التبريد والتدفئة عبر الطاقة المتجدّدة.. حلّ سحري لتحقيق أهداف المناخ
في دراسة جديدة للوكالة الدولية للطاقة المتجدّدة
محمد فرج
تكافح العديد من الدول لتحقيق الأهداف المناخية وبناء اقتصادات قادرة على التكيّف والاستدامة، عبر الاعتماد على الطاقة المتجدّدة.
في هذا السياق، كشفت دراسة جديدة أجرتها منظّمات رائدة في مجال الطاقة، عن مستقبل مشرق، مع الانتقال إلى حلول أكثر نظافة واستدامة للتدفئة.
وقد برزت التدفئة والتبريد على أساس الطاقة المتجدّدة بصفتها أولوية ملحّة للدول، وبإمكانها جذب الاستثمارات وتوفير فرص عمل جديدة تساعد في دفع عجلة الانتعاش الاقتصادي بعد وباء كورونا.
وذكرت الدراسة المشتركة للوكالة الدولية للطاقة المتجدّدة، وعدد من الجهات المختصّة في شؤون الطاقة، أن هناك 5 مسارات تستخدم لحلول التدفئة والتبريد، تتضمّن الكهرباء القائمة على مصادر الطاقة المتجدّدة، والغازات المتجدّدة، والكتلة الحيوية المستدامة، والاستخدامات المباشرة للطاقة الحرارية الشمسية، والطاقة الحرارية الأرضية.
يقول المدير العامّ للوكالة الدولية للطاقة المتجددة "إيرينا"، فرانشيسكو لاكاميرا: "لقد برزت التدفئة والتبريد في استخدام الطاقة على أساس مصادر متجدّدة، بصفتها أولوية ملحّة للبلدان التي تسعى إلى الوفاء بالتزاماتها المتعلّقة بالمناخ، بموجب اتّفاق باريس وبناء اقتصادات مرنة ومستدامة".
الانتقال إلى حلول أكثر نظافة
أوضح "لاكاميرا" أن الانتقال إلى حلول أكثر نظافة وكفاءة واستدامة "يمكن أن يجذب الاستثمارات ويوفّر ملايين من فرص العمل الجديدة".
كما يساعد على دفع عجلة الانتعاش الاقتصادي بالتزامن مع الأزمة العالمية الخاصّة بـتفشّي وباء كورونا، وإتاحة خدمات التدفئة والتبريد التي تشتدّ الحاجة إليها للجميع، بما في ذلك الجزر النائية وأقلّ البلدان نموًا في أفريقيا وآسيا.
-
رغم كورونا.. 5 نتائج مبشرة لتحول الطاقة في 2020
-
تحقيق أهداف الطاقة وخفض الانبعاثات يعطّل حياة الملايين في الصين
ويمثّل الطلب على التدفئة والتبريد نحو 50% من الاستهلاك العالمي للطاقة، ومعظمه للعمليات الصناعية، تليها التطبيقات السكنية والزراعية.
ويأتي معظم هذه الطاقة إمّا من الوقود الأحفوري أو من الاستخدامات غير الفعّالة وغير المستدامة للكتلة الحيوية -حسبما ذكرته الدراسة-.
الاعتماد على الوقود الخشبي
تعدّ التدفئة والتبريد مصدرًا رئيسًا لتلوّث الهواء، ويصدر نحو 40% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المتّصلة بالطاقة على الصعيد العالمي.
ويعتمد حاليًا نحو 2.8 مليار شخص على الوقود الخشبي والفحم ومخلّفات الحيوانات وغيرها من أنواع الوقود غير الفعّالة والملوّثة لأغراض الطهي.
ومن المقرّر أن يستمرّ الطلب على التدفئة والتبريد في النموّ، حيث تضاعف الطلب على التبريد عالميًا 3 مرّات، منذ عام 1990، ومع زيادة تغيّر المناخ في عدد موجات الحرارة وشدّتها.
وفي نهاية عام 2019، حدّدت 49 دولة فقط -معظمها داخل الاتحاد الأوروبي– أهدافًا وطنية للتدفئة والتبريد المتجدّدين، وذلك من أصل 166 دولة لديها أهداف لتوليد الطاقة المتجدّدة.
وتعدّ إزالة الكربون من الطاقة المستخدمة في التدفئة، وإعطاء الأولوية للطاقة المتجدّدة والكفاءة، هي الأكثر إلحاحًا وسط تفشّي وباء كورونا، الذي أدّى إلى خفض الطلب على خدمات التدفئة والتبريد القائمة على مصادر الطاقة المتجدّدة، بما في ذلك في معيشة الأسر والشركات الصغيرة.