انتعاشة خضراء.. إسكتلندا تدعم تطوير الطاقة الهيدروجينية
التمويل يستمر 5 سنوات لإنتاج 5 غيغاوات
محمد زقدان
تعهدت الحكومة الإسكتلندية بتقديم 100 مليون جنيه إسترليني (134 مليون دولار أميركي) للمساعدة في عمليات تطوير الطاقة الهيدروجينية؛ سعيًا لزيادة نطاق الطاقة الخضراء.
ويأتي هذا التعهد بعد أيام قليلة من طرح مفوضة الطاقة لدى الاتحاد الأوروبي لائحة منقحة لشبكات الطاقة تركز على الهيدروجين والكهرباء.
وتعد إسكتلندا إحدى الدول الـ 4 المكونة للمملكة المتحدة، التي غادرت الاتحاد الأوروبي.
ووفق صحيفة "ذا ناشيونال" الإسكتلندية، فإن الحكومة تعهدت باستثمار الأموال المذكورة على مدى 5 سنوات من أجل إنتاج 5 غيغاواط من الهيدروجين بحلول عام 2030.
ويتضمن هذا الإنتاج الهيدروجين المتجدد ومنخفض الكربون، ويكفي لتشغيل ما يعادل 1.8 مليون منزل.
وحسب ورقة السياسات الجديدة للحكومة، فإنه يمكن زيادة الإنتاج المستهدف إلى 25 غيغاواط -على الأقل- بحلول 2045.
خطة الطاقة الهيدروجينية
من المقرر أن تعلن الحكومة مزيدًا من التفاصيل حول خطتها لتطوير الطاقة الهيدروجينية في البلاد العام المقبل.
وفي السياق نفسه، من المتوقع أن تصدر حكومة المملكة المتحدة إستراتيجيتها الخاصة بالهيدروجين في عام 2021، حيث تستهدف إنتاج 5 غيغاواط من الهيدروجين منخفض الكربون بحلول 2030.
والمملكة المتحدة دولة اتحادية تتكون من أربع أقاليم هي: إنجلترا وأيرلندا الشمالية وإسكتلندا وويلز.
ويمكن استخدام الهيدروجين كبديل للغاز الطبيعي لنقل الطاقة وتخزينها، ويوفرها في شكل لا ينبعث منه ثاني أكسيد الكربون عند استخدامه.
مقومات هائلة للطاقة الهيدروجينية
قال وزير الطاقة الإسكتلندي، بول ويلهاوس: "إن بلاده كانت أول دولة في المملكة المتحدة تنشر بيان سياسات الهيدروجين، التي تحدد كيف يمكننا تحقيق أقصى استفادة من مقوماتنا الهائلة في هذا القطاع الجديد".
وأضاف أن الهيدروجين يبرز على صعيد المجتمع الدولي كحل مستدام لإزالة الكربون من الاقتصاد، وهو -أيضاً- عنصر أساسي في تحول الطاقة.
التعاون مع الاتحاد الأوروبي
أعرب ويلهاوس عن استعداد بلاده لأن تضطلع بدورها كاملاً جنبا إلى جنب مع دول الاتحاد الأوربي الأخرى فيما يتعلق بتحول الطاقة المستهدف والحياد الكربوني.
وقال إن إسكتلندا تمتلك -وبوفرة- جميع المكونات الخام اللازمة لإنتاج الهيدروجين منخفض التكلفة، بالإضافة إلى خبرات في الهندسة البحرية التي يمكن من خلالها تسخير إمكانات الطاقة المتجددة في البلاد (طاقة الرياح والأمواج والمد والجزر)؛ لإنتاج الهيدروجين الأخضر.
وأضاف أن بلاده تعد واحدة من أفضل وأنسب الدول حول العالم لتطوير الهيدروجين بأسعار تنافسية؛ لسد احتياجات الاقتصاد وإنشاء فائض في العرض للتصدير إلى الدول الأوروبية الأخرى.
وقال: "لا يوجد وقود أو تقنية واحدة بحد ذاتها تملك الحل لتغيير المناخ، لكن الهيدروجين لديه القدرة على أن يكون جزءًا مهماً للغاية من نظام الطاقة التدريجي منزوع الكربون الذي يدعم انتقالنا إلى الحياد الكربوني في النقل والتدفئة وغيرها".
وأضاف: "نحن ملتزمون بدعم هذا القطاع الناشئ لإحداث تحول في كيفية إنتاج وتخزين واستخدام الطاقة وتعظيم الفوائد الاقتصادية التي يمكن أن يجلبها انتاج الكربون الصناعي".
وقال الرئيس التنفيذي لجمعية الهيدروجين وخلايا الوقود الإسكتلندية، نايغل هولمز: "نرحب ببيان سياسات الهيدروجين الذي يؤكد فرصة إسكتلندا لتكون دولة الهيدروجين الرائدة، ويضعنا على الطريق الصحيح للوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2045.
شبكات الهيدروجين الأوروبية
في وقت سابق من هذا الشهر، طرحت مفوّضة الطاقة لدى الاتحاد الأوروبي، كادري سيمسون، حزمة من المقترحات لتعديل لائحة شبكات الطاقة المعمول بها حاليًا، ركزت فيها على دعم الهيدروجين والكهرباء.
وقالت سيمسون إنه بدلًا من دعم الغاز الطبيعي سوف ينصبّ التركيز في تعزيز الاقبال على الغازات المتجدّدة ومنخفضة الكربون والهيدروجين.
وتقترح اللائحة الجديدة إعادة توظيف الأصول الحالية للشبكات لنقل الهيدروجين، وبناء أصول جديدة تخصّص -فقط- للهيدروجين، بحيث لا يتدفّق فيها أيّ كمّيات من الغاز الطبيعي.
وعكست اللائحة المنقحة التركيز على الهيدروجين المتجدّد، لكنها أيضا ترى دورًا للهيدروجين منخفض الكربون في تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
وفي نهاية 2019، أطلق الاتحاد الأوروبي ما يسمّى بـ"الصفقة الخضراء"، وكانت أوّل خطّة رسمية إقليمية شاملة في العالم لتحقيق التنمية المستدامة.
وتمتدّ المرحلة الأولى من الخطّة لـ10 سنوات، بكلفة مليار يورو سنويًا، لتمويل نشاطات وبرامج تؤدّي إلى تخفيض انبعاثات الكربون إلى النصف بحلول 2030.
أمّا المرحلة الثانية فتهدف إلى تحقيق اقتصاد خالٍ كليًا من الانبعاثات المسبّبة لتغيُّر المناخ، قبل منتصف القرن.
اقرأ أيضًا..
- الغازات الخضراء.. كلمة السرّ في تحوّل الطاقة بأوروبا
- تركّز على الكهرباء والهيدروجين.. تفاصيل تعديلات لائحة شبكات الطاقة الأوروبية