الانبعاثات في أستراليا تتراجع لأدنى مستوى منذ 22 عامًا
على خلفية تفشّي كورونا
سالي إسماعيل
شهدت الانبعاثات في أستراليا هبوطًا لأدنى مستوى في نحو 22 عامًا، وسط تعطّل النشاط الاقتصادي على خلفية تفشّي وباء كورونا (كوفيد-19).
ماذا حدث؟
بلغ إجمالي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري نحو 513.4 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون، خلال الفترة من يوليو/تموز عام 2019 وحتّى يونيو/حزيران 2020، بانخفاض 3% عند المقارنة مع العام السابق له.
وتقف الانبعاثات المضرّة بالبيئة في أستراليا بذلك عند أدنى مستوى، منذ عام 1998، حسب بيانات وزارة الصناعة والعلوم والطاقة والموارد، المنشورة على موقعها الرسمي، اليوم الثلاثاء.
السبب؟
يرجع السبب في ذلك إلى التأثير الاقتصادي الذي خلّفه وباء (كوفيد-19)، بالإضافة إلى الجفاف واسع النطاق في أستراليا.
- كيف خفضت الطاقة المتجدّدة الانبعاثات في أستراليا رغم كورونا؟
- دراسة: العالم يشهد أكبر انخفاض لانبعاثات الكربون في نصف عام
وأسهمت القيود المفروضة بسبب الوباء في خفض انبعاثات النقل بنحو 6.7%، خلال العام المالي (2019-2020)، ما يعكس تراجعًا بنحو 7.9% و19.8% في استهلاك البنزين ووقود الطائرات، على التوالي.
وكما تشير البيانات، شكّل النقل قرابة 18.3% من إجمالي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في أستراليا، خلال العام المالي المنتهي في يونيو/حزيران 2020.
انبعاثات قطاع الكهرباء
بالنظر للانبعاثات التي خلّفها قطاع الكهرباء، فتراجعت بنحو 4.3%، ما يعكس انخفاضًا نسبته 5.9% في توليد الفحم، مقابل زيادة بنحو 14.5% في الإمدادات من مصادر الطاقة المتجدّدة في السوق الوطنية للكهرباء، والتي تغطّي شرق أستراليا، وتمثّل أكثر من 80% من ناتج توليد الطاقة في البلاد.
ومع ذلك، شكّلت الكهرباء نحو 33.4% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في أستراليا، خلال العام المالي الماضي، لتستمرّ في كونها المسؤولة عن أكبر حصّة من هذه الانبعاثات المضرّة بالبيئة.
أمّا الأمر الآخر، فإنه يكمن في التأثيرات المستمرّة للجفاف الذي شهدته أستراليا، خلال العام الماضي، حيث تسبّبت في خفض انبعاثات الزراعة بنحو 3.7%، وهو ما يرجع لانخفاض الثروة الحيوانية وانخفاض استخدام الأسمدة.
الأهداف
تعهّدت أستراليا بخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنحو 5% من مستويات عام 2000، والبالغة 536.2 مليون طن، وذلك بحلول نهاية هذا العام.
ويأتي هذا الالتزام تحت مظلّة اتّفاقية كانكون اتّفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ، والتي عُقدت في كانكون المكسيكية-.
ويعني ذلك أن الانبعاثات المضرّة بالبيئة يجب أن تنخفض إلى 509.4 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون.
وبالنسبة لهدف خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، لعام 2030، بموجب اتّفاقية باريس للتغيّر المناخي، فإن أستراليا ملزمة بخفض هذه الانبعاثات بنسبة تتراوح بين 26 إلى 28%، من مستويات 2005، والبالغة 610.6 مليون طن.