لتحقيق الحياد الكربوني.. نشطاء يطالبون بريطانيا بالسير على خطى الدنمارك
ومنع إصدار تراخيص جديدة لعمليات الاستكشاف
محمد فرج
- تقويض محاولة جونسون لإظهار نفسه زعيم عالمي في مجال المناخ
- الدنمارك ألغت جولة تراخيص النفط والغاز القادمة فى بحر الشمال
- محاولات مستمرة لتحقيق الحياد الكربوني
يشكّل قرار الدنمارك بوقف استكشافها لاحتياطيات جديدة لبحر الشمال بجزء من التزامها بخفض انبعاثات الكربون ومعالجة تغيّر المناخ، إحراجًا لرئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الذي أعلن، الأسبوع الماضي، أن بلاده سوف تأخذ زمام المبادرة في المعركة ضدّ "التدفئة العالمية"، من خلال خفض انبعاثات الكربون بنسبة 58%، بحلول عام 2030، وهو معدّل أسرع من أيّ اقتصاد آخر.
ولم تعلن بريطانيا عن خطط لإنهاء التنقيب في بحر الشمال، أو لوقف الاستخراج هناك، على الرغم من الصلة الراسخة بين الاحترار العالمي واستخراج الوقود الأحفوري وحرقه.
ويجب على لندن أن تنهي كلّ عمليات استخراج النفط والغاز في بحر الشمال على وجه السرعة، حال إصرارها على المحافظة على مكانتها بمثابة بطلة مناخية ذات مصداقية -حسب صحيفة الغارديان الأسترالية، اليوم الأحد-.
يقول ناشطون، إن الدنمارك قوّضت محاولة جونسون لإظهار نفسه زعيمًا عالميًا في مجال المناخ، لاسيّما أنه من المقرّر أن يشارك في استضافة قمّة افتراضية حول الطموح المناخي لقادة العالم، يوم السبت المقبل.
الريادة في مجال المناخ والحياد الكربوني
قال الناشط بمجال المناخ في منظّمة غلوبال ويتنس العالمية غير الحكومية، كين بنتون: "إذا أرادت بريطانيا تحقيق ريادة حقيقية في مجال المناخ العالمي، يجب عليها أن تحذو حذو الدنمارك، من خلال التوقّف عن إصدار تراخيص جديدة للتنقيب عن النفط والغاز".
وأضاف: "يجب أن يشمل ذلك تمويل انتقال عادل لعمّال النفط والغاز ومجتمعاتهم المحلّية، لضمان استفادتهم من الاقتصاد الأخضر الجديد، وعدم المعاناة من مصير عمّال مناجم الفحم في بريطانيا ومجتمعاتهم المحلّية".
-
الثورة الصناعية الخضراء.. طوق نجاة بريطانيا وأمل “جونسون” الأخير
-
تحديث – اعتماد بريطانيا للقاح كورونا يصعد بأسعار النفط
وصوّتت الحكومة الدنماركية، يوم الخميس، على إلغاء جولة ترخيص النفط والغاز القادمة في بحر الشمال بالبلاد، بعد 80 عامًا من بدء استغلال احتياطياتها من الهيدروكربونات.
ويُسمح للمنصّات الدنماركية الـ55 الحاليّة المنتشرة في 20 حقلًا للنفط والغاز، بمواصلة استخراج الوقود الأحفوري، لكن قرار إنهاء البحث عن احتياطيات جديدة يضمن وضع حدّ لإنتاج الوقود الأحفوري في الدنمارك.
إنهاء الاعتماد على الوقود الأحفوري
قالت هيلين هيغل من منظّمة السلام الأخضر في الدنمارك، إن التصويت البرلماني سيسمح للبلاد بتأكيد نفسها مرشّحًا عالميًا في المقدّمة، وإلهام دول أخرى لإنهاء اعتمادها على الوقود الأحفوري الذي يدمّر المناخ.
وعلى النقيض من القرارات الدنماركية، ركّز بوريس جونسون اهتمامه، الأسبوع الماضي، على إصدار أهداف جديدة للانبعاثات، بعد المشورة التي أصدرتها لجنة تغيّر المناخ في المملكة المتحدة، بأن تكاليف خفضها قد تراجعت بسرعة، في السنوات القليلة الماضية.
وهذا من شأنه أن يسهّل تغيير هدف بريطانيا المتمثّل في خفض الانبعاثات بنسبة 57%، مقارنةً بمستويات عام 1990، إلى 68% أكثر طموحًا، بحلول عام 2030.
انتقادات لخطط بريطانيا بشأن الحياد الكربوني
قال بوريس جونسون، إن الهدف الجديد يجب أن يعزّز فرص بريطانيا لتحقيق هدفها المتمثّل في تحقيق الحياد الكربوني، بحلول عام 2050.
وفي الوقت نفسه، حدّد الالتزامات بالتخلّص التدريجي من سيارات الديزل والبنزين، وتعزيز مزارع الرياح البحريّة، والاستثمار في تكنولوجيات وقود الهيدروجين.
ومع ذلك، يقول المعارضون، إن الخطّة تفتقر إلى التفاصيل، في حين حذّر قادة الأعمال من أنه ستكون هناك حاجة إلى استثمارات كبيرة لتحقيق الأهداف الجديدة للانبعاثات.
وقالت أليسون دويغ، من وحدة استخبارات الطاقة والمناخ: "سنحتاج إلى ابتكارات تساعدنا على تطوير طرق لتخزين الطاقة واستغلال الهيدروجين بصفته وقودًا".