نوفاتيك تنفّذ أول عملية نقل غاز مسال من سفينة لأخرى في القطب الشمالي
خطوة في تطوير توريد غاز المنطقة للأسواق العالمية
حازم العمدة
أعلن عملاق الغاز الروسي (نوفاتيك)، أن شركة (نوفاتيك- ويسترن أركتيك) التابعة له نفّذت أول عملية روسية لنقل للغاز المسال من سفينة إلى سفينة (STS) في مضيق كيلدين على بحر بارنتس.
يمثّل مجمّع الشحن من سفينة لسفينة في منطقة مورمانسك علامة بارزة أخرى في تطوير سلسلة توريد الغاز المسال من مرافق الغاز الطبيعي المسال الموجودة في القطب الشمالي الروسي إلى الأسواق العالمية.
ونجحت الناقلة نيكولاي يفيجنوف- من طراز (آرك 7) المصممة لنقل الغاز من المنطقة القطبية التي يغطيها الجليد أغلب شهور السنة- في إعادة تحميل شحنة من منشأة يامال للغاز الطبيعي المسال في ميناء سابيتا إلى الناقلة التقليدية (يامال سبيريت).
- “لا لشمّاعة كورونا”.. شعار ترفعه نوفاتيك في القطب الشمالي
-
“نوفاتيك” تسعى للحصول على نصيب أكبر من كعكة القطب الشمالي
جرت عملية النقل من سفينة لسفينة في مجمّع شحن مؤقّت للغاز الطبيعي المسال في البحر بمنطقة مورمانسك داخل ميناء مورمانسك.
سيضمن المجمّع إعادة شحن الغاز الطبيعي المسال دون انقطاع، على مدار العام، من ناقلات الجليد التي تحمل الغاز الطبيعي المسال المنتج في القطب الشمالي إلى ناقلات الغاز الطبيعي المسال التقليدية.
ونفّذت الشركة عمليات إعادة الشحن وفقًا لجميع المتطلّبات البيئية الروسية المعمول بها، وشملت ممثّلين من (نوفاتيك- ويسترن أركتيك)، ومالكي السفن الروس والأجانب، ومشغّلي الأساطيل المساعدة، ومسؤولي نقل الغاز .
ويسمح نظام الشحن من سفينة لسفينة للشركة بتطوير كفاءاتها الداخلية من أجل نقل الغاز الطبيعي المسال داخل الاتحاد الروسي، بالإضافة إلى تحسين أسطول ناقلات القطب الشمالي.
كعكة القطب الشمالي
مع إذابة وانحسار الجليد في القطب الشمالي، وزيادة أهمّيته الجيوسياسية، وقدراته الاقتصادية المحتملة، تتّجه أنظار روسيا إلى المنطقة، لتعظيم الاستفادة من ثروات الطاقة بها.
ويدفع ذلك شركات كبرى، مثل (نوفاتيك)، إلى تركيز الكثير من المشروعات الاستثمارية في المنطقة، على غرار مشروع يامال الضخم للغاز.
وتعدّ نوفاتيك أكبر شركة مستقلّة لإنتاج الغاز الطبيعي في روسيا، وفي عام 2017، دخلت سوق الغاز الطبيعي المسال العالمي، من خلال إطلاق مشروع يامال للغاز الطبيعي المسال.
تأسّست الشركة عام 1994، وتعمل في مجال استكشاف وإنتاج ومعالجة وتسويق الغاز الطبيعي والهيدروكربونات السائلة.
تتركّز أنشطة التنقيب والاستكشاف للشركات التابعة لنوفاتيك ومشروعاتها المشتركة في منطقة يامال- نينيتس ذات الحكم الذاتي.
وتعدّ يامال- نينيتس أكبر منطقة منتجة للغاز الطبيعي في العالم، وتمثّل نحو 80% من إنتاج الغاز في روسيا، ونحو 15% من إنتاج الغاز العالمي .
(أركتيك إل إن جي – 2)
وتسعى نوفاتيك لتعظيم الاستفادة من ثروات الطاقة في القطب الشمالي. وفي سبتمبر/أيلول، أعلنت الشركة العملاقة إطلاق مشروع ضخم للغاز المسال في القطب الشمالي، مع شركاء صينيّين ويابانيّين وفرنسيّين.
وقالت الشركة، إن قرار استثمار نهائيًا، جرى التوصّل إليه بشأن تمويل مشروع الغاز المسال – 2 في القطب الشمالي (اركتيك إل إن جي – 2)، بقيمة 21.3 مليار دولار، الذي يفترض أن ينتج أوّل شحنة من الغاز المسال في 2023.
وتملك نوفاتيك 60% من المشروع، مع شركائها: الفرنسية «توتال» (10 %) والصينيتين «تشاينا ناشونال بتروليوم كوربوريشن» (10 %) و«تشاينا ناشونال أوفشور أويل كوربوريشن» (10 %)، واليابانية «ميتسوي – جوغميغ» (10%).
- طريق جديد عبر القطب الشمالي يعطي موسكو الأفضلية في أسواق الطاقة
-
رسالة من بومبيو.. لن نترك “ملعب” القطب الشمالي لروسيا والصين
-
روسيا والصين والقطب الشمالي.. تحالف حقيقي أم زواج مصلحة؟
ويقضي المشروع ببناء مصنع لتسييل الغاز الطبيعي في شبه جزيرة جيدان، في المنطقة الروسية من القطب الشمالي، ما سيعزّز موقع روسيا بصفتها منتجًا كبيرًا للغاز المسال.
سيتألّف المصنع من ثلاث وحدات للإنتاج، سيبدأ بناء أولاها في 2023، والاثنتين الأخريين في 2024 و2026.
ومن المقرّر أن تبلغ القدرة الإنتاجية لـ«أركتيك إل إن جي – 2» 19.8 مليون طنّ سنويًا، أي 535 ألف مكافئ لبرميل النفط يوميًا.
يجري ذلك عبر استثمار كمّيات من احتياطي المحروقات، يتجاوز سبعة مليارات من مكافئ برميل النفط في حقل الغاز في أوترينيي.
ويقع المشروع على بعد نحو ثلاثين كيلومترًا عن مشروع «يامال» العملاق للغاز المسال، الذي تشارك فيه نوفاتيك وتشاينا ناشونال بتروليوم كوربوريشن وتوتال، وبدأ الإنتاج فيه في ديسمبر/كانون الأوّل 2017.