مشروع القطب الشمالي العملاق.. روسنفت تبدأ عمليات نفط فوستوك
يتيح الوصول لـ 6 مليارات طن من احتياطيات الخام
ترجمة وتحرير: كريم الدسوقي
- تمتد الخطة الاستراتيجية الخاصة بالثروة الأحفورية الروسية حتى عام 2035
- سيمثل مشروع نفط فوستوك استثمارات إجمالية قدرها 111 مليار دولار
- تشمل عمليات المشروع إنشاء مطارين و15 مدينة صناعية
تواصل موسكو مساعيها نحو تطوير حقول نفط جديدة في القطب الشمالي، خلال الفترة المقبلة.
وفي هذا السياق، بدأت شركة النفط الروسية روسنفت، عمليات مشروعها العملاق "فوستوك"، في إطار خطة الطاقة الإستراتيجية للبلاد، التي ينتقدها دعاة حماية البيئة.
ويعدّ المشروع جزءًا من مساعي الحكومة الروسية لتطوير حقول جديدة في القطب الشمالي، ونقل النفط من مرفأ جديد في شبه جزيرة تايمير (أقصى شمال البلاد).
يقول الرئيس التنفيذي لـ"روسنفت"، إيغور سيتشين، للرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في موسكو، أمس الأربعاء: "إنه لمن دواعي سروري البالغ أن أبلغكم ببدء التنفيذ العملي للمشروع"، وفقًا لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
ووجّه سيتشين، الشكر لبوتين -الذي تربطه به علاقات وثيقة- على اعتماد قانون يسهّل الاستثمارات الروسية في القطب الشمالي.
وقال سيتشين: "أعمال التنقيب والاستكشاف جارية الآن وفقًا لجدولنا الزمني"، مشيرًا إلى الانتهاء من أعمال تصميم خط أنابيب نفط بطول 770 كيلومترًا.
وتمتدّ الخطة الإستراتيجية الخاصة بالثروة الأحفورية الروسية حتى عام 2035، ولا تتوقّع تراجعًا في الطلب العالمي رغم توقّعها أن يحلّ الطلب على الغاز الطبيعي جزئيًا محلّ الطلب على النفط والفحم.
وفي فبراير/شباط الماضي، وعد سيتشين بوتين بإنشاء "مقاطعة نفط وغاز جديدة" بشبه جزيرة تايمير بسيبيريا، وفقًا للخطة، مشيرًا إلى أن مساعي روسنفت في مشروع القطب الشمالي تهدف لإنتاج 100 مليون طن من النفط سنويًا.
وسيمثّل مشروع نفط فوستوك استثمارات إجمالية قدرها 111 مليار دولار، تشمل إنشاء مطارين و 15 مدينة صناعية، ومن المتوقّع أن يوفر 130 ألف فرصة عمل ويتيح الوصول إلى احتياطيات تقدر بنحو 6 مليارات طن من النفط.
-
بـ 7 مليارات دولار.. ترافيغورا أول شركاء روسنفت الروسية بـ”نفط فوستوك”
-
روسنفت الروسية تحذر “بي بي” و”شل” من خلق أزمة في صادرات النفط
ويحثّ دعاة حماية البيئة، الحكومة الروسية، منذ العام الماضي، على التوقف عن منح تراخيص لاستغلال العديد من حقول القطب الشمالي.
ومن المتوقّع أن يكون لفوستوك تأثير كبير على الطبيعة والبيئة في الأجزاء الشمالية من شبه جزيرة تايمير، إذ يشمل تطوير المشروع إنشاء 3500 كيلومترًا من خطوط الكهرباء الجديدة، و2000 ميغاواط من الطاقة الكهربائية، حسب تأكيد المدير التنفيذي لروسنفت.
ويجمع مشروع فوستوك العديد من أنشطة روسنفت في أقصى الشمال الروسي، بالقرب من طريق بحر الشمال الذي تنوي الشركة استغلاله لنقل النفط إلى أوروبا وآسيا.
ويربط ممرّ الشحن البحري من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهادئ على طول ساحل القطب الشمالي الروسي من بحر بارنتس، بمحاذاة سيبيريا، إلى الشرق الأقصى.
بيع 10% من المشروع
أعلنت الشركة الروسية، الأسبوع الماضي، بيع 10% من المشروع لمجموعة ترافيغورا في سنغافورة، دون ذكر قيمة الصفقة.
وبذلك تعزّز ترافيغورا شراكتها القديمة مع روسنفت، حيث تاجرت في ملايين الأطنان من نفط الشركة الروسية، منذ عام 2013.
كما تتفاوض روسنفت مع العديد من الشركاء المحتملين بمشروع فوستوك، ومن بينهم ملّاك شركات هندية، حسبما أكّد وزير النفط الهندي دارمندرا برادان، في أوائل 2020، تزامنًا مع زيارة أجراها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لبلاده.
وحسب مصادر موقع بارنتس أوبزرفر، فإن روسنفت تجري مفاوضات أيضًا مع شركة بريتيش بتروليوم "بي بي" البريطانية، للمشروع الذي وصفه سيتشين بأنه "الأكبر في قطاع النفط العالمي".
وتعتمد البُنية التحتية للمشروع على إنشاء 2000 كيلومتر من خطوط الأنابيب الرئيسة، بالإضافة إلى 7 آلاف كيلومتر من خطوط الأنابيب الفرعية المحلّية، والتي ستربط حقول المشروع الـ15 بساحل شبه جزيرة تايمير عبر محطة سيفر.
وتقع المحطة على الساحل الغربي لتايمير، بالقرب من مدينة ديكسون، وسيتمّ بناؤها لمعالجة جميع الشحنات المنقولة من نفط فوستوك، على أن تُشَغَّل عام 2024.