تكنو طاقةتقارير النفطرئيسيةنفط

ماذا يعني ترشيح بايدن بيت بوتيغيغ لمنصب وزير النقل لقطاع السيارات؟

التحدي الأكبر هو تحديث البنية التحتية للمواصلات

في وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلن الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، ترشيح منافسه السابق بيت بوتيغيغ حاكم مدينة ساوث بند بولاية إنديانا لشغل منصب وزير النقل.

وإذا أقرّ مجلس الشيوخ اختياره، سيصبح بيت بوتيغيغ -البالغ من العمر 38 عامًا- أوّل وزير يعلن صراحة ميوله الجنسية المثلية.

ولدى ظهوره مع بوتيغيغ في ويلمنجتون بولاية ديلاوير، قال بايدن، إن منافسه السابق سيتولّى مهمّة تحديث البُنية التحتية المتهالكة في أميركا، وإصلاح الطرق والجسور والموانئ المتهالكة.

واقترح بايدن زيادة كبيرة في الإنفاق على البُنية التحتية.

وقال بوتيغيغ: "أنا مدرك أيضًا أن هذا التعيين تاريخي، فمعلوم أن هذه هي أوّل مرّة يرسل فيها رئيس أميركي لمجلس الشيوخ طلبًا للموافقة على تعيين عضو بمجلس الوزراء يعلن صراحة ميوله الجنسية المثلية".

وأضاف بوتيغيغ، حين يتعلّق الأمر بالطرق والجسور والسكك الحديدية الخاصّة بنا وأنظمة النقل، يجب ألّا يقبل الأميركيون بأقلّ من نظرائنا في العالم المتقدّم.

وتابع، الولايات المتحدة يجب أن تكون في الصدارة. أعلم أنّنا سنكون كذلك في هذه الإدارة.

خلفية عامّة عن بيت بوتيغيغ

نشأ بوتيغيغ في مدينة ساوث بيند، لأبوين أستاذين في جامعة نوتردام.

هاجر أبوه -الذي توفّي في يناير/كانون الثاني الماضي- من مالطا، في سبعينات القرن الماضي، إلى الولايات المتحدة، واسم بوتيجيج يعني في اللغة المالطية "مالك الدواجن". يتحدّث العربية بطلاقة، ويتحدّث عدّة لغات أخرى، وهناك إشاعة أن أصل أبيه من فلسطين.

تخرّج بوتيغيغ في مدارس النخبة، حيث تعلّم في هارفارد، ثمّ حصل على منحة تعليمية في جامعة أكسفورد، نال فيها المركز الأوّل.

بعد إنجاز دراسته، عمل بوتيغيغ في مدينة شيكاغو لصالح شركة ماكينزي وشركاه للاستشارات الإدارية الدولية، بعد ذلك، عاد إلى مدينته لخوض تجربته السياسية هناك.

في عام 2009، عُيّن بوتيغيغ ضابط استخبارات في قوّات الاحتياط بسلاح البحرية الأميركية، وبعد خمس سنوات -وخلال خدمته حاكمًا لمدينة "ساوث بيند"- طُلب بوتيغيغ في مهمّة لمدّة سبعة أشهر في أفغانستان.

تميّز بوتيغيغ -كمعظم سكّان وسط الغرب الأميركي- بالبساطة في الحديث. ولكونه ممارسًا للطقوس الأسقفية، يطعّم بوتيغيغ خطاباته باقتباسات وإشارات من الكتاب المقدّس، وفقًا لموقع بي بي سي.

في عام 2015، وبعد مضي فترة قصيرة من إعادة انتخابه حاكمًا لمدينة "ساوث بيند"، أعلن بوتيغيغ في عمود بجريدة محلّية عن ميوله المثلية.

حسبما أعلن خلال حملته الرئاسية، شملت قائمة المانحين لحملته الانتخابية السابقة مدراء تنفيذيين في وول ستريت وديمقراطيين اشتهروا بجمع الأموال لصالح المرشّحين الذين يدعمونهم.

وضمّت القائمة أورين كريمر مدير أحد صناديق التحوّط، وهاميلتون جيمس نائب المدير التنفيذي لمجموعة بلاكستون، وآدم بارت الشريك في مؤسّسة ماكينزي آند كومباني الاستشارية، التي عمل فيها بوتيغيغ عندما كان في العشرينات من عمره.

توافق وحلول بديلة

عن ترشيحه، قالت المديرة التنفيذية لمركز أبحاث السيارات، كارلا بايلو، إن إحدى التقنيات المستقبلية، أن بوتيغيغ سيأتي للمنصب ولديه خططه الخاصّة بالنقل، والتي نشر جانبًا منها عندما رشّح نفسه للرئاسة.

وأضافت أن الإدارة تعطي بعض التوجيهات بشأن ما سيتّبعه الوزير، ولذا فإن الأفكار الأصلية لبوتيغيغ سوف تُعَدَّل من خلال بايدن، أو حزب يسيطر على مجلس الشيوخ.

ورأت بايلو أن وجود شخص من منطقة الغرب الأوسط في هذا المنصب، أمر جيّد للغاية، لا سيّما أنه موطن صناعة السيارات.

وقالت، عندما نتحدّث عن المشكلات التي واجهها التنقّل والبُنية التحتية في أنحاء الولايات المتحدة، فإن التفكير في حلول بديلة جديدة وفريدة من نوعها، وأن تكون منفتحًا للإنصات، لها أمر مهمّ جدًّا.

وعقّبت أن هذه الميزات أظهرها بوتيغيغ في الماضي.

