أسعار النفط تتراجع مع ترقب نتائج سباق الرئاسة الأميركية
عدة أسباب أسهمت في تخفيض أسعار النفط
سالي إسماعيل
تراجعت أسعار النفط خلال تعاملات اليوم الجمعة، مع ترقب نتائج انتخابات الرئاسة الأميركية، ووسط تسارع معدل انتقال العدوى بوباء (كوفيد-19).
وبحلول الساعة 11:15 صباحًا بتوقيت غرينتش، انخفض سعر العقود الآجلة لخام برنت القياسي -تسليم شهر يناير/كانون الثاني- إلى 39.80 دولاراً للبرميل، وهو ما يعد أقل بنحو 2.8%.
كما تراجع سعر عقد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي -تسليم شهر ديسمبر/كانون الأول- بنحو 3.2% إلى 37.53 دولاراً للبرميل.
- مصفاة غينتشو الصينية تصدّر أوّل شحنة ديزل إلى تشيلي
- الانتخابات الأميركية.. رياح 4 ولايات متأرجحة بما تشتهي شركات النفط
- هل تبدأ منصّات التنقيب الأميركية عن النفط رحلة التعافي؟
وتنتظر الأسواق العالمية نتيجة انتخابات الرئاسة الأميركية -إذ يتنافس دونالد ترمب وجو بايدن على المنصب- والتي تشهد حاليًا عملية فرز أصوات الناخبين وسط تقدم ملحوظ للمرشح الديمقراطي.
واستطاع الرئيس ترمب تأمين 214 صوتًا من أصوات المجمع الانتخابي التي تبلغ 270 صوتًا، والوصول لها يعني الفوز في سباق الانتخابات، فيما حصل بايدن على 264 صوتًا.
لكن تأخر إعلان نتيجة الانتخابات الأميركية يأتي وسط استمرار عمليات الفرز والدعاوى القضائية التي تقدمت بها حملة الرئيس ترمب؛ ما يعني مزيدًا من التأخير في حسم السباق، وبالتالي إرجاء حزمة التحفيز المالي الإضافية المطلوبة بشدة في الولايات المتحدة.
وتُلقي المخاوف بشأن ارتفاع الإصابات بالوباء في القارة الأوروبية وما تبعها من عمليات إغلاق وطني في بعض الدول، بظلالها السلبية على أسعار الذهب الأسود بالنظر للتداعيات وطيدة الصلة بالنشاط الاقتصادي.
وقررت المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذي للاتحاد الأوروبي، خفض توقعاتها الاقتصادية مع الإشارة إلى عدم تعافي اقتصاد منطقة اليورو واقتصاد الكتلة إلى المستويات التي كانت تسبق الفيروس حتى حلول عام 2023.
وبحسب توقعات الخريف الاقتصادية، ترى المفوضية الأوروبية أن الناتج المحلي الإجمالي للدول الـ 19 التي تستخدم