تعهّدات أوروبّية بمواصلة مكافحة تغيّر المناخ وخفض الانبعاثات
سيمسون: يمكننا خفض الانبعاثات بشكل أسرع وبتكلفة أقلّ في قطاع الطاقة
محمد فرج
تعهّد الاتّحاد الأوروبّي بخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 55% على الأقلّ، بحلول عام 2030، حيث يعدّ التزامًا قويًا وواضحًا لمكافحة تغيّر المناخ، وأن يصبح الاتّحاد محايدًا مناخيًا، بحلول عام 2050.
في هذا السياق، قالت مفوّضة الطاقة بالاتّحاد الأوروبّي، كادري سيمسون، إن خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري سيُحدث تحوّلًا جذريًا في جميع قطاعات الاقتصاد.
جاء ذلك خلال كلمتها، اليوم الثلاثاء، في حفل الإطلاق الافتراضي لشراكة النفط والغاز والميثان، وهي مبادرة أوروبّية تطوّعية لمساعدة الشركات على الإبلاغ عن انبعاثات الميثان وتقليلها في قطاع النفط والغاز، بهدف تحقيق خفض بنسبة 45% في انبعاثات غاز الميثان في الصناعة، بحلول عام 2025.
إستراتيجية شاملة لـ خفض الانبعاثات
وتابعت سيمسون: "عندما نفكّر في المناخ، ثاني أكسيد الكربون هو ما يخطر ببالنا في البداية بالنسبة للكثيرين، لكنّنا نفتقد جزءًا كبيرًا من الصورة.. الميثان هو ثاني أكبر محرّك لغازات الاحتباس الحراري لتغيّر المناخ بعد ثاني أكسيد الكربون".
وقالت: "يعدّ الميثان من الغازات الدفيئة شديدة الفاعلية، أكثر من قوةّ الاحترار من ثاني أكسيد الكربون، على مدى 20 عامًا".
وأوضحت أن المفوّضية تسعى للتّصدّي لهذا التحدّي، حيث قدّمت، في أكتوبر/تشرين الأوّل الماضي، إستراتيجية شاملة للاتّحاد الأوروبّي بشأن الميثان، "هذه الإستراتيجية هي طريقنا إلى الأمام للحدّ من انبعاثات الميثان وتأثيرها السلبي".
-
الاتّحاد الأوروبّي يستهدف 300 غيغاواط من الرياح البحرية بحلول 2050
-
المباني الذكيّة.. مفتاح التحوّل إلى عالم “منخفض الكربون”
وتغطّي الإستراتيجية انبعاثات الميثان الناتجة عن الأشخاص من النفايات والزراعة والطاقة، لأنّها تمثّل حاليًا 95% من انبعاثات الميثان من صنع الإنسان، ومن المخطّط معالجتها، و"للوصول لطموح أوروبّا البالغ 55%، يجب خفض انبعاثات الميثان بأكثر من الثلث"، هكذا ترى سيمسون.
أوروبّا تقود الطريق
وقالت مفوّضة الطاقة، إن الهدف هو خفض الانبعاثات داخل الاتّحاد الأوروبّي بنحو 35 إلى 37%، مقارنةً بعام 2005.
وتابعت: "نحن بحاجة إلى العمل عبر القطاعات، لكن في قطاع الطاقة يمكننا خفض الانبعاثات بشكل أسرع وبتكلفة أقلّ".
وأوضحت سيمسون أن أوروبّا أكبر مستورد للطاقة في العالم، "ويتعيّن عليها أن تقود الطريق.. 75% من الانبعاثات المتعلّقة بالوقود الأحفوري المستخدم في أوروبّا تحدث خارج الاتّحاد الأوروبّي".
وقالت، إن مبادرة وشراكة معالجة انبعاثات الميثان "تعدّ البداية للحفاظ على المناخ"، وقد انضمّت 62 شركة إلى تلك الشراكة، تمثّل 30% من إنتاج العالم من النفط والغاز في 5 قارّات.
وتابعت: "هذه الشراكة من المتوقّع أن تحقّق خفضًا بنسبة 45% في انبعاثات الميثان، بحلول عام 2025، وخفضًا بـ 60 إلى 75%، بحلول عام 2030".
ويشكّل الافتقار إلى البيانات المتعلّقة بالميثان، أكبر عائق أمام وضع السياسات المستهدفة التي يحتاج إليها الاتّحاد الأوروبّي لخفض انبعاثات الميثان بشكل فعّال، "لذلك نحن بحاجة ماسّة إلى إيجاد طريقة لتحسين الرصد والإبلاغ"، حسبما قالته سيمسون.
وتوقّعت أن تكون البيانات متاحة في خريف عام 2021، قائلةً: "في العام المقبل، عندما سننظر في تحسين الإطار التنظيمي للاتّحاد الأوروبّي، سنبني على معايير الشراكة، لتطوير قواعد الرصد الإلزامي والتحقّق والإبلاغ عن جميع انبعاثات الميثان المتعلّقة بالطاقة".