حرق الغاز المصاحب يكبّد نيجيريا مليار دولار خلال 10 أشهر
استغلاله كان كفيلًا بتجنّب 15.2 مليون طن انبعاثات كربون
حازم العمدة
خسرت نيجيريا مليار دولار في 10 أشهر فقط، كانت ميزانية البلاد التي تعتمد على إيرادات صناعة الطاقة في أمسّ الحاجة إليها.
لم تأت الخسائر من تراجع أسعار النفط والغاز جراء جائحة كورونا، أو حتّى مضاربة في البورصة كما يسخر بعضهم، بل نتيجة أزمة طويلة الأمد تبدو مستعصية على الحلّ، وهي حرق الغاز المصاحب لإنتاج النفط.
تُظهر بيانات الصناعة المتاحة لمؤسسة "فانغارد إنرجي"، أن شركات النفط والغاز العاملة في نيجيريا أحرقت 286.8 مليار قدم مكعّبة قياسية من الغاز المصاحب، بين يناير/كانون الثاني وأكتوبر/تشرين الأوّل من 2020.
-
الانبعاثات وحرق الغاز والحياد الكربوني.. إعادة هيكلة قطاع الطاقة العالمي
- خطّة عراقية للانتهاء من حرق الغاز في هذا الموعد
ومع ذلك، تشير بيانات حرق الغاز الصادرة عن الوكالة الوطنية لكشف التسرّب النفطي والاستجابة له (نوسدرا)، إلى أن حجم الغاز المحترق، خلال الأشهر الـ 10، كان أقلّ بنسبة 23.84% من 376.6 مليار قدم مكعّبة قياسية بقيمة 1.3 مليار دولار، جرى حرقها في الفترة نفسها من عام 2019.
573 مليون دولار غرامات جراء حرق الغاز المصاحب
أوضح التقرير أن غرامات الغاز المحترق، في الفترة من يناير/كانون الثاني إلى أكتوبر/تشرين الأوّل من العام الجاري، بلغت 573.5 مليون دولار.
وفي هذا السياق، لفت التقرير إلى أن الغاز المصاحب المحترق يعادل 15.2 مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وقادر على توليد 28 ألفًا و700 غيغاواط في الساعة من الكهرباء.
وبالمقارنة، واجهت كمّية الغاز المصاحب المحترقة، في الفترة نفسها من عام 2019، غرامات وصلت إلى 753.2 مليون دولار.
ووفقًا لما ذكرته الوكالة الوطنية، فإن حرق الغاز المصاحب في تلك الفترة يعادل 20 مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، مشيرةً إلى أن هذه الكمّية كانت قادرة على توليد 37 ألفًا و700 غيغاواط/ساعة من الكهرباء.
حرق الغاز المصاحب للنفط في الحقول البرّية والبحريّة
فيما يتعلّق بحرق الغاز في الحقول البرّية والبحريّة، أظهر التقرير مسؤولية الشركات العاملة في الحقول البرّية عن 57.78% من إجمالي حرق الغاز المصاحب على مدى الأشهر الـ 10 الأولى من عام 2020.
أحرقت الحقول البرّية 165.7 مليار قدم مكعّبة من الغاز بقيمة 580.1 مليون دولار، وبلغت الغرامات المستحقّة 331.5 مليون دولار.
كانت الكمّية المحترقة كفيلة بتوليد 16 ألف و600 غيغاواط/ساعة، فضلًا عن أنها تعادل 8.8 مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
- خسائر اقتصادية وضحايا بيئية.. ارتفاع قياسي في حرق الغاز الطبيعي
-
مقال – سماح واشنطن للعراق بشراء الغاز الإيراني.. ورقة سياسية
من ناحية أخرى، تسبّبت شركات النفط والغاز البحريّة في خسارة البلاد نحو 423.5 مليون دولار، بين شهري يناير/كانون الثاني وأكتوبر/تشرين الأوّل 2020، مع حرق 121 مليار قدم مكعّبة من الغاز في فترة العشرة أشهر.
وبلغت الغرامات المستحقّة على شركات النفط والغاز البحريّين 242 مليون دولار، بينما سُجِّلَت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون تعادل 6.4 مليون طن مع إمكان توليد طاقة تبلغ 12 ألفًا و100 غيغاواط/ساعة من الكهرباء.
حرق الغاز الطبيعي
على أساس شهري، أشار التقرير إلى أنه، في يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط ومارس/آذار وأبريل/نيسان، ومايو/أيار ويونيو/حزيران 2020، أحرقت الشركات 38.54، و32.02، و35.8، و39.49، و38.88، و29.05 مليار قدم مكعّبة من الغاز على التوالي.
كما شهدت شهور يوليو/تموز وأغسطس/آب وسبتمبر/أيلول، وأكتوبر/تشرين الأوّل من العام الجاري، حرق 18.34، و24.77، و8.29 ،و21.45 مليار قدم مكعّبة من الغاز المصاحب.