دعوات تطالب ألمانيا بالتراجع عن إغلاق المحطات النووية
التخلص منها قبل التخلي عن الفحم يسبب مشكلات كثيرة
محمد فرج
اعترض عدد من النشطاء البولنديين في مجال المناخ والبيئة، على قرار ألمانيا التخلص التدريجي من المحطات النووية.
وطالب المحتجون، برلين بإعادة النظر في قرارها الصادر عام 2011 بالإغلاق التدريجي لمحطات الطاقة النووية.
وكانت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، حددت عام 2022 كموعد نهائي لإنهاء العمل بالطاقة النووية بعد كارثة فوكوشيما في اليابان عام 2011، معلنة الاتجاه إلى استخدام الطاقة النظيفة للحفاظ على البيئة وخفض الانبعاثات.
وفي 18 ديسمبر/كانون الأول، قدم نشطاء من مبادرة "فوتا فور كليمت" رسالة إلى السفارة الألمانية في وارسو -وقع عليها علماء ومثقفون وناشطون ومواطنون بولنديون- تطالب برلين بالتراجع عن مخططاتها الخاصة بمحطات الطاقة النووية.
مطالب بالاستمرار
أكد نشطاء وعلماء بولنديون، أن حالة الطوارئ المناخية تتطلب استمرار تشغيل محطات الطاقة النووية في ألمانيا ودول أخرى، إلى أن يتم تنفيذ أحدث التكنولوجيات الفاعلة لتخزين الكهرباء المولدة من مصادر الطاقة المتجددة.
وأوضحوا أن التخلص من الطاقة النووية منخفضة الكربون، قبل التخلي الكامل عن حرق الفحم الصلب، سيؤدي إلى مشكلات فنية وتكنولوجية من الصعب التغلب عليها.
وكانت مبادرة "فوتا فور كليمت" ومؤيدوها من ألمانيا، نظموا احتجاجًا نهاية العام الماضي؛ بسبب إغلاق محطة فيليبسبورغ للطاقة النووية التي كانت تعمل بكامل طاقتها.
رسالة من بولندا
أفاد موقع ورلد نيوكلير نيوز، أن رسالة البولنديين أظهرت أنهم على علم بالمناقشات الجارية حول مكانة الطاقة النووية في نموذج الطاقة المستدامة على المدى الطويل.
وأكدت الرسالة أن التخلي عن الطاقة النووية منخفضة الكربون قبل التحول الكامل عن الفحم والحرق لا يعطي النتائج المتوقعة لإزالة الكربون الفاعل والسريع.
واستشهد البولنديون بالنتائج التي توصّل إليها علماء من جميع أنحاء العالم يعملون داخل الفريق الدولي المعني بتغيّر المناخ.
وقال النشطاء: إن القضاء السريع والفاعل على حرق الوقود الأحفوري هو وحده الذي يتيح فرصة للحفاظ على زيادة في درجة حرارة الغلاف الجوي للأرض تبلغ 1.5 درجة مئوية أو أعلى قليلا من هذه القيمة.
-
ألمانيا تتوسّع في إنتاج الطاقة الجديدة وخفض الانبعاثات
-
بولندا تبرم صفقة نووية مع أميركا باستثمارات 18 مليار دولار
ويقول بعض الخبراء: إنه من المستحيل التخلص من الفحم والطاقة النووية في الوقت نفسه، في إشارة إلى صعوبة تطبيق ألمانيا لهذا القرار.
لكن مانفريد براش، رئيس منظمة "باند" غير الحكومية (عضو منظمة أصدقاء الأرض)، يرى الأمر ضرورة، قائلا: "لا مستقبل للفحم ولا للطاقة النووية؛ ولهذا السبب نحتاج إلى تحويل إنتاج الطاقة في ألمانيا وأوروبا".
الاعتماد على الفحم لتغطية احتياجات الطاقة
تعتمد ألمانيا -بشكل كبير- على الفحم في تغطية نحو ثلث احتياجات البلاد من الطاقة، وبالمقارنة تعتمد فرنسا على الفحم في تغطية 3% -فقط- من احتياجاتها من الطاقة، وفقًا لوزارة الاقتصاد الألمانيّة.
وستتلقّى المناطق التي يعتمد اقتصادها على صناعة الفحم 40 مليار يورو (45 مليار دولار أميركي) في شكل مساعدات حكومية بموجب خطط لدعمها، من خلال الإصلاح الشامل.
وأشادت حكومة أنغيلا ميركل، بالتوقّف التدريجي عن استخدام الفحم؛ كون ذلك خطوة في مساعي ألمانيا لتصبح أكثر صداقة للبيئة.