أكبر سوق للسيّارات في العالم، حيث جرى بيع أكثر من 25 مليون سيّارة، من بينها 1.2 مليون سيّارة طاقة متجدّدة العام الماضي.
وتكثّف شركات صناعة السيّارات العالمية -بما في ذلك فولكس وجنرال موتورز وتويوتا- من إنتاج السيّارات الكهربائية في الصين، لتلبية اللوائح الحكومية الأكثر صرامة.
وفي هذا الإطار، قال الوزير الصيني: إن خطّة بلاده تشجّع الصناعات التقليدية على تبنّي الرقمنة والتحوّل نحو الطاقة الخضراء، وتسريع تكامل تقنيات الاتّصالات مع التصنيع، خاصّةً شبكات الجيل الخامس.
وسبق أن أعلنت وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات الصينية خطّة لبناء أكثر من 600 ألف قاعدة لتعزيز شبكات الجيل الخامس بطريقة منظّمة، في عام 2021.
رقابة صارمة
تبذل الصين المزيد من الجهود لخفض انبعاثات الكربون في القطاع الصناعي، بما في ذلك فرض رقابة صارمة على القدرات الإنتاجية الجديدة في الصناعات الثقيلة والكيميائية، وخفض إنتاج الصلب الخام على أساس سنوي، بحسب ما ذكره "شياو يا كينغ".
وكانت بكين قد أسّست منظومة للتصنيع الأخضر -الصديق للبيئة-، شملت 2121 مصنعًا و171 متنزّهًا صناعيًا أخضر، خلال السنوات الـ 5 الماضية.
وحول رؤيته لعام 2021، أشار وزير الصناعة وتكنولوجيا المعلومات الصيني، إلى أن الفرص تفوق التحدّيات، وأن الأساسيات الجوهرية لتحقيق التنمية المستدامة لم تتغيّر، لكنّه نبّه إلى مشكلات تمثّل مناطق ضعف لاقتصاد بلاده الصناعي، أهمّها: الضعف النسبي للتأسيس الصناعي، والاعتماد المفرط على بعض التقنيات الأجنبية الحيوية للصناعات.
إعادة هندسة البُنية التحتية
تتّجه الصين تعزيز مواردها بهدف تحديث سلاسل التصنيع لديها، وبذل المزيد من الجهود لتنفيذ مشروع من شأنه إعادة هندسة البُنية التحتية الصناعية.
ولفَتَ الوزير الصيني إلى بذل الجهود لإجراء البحوث الهندسية حول التقنيات والمنتجات الرئيسة ذات القيمة الجوهرية للاقتصاد، وتعزيز إدارة الجودة الشاملة، وإنشاء عدد من المراكز الوطنية لابتكارات التصنيع.
من جهته، يرى العضو المنتدب العالمي في شركة رولاند برغر للاستشارات "دينيس ديبو"، أن الصين تملك نظامًا صناعيًا سليمًا وبُنية تحتية فعّالة وتقنيات رائدة، وعنصرًا بشريًا غنيًا بالمواهب، ما يوفّر سوقًا جيّدة للشركات.
ويشير رئيس مجلس إدارة شركة لينوفو -أكبر صانع الحواسيب الشخصية في العالم-، "يانغ يوانكينغ"، إلى أن الصين تمرّ حاليًا بمرحلة حرجة كي تكون مركزًا للتصنيع الذكي، ما سيولّد المزيد من الفرص الاقتصادية.
اقرأ أيضًا..
-
السيارات الكهربائية الذكية.. قفزة قياسية في مبيعات “نيو” الصينية
-
صدارة جينكو سولار.. هكذا تحوّلت ريادة الطاقة الشمسية من أميركا إلى الصين
-
تحقيق أهداف الطاقة وخفض الانبعاثات يعطّل حياة الملايين في الصين