بتكتيك إيراني.. انتعاش متوقّع لصادرات النفط الفنزويلّي
تحميل 6 ملايين برميل من الخام والوقود منذ بداية نوفمبر
ترجمة وتحرير: كريم الدسوقي
"ما لا يقلّ عن 18 ناقلة من المتوقّع أن تُحمّل النفط الخام للتصدير من فنزويلا، خلال الأسابيع المقبلة".. هكذا أفادت بيانات ووثائق داخلية لشركة النفط الوطنية الفنزويلّية، في مؤشّر على انتعاش محتمل للصادرات النفطية، هذا الشهر، من عضو أوبك الخاضع لعقوبات أميركية.
وأوردت الوثائق أن 9 ناقلات حمّلت نحو 6 ملايين برميل من النفط الخام والوقود الفنزويلّي، منذ بداية نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، للتصدير، بما يعادل أكثر من 500 ألف برميل يوميًا، وفقًا لوكالة رويترز.
واستأجرت شركة تيبكو أسفلت التايلاندية، واحدة من الناقلات الـ9، فيما استأجرت شركات روسيّة، من عملاء شركة النفط الفنزويلّية الجدد، 5 ناقلات أخرى.
وحمّلت الناقلات الـ3 الأخرى، النفط إلى كوبا، بموجب اتّفاقية توريد طويلة الأجل، وعملاء لم يُكشف عنهم في أوروبّا ومنطقة البحر الكاريبي.
كانت "تيبكو" قد أبلغت البورصة التايلاندية بأنّها "تتّخذ خطوات للامتثال لطلب الولايات المتّحدة بوقف شراء الخام الفنزويلّي".
ويأتي هذا التطوّر بعد أن هوَت صادرات نفط فنزويلا، في أكتوبر/تشرين الأوّل، إلى 359 ألف برميل يوميًا، لأدنى مستوياتها، منذ أوائل أربعينات القرن الماضي، تزامنًا مع توقّف بعض آخر عملاء شركة النفط الوطنية عن التعامل معها، قبيل انقضاء مهلة حدّدتها الولايات المتّحدة.
وفرضت واشنطن عقوبات على الشركة وعملائها، العام الماضي، للضغط على الرئيس الفنزويلّي نيكولاس مادورو، كي يتنحّى، حيث تتّهمه بانتهاكات لحقوق الانسان، وتزوير إعادة انتخابه، في 2018، لكنّه لا يزال متمسّكًا بمنصبه.
-
ميناء خوسيه يمتلئ بنفط فنزويلا بعد استبعاده من المتعاملين
-
فنزويلا تعقد آمالًا على مجمّع التكرير لمعالجة نقص البنزين
يأتي الانتعاش المحتمل في شحنات النفط الفنزويلّي، في ظلّ تأقلم شركة النفط الوطنية مع تشديد العقوبات الأميركية، عن طريق محاكاة أساليب الشحن التي تنتهجها إيران لإخفاء السفن التي يجري تحميلها بالخام، والانخراط في صفقات مع عملاء في روسيا يعيدون بيع النفط إلى المشترين الآسيويّين.
ومن بين الأساليب الشائعة لإخفاء هويّة نقل النفط، نقل الشحنات النفطية أكثر من مرّة، من سفينة إلى أخرى، لإخفاء منشأ كلّ شحنة، والإبحار إلى فنزويلا، مع إغلاق أجهزة التتبّع تفاديًا للرصد، إضافة إلى التغيير المتكرّر للأسماء والأعلام والشركات المشغّلة والمالكة.
وتستخدم ناقلات النفط الفنزويلّي أرقامًا تعريفية لسفن مفكّكة وناقلات لا أثر لها في قاعدة بيانات الشحن العالمية، للتصدير عبر شركات وهمية في موسكو، حسبما أفادت مصادر قريبة من شركة النفط الوطنية.
وأكّدت المصادر التي تحدّثت إليها رويترز، أن الشركة الحكومية تجاهلت قوانين التحقّق من هويّة الناقلات، منذ أن فرضت الولايات المتّحدة عقوبات على فنزويلا، عام 2019، وأن إيران ساعدت فنزويلا بهذا الشأن.
وفي هذا الإطار، أفادت المصادر بأن 5 ناقلات -ترفع العلم الكاميروني- لديها القدرة على رفع ملايين براميل النفط، تعبر المحيط الأطلسي حاليًا باتّجاه فنزويلا، مع إيقاف تشغيل أنظمة تحديد الهوية التلقائية (AIS).
وحطّت ناقلتان أُخريان، مملوكتان لشركة بتروشاينا الصينية، في المياه الفنزويلّية، بالقرب من ميناء خوسيه، في انتظار تحميل النفط الخام، حسبما أوردت بيانات "ريفينيتيف أيكون" لتعقّب حركة السفن.
وتشير الناقلتان إلى وجهتيهما على أنّها جزيرة أروبا (جنوب البحر الكاريبي)، وهي ممارسة شائعة للناقلات التي تبحر إلى فنزويلا، منذ تطبيق العقوبات.
كما تستعدّ شركة النفط الفنزويلّية لإرسال العديد من السفن، التي استأجرتها للنقل المحلّي بموجب عقود إيجار، إلى وجهات التصدير، الشهر الجاري، وهي إستراتيجية بدأت في أغسطس/آب الماضي، بعد أن توقّف بعض مالكي السفن عن شحن النفط الفنزويلّي بسبب العقوبات الأميركية.
ورغم أن انخفاض الصادرات، هذا العام، أدّى إلى زيادة في المخزونات، ما أجبر شركة النفط الفنزويلّية على خفض الإنتاج في حزام أورينوكو النفطي -وهو أكبر منطقة إنتاج في البلاد-، إلّا إن وثائق الشركة كشفت أن اثنين من مشروعاتها في أورينوكو، (بتروموناجاس وبتروزينوفينسا)، استأنفا الإنتاج، في أواخر الربع الثالث من العام الجاري،
وبتروموناجاس عبارة عن مشروع فنزويلّي مشترك مع شركات حكومية روسيّة، أمّا بتروزينوفينسا، فهو مشروع مشترك مع شركات حكومية صينية، وأنتجا معًا نحو 93 ألف برميل يوميًا من النفط الخام، في منتصف أكتوبر/تشرين الأوّل الماضي.
-
قبل انتهاء مهلة ترمب.. صادرات فنزويلا النفطية الأعلى منذ 5 أشهر
-
اعتقال “جاسوس” أميركي بمحيط مجمّع لتكرير النفط في فنزويلا (فيديو)