وأشارت إلى أن كلًّا من بايدن وبوتيغيغ يتوافقان على ضرورة زيادة محطّات الشحن للسيارات الكهربائية في جميع أنحاء البلاد، وتنصّ خطّة بايدن صراحة على بناء 500 ألف محطّة شحن للسيارات الكهربائية.

وأضافت أن الاستثمار المذكور سيكون بمثابة مكسب كبير لصناعة السيارات، التي كانت تستثمر مليارات الدولارات في صناعة السيارات الكهربائية، ويمكن أن يشجّع المزيد من مبيعات السيارات الكهربائية.

تأثير بيت بوتيغيغ على السيارات الكهربائية

تشرف وزارة النقل -المرشَّح لرئاستها بوتيغيغ- على إدارات ذات صلة بالطيران والبُنية التحتية والنقل، لكن هناك إدارتين لهما تأثير كبير في صناعة السيارات.

وهاتان الإدارتان هما إدارة الطرق السريعة الفيدرالية (FHWA)، والإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة (NHTSA).

وسيسمح المنصب المحتمل لبوتيغيغ الإشراف على الإدارتين سابقتَي التأثير بشكل كبير على صناعة السيارات.
ومن المتوقّع أن يقدّم بوتيغيغ على مبادرات لتوسيع شبكة شحن السيارات الكهربائية، وتنظيم تقنيات المركبات المستقلّة (ذاتية القيادة)، وأنظمة مساعدة السائق المتقدّمة (ADAS).

ويمكن أن يؤثّر بوتيغيغ بهذا الصدد في التقنيات الي تصل للمستهلكين.

وحاليًا هناك القليل من اللوائح الفيدرالية لهذه التنظيمات، بما في ذلك اختبار ودمج تلك التقنيات في مركبات المستهلكين.

وقد سلّط معهد التأمين للسلامة على الطرق السريعة (IIHS) الضوء على هذا النقص في اللوائح المذكورة مرارًا وتكرارًا.

وفي هذا الإطار، قالت بايلو، أعتقد أننا سوف نبدأ في رؤية التنظيم الفيدرالي، لأنه أمر لا غنى عنه.

وأضافت، سيبدأ الأمر بتنظيم اللوائح الحاليّة للسيارات، ويمتدّ بعد ذلك ليشمل المزيد من أنظمة المركبات ذاتية القيادة.

وتابعت، لا يمكنك تغيير عقل السيارة عندما تعبر من ولاية لأخري، من نطاق مدينة لمدينة أخري.

وعقّبت بالقول، أنت حقًّا بحاجة إلى بعض المعايير على الصعيد الوطني، وهذا ما تحتاج الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة تعزيزه.

تمويل

يمكن لبوتيغيغ أيضًا أن يؤثّر في كيفية تمويل الصندوق الاستئماني الفدرالي للطرق السريعة، والذي يعاني من عجز منذ سنوات.

ويجمع الصندوق -الذي يموّل الطرق السريعة التي تبنيها الحكومات الفيدرالية والنقل الجماعي- الغالبية العظمى من إيراداته من ضرائب الغاز.

ونظرًا لعدم رفع ضريبة البنزين من 1993، بجانب أن السيارات أصبحت أكثر كفاءة في استهلاك الوقود، فإن الصندوق أصبح يواجه مشكلة.

وفي منصّة حملته للترشح للرئاسة، اقترح لبوتيغيغ ربط الضريبة بعدد الأميال التي تقطعها المركبات لتمويل الصندوق، ومن ثمّ القدرة على الاستثمار بشكل مناسب في البُنية التحتية، بدلًا من الضرائب الحاليّة على البنزين.

غير أن بوتيغيغ لم يناقش هذا المقترح مع الرئيس بايدن، وكما تقول بايلو، إن الاقتراح لن يكون له تأثير يذكر في صناعة السيارات.

ترحيب ورفض

رحّب تحالف للسيارات ذاتية القيادة بترشيح بوتيغيغ لرئاسة وزارة النقل.

وقال التحالف -وهو مجموعة تجارية تمثّل الكثيرين من المنخرطين في الصناعة، في بيان، إن هناك تطورًا سريعًا للتقنيات التي ستحدّد مستقبل التنقّل الشخصي.

وأضاف أنه نظرًا لهذا التطوّر، سيكون التعاون والمشاركة الفعّالة بين الحكومة والصناعة والشركاء المعنيين أمرًا حيويًا لاستمرار القيادة الأميركية، وخلق فرص عمل وقدرات تنافسية في قطاع السيارات.

كما رحّب السناتور الديمقراطي عن ولاية ميشيغان، غاري بيترز، بترشيح بوتيغيغ لمنصب وزير النقل.

وقال بيترز، بصفته عمدة من منطقة الغرب الأوسط في الولايات المتحدة، يتمتّع بوتيغيغ بإدراك فريد لما يتطلّبه الأمر لتنشيط بُنيتنا التحتية، وخلق فرص عمل محلّية، والبناء على الشراكات التي أثبتت نجاحها.

وأضاف، هذا ترشيح تاريخي، وبصفتي ضابطًا سابقًا في احتياطي البحرية الأميركية، أتطلّع إلى مناقشة المزيد مع الوزير بوتيغيغ، حول كيفية الحفاظ على صناعة السيارات الأميركية، بصفته رائدًا عالميًا في مجال التنقّل.

وفي مقابل ذلك، لم يحظ ترشيح بوتيغيغ بترحيب من قبل الأقلّيات، لاسيّما في ساوث بند، وذلك نظرًا لسجلّه السيّئ معهم.

وسوف يحتاج بوتيغيغ -لتولّي منصبه رسميًا، ويصبح أوّل وزير مثلي في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية- موافقة مجلس الشيوخ على ترشيحه من قبل بايدن.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق