الأمير عبدالعزيز بن سلمان: "هذه عادة وانقطعت إلى الأبد"
عن تحمّل السعودية عبء التخفيض
مكرم فلتس
أوضح وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، أن اجتماع أوبك+ الذي انعقد اليوم الثلاثاء، هو ضمن اجتماعات المتابعة الشهرية لاتّفاقية تخفيض الإنتاج.
أضاف الوزير في مقابلة مع قناة "الشرق بلومبرغ" الإخبارية، أن "الاجتماعات الشهرية غرضها الأساس هو التأكّد من التزام الدول، ومتابعة أوضاع السوق، نعطي رؤية لوضع السوق، وعادة تجري مناقشة وضع السوق، وكلّ الجوانب التي تؤسّس لعمل جماعي، في الاجتماع القادم في يوم 30 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، و1 ديسمبر/كانون الأوّل".
وقال الوزير ردًا على ما تردّد بشأن عدم اتّخاذ قرار في اجتماع اليوم، إن هناك الكثير من يخطئ بشأن عمل اللجنة التي اجتمعت اليوم، "اللجنة هذه هي لجنة مراقبة أسواق، وليست لجنة اتّخاذ قرارات.. تعطي توصيات عامّة لوضع السوق، وأيضًا تراجع الالتزامات".
ناقش اجتماع اليوم تجاوز بعض الدول للحصص المستهدفة في اتفّاق خفض إنتاج النفط، وتعهّدت تلك الدول بالامتثال الكامل خلال المرحلة المقبلة، وفق الوزير.
أمّا بخصوص استعداد السعودية لتعويض إخفاقات دول أخرى في الالتزام بتخفيضات الإنتاج، قال الوزير: "هذه عادة وانقطعت إلى الأبد"، مشيرًا إلى نتائج اتّفاق خفض إنتاج أوبك+، قائلًا: "نتائج مفخرة لنا جميعًا.. كمّية الخام التي لم تدخل السوق نتيجة الاتّفاق 1.6 مليار برميل.. وهذا الرقم قبل إضافة الدول التي تعاونت من خارج أوبك+.. ولو أدخلنا الرقم قد يصل إلى 1.8 إلى 1.9 مليار برميل".
وردًّا على سؤال عن القرارات المستقبلية لأوبك+، قال الأمير عبدالعزيز بن سلمان: إن "مهمّة أيّ وزير بترول سعودي هو لا يكون واضحًا فيما سيتّخذه من قرار.. لأن الأمور الأن تتغيّر بين ليلة وضحاها، وتتغيّر الأوضاع سريعًا". مشيرًا إلى الإعلان عن إيجاد لقاح لجائحة كورونا بأنّه "موضوع مهمّ"، أي يجب أخذه في الاعتبار.
وأشار الوزير أيضًا في هذا الصدد، إلى تنامي الاقتصاد في بعض الدول، "هناك نموّ اقتصادي في الصين والهند.. في آسيا بشكل عامّ.. بينما توجد حالة قلق في أوروبّا بسبب تفشّي كورونا، والشيء نفسه بالنسبة لأميركا".
قال الأمير، إنّه مرتاح لاستقرار أسواق النفط حاليًا، "السوق المستقرّة هي ما تصل إلى مستوى وتثبت عنده.. وأن لا يكون فيها تأرجح كبير ولا تذبذبات كبيرة.. وهذا مدعى الاطمئنان".
وأوضح الوزير، أن "ما يزعج أيّ صانع سياسة بترولية هو التذبذب المفرط.. والوضع الأن متأرجح.. ومن ثمّ، اتّخاذ موقف من وضع السوق الأن هو من الناحية المهنية شيء غير صائب.. ويخطئ من يقول، إن المملكة تأخذ القرارات منفردة".
وقال الوزير، إن المتغيّرات سريعة جدًّا، "كلّ الخيارات مطروحة للتعامل معها"، سواء كانت تمديد الخفض الحالي أو تعميقه، أو تخفيفه، "أطالب الجميع بأن يكونوا مرنين على أن يتمّ التوافق على شيء، مع الأخذ في الاعتبار كلّ مستجدّ".
وعن وضع ليبيا الآن، قال وزير الطاقة السعودي: "إن ليبيا مع بعض الدول الأخرى كانت مستثناة من الاتّفاق، بسبب الظروف التي كانت تمرّ بها، وعندما تعود ليبيا إلى مستويات ما قبل أكتوبر/تشرين الأوّل عام 2018، عند ذلك سيكون هناك حديث".
أضاف: "ظروف ليبيا الآن استثنائية، وهي لم تكن طرفًا في هذا الاتّفاق.. وعندما تعود إلى وضع الإنتاج المستقرّ الذي يقارب ما كانت عليه في أكتوبر 2018، عند ذلك سيكون لكلّ حادث حديث".