صادرات كولومبيا من الفحم تتراجع لأدنى مستوى منذ 12 عامًا
سجّلت 151 مليون دولار في نوفمبر
محمد فرج
تراجعت صادرات كولومبيا من الفحم إلى أدنى مستوى لها منذ 12 عامًا، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، مسجّلةً مليوني طن، بانخفاض 40.6% عن أكتوبر/تشرين الأوّل 2020.
وكان شهر ديسمبر/كانون الأوّل من عام 2008، قد شهد تسجيل أدنى رقم لصادرات فحم كولومبيا، مسجّلًا نحو 1.35 مليون طن، بحسب ما ذكرته منصّة إس آند بي غلوبال بلاتس.
وخلال 11 شهرًا من عام 2020، صدّرت كولومبيا 66.47 مليون طن، بانخفاض 2.7% عن الفترة نفسها من عام 2019، وهو ما يعدّ أدنى رقم منذ عام 2009، حينما صدرت 62.7 مليون طن.
عائدات صادرات الفحم
بلغت عائدات الصادرات من الفحم أدنى مستوى في 12 عامًا تقريبًا، ووصلت إلى 151.06 مليون دولار، في نوفمبر/تشرين الثاني، بانخفاض 32.6% عن أكتوبر/تشرين الأوّل، بنسبة تراجع على أساس سنوي تبلغ 51.8%.
ويعدّ الرقم هو الأقلّ لإيرادات الفحم في شهر، منذ ديسمبر/كانون الأوّل من عام 2008، عندما سجّلت الإيرادات نحو 123.71 مليون دولار.
وأظهرت البيانات التي نشرتها " إس آند بي غلوبال بلاتس"، أن أسعار الفحم كانت عند أعلى مستوى لها في 17 شهرًا، بقيمة 74.75 دولارًا لكلّ طن، بعد أن كانت تسجّل 65.89 دولارًا لكلّ طن، في أكتوبر/تشرين الأوّل.
وعلى مدار 11 شهرًا في عام 2020، بلغت الإيرادات مجتمعة 3.88 مليار دولار، بعد أن كانت 5.26 مليار دولار، في الفترة نفسها من العام السابق.
ويعدّ إنتاج النفط والغاز محرّكًا مهمًّا للنموّ الاقتصادي في كولومبيا، حيث يلعب الغاز على وجه الخصوص دورًا متزايدًا في تلبية الطلب المحلّي على الطاقة.
إنهاء الإضراب ومواصلة الإنتاج
أنهى العمّال في منجم سيريجون إضرابًا استمرّ 3 أشهر، يوم 30 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بعد الاتّفاق مع نقابة العمّال "سينترا كاربون" بتوقيع اتّفاقية تسمح بمواصلة الإنتاج، حتّى 31 ديسمبر/كانون الأوّل من عام 2023.
وقال المنجم -الذي تملكه بالتساوي جلينكور وبه بي إتش بي وأنجلو أميركان- في أغسطس/آب، إنه لم يصدّر سوى 9.5 مليون طن، في الأشهر الستّة الأولى من عام 2020، بانخفاض قدره 3.8 مليون طن عن العام السابق، وهو أدنى رقم خلال 6 أشهر، في 18 عامًا.
الاهتمام بالطاقة المتجدّدة
قرّرت الحكومة الكولومبية تعيين دييغو ميسا بويو وزيرًا جديدًا للطاقة، في 25 حزيران/يونيو، خلفًا لماريا فرناندا سواريز، التي استقالت لدوافع شخصية وأسرية.
وكان دييغو ميسا بويو نائبًا لـ"سواريز" لما يقرب من عامين، وسبق ذلك عمله خبيرًا اقتصاديًّا متخصّصًا في سياسة الطاقة بصندوق النقد الدولي، ورئيس مكتب بوغوتا لشركة المحاسبة برايس ووتر هاوس كوبرز.
ومن المتوقّع أن يتبع "ميسا" مسيرة التحوّل في الطاقة النظيفة، التي بدأتها وزيرة الطاقة السابقة “سواريز”، والذي شهد وصول كولومبيا إلى 1500 ميغاواط من مصادر الطاقة المتجدّدة لشبكة الطاقة الكهربائية، لا سيّما مع منشآت الطاقة الشمسية وطاقة الرياح الجديدة، بعد أن كانت 60 ميغاواط -فقط- في أغسطس/آب، من عام 2018.
تحدّيات الطاقة النظيفة
من أبرز التحدّيات العديدة التي يواجهها وزير الطاقة الكولومبي، الحصول على موافقة تنظيمية لاستغلال احتياطيات النفط والغاز غير التقليدية المرتبطة بالفحم والصخر الزيتي.
وتمتلك كولومبيا ثاني أكبر احتياطي غير تقليدي في أميركا اللاتينية، بعد الأرجنتين، ولكن التنمية قد تعثّرت بسبب عوامل بيئية.
ويتعيّن على ميسا -الذي يوُصف بأنّه تكنوقراطي وغير منتسب إلى أيّ حركة سياسية معيّنة- أن يقود أيضًا وزارة تعرّضت لضربة من أزمة وباء كورونا.
وقد تسبّبت في انخفاض إنتاج وأسعار النفط الخام، الذي يعدّ أهمّ صادرات كولومبيا، من حيث الإيرادات بالدولار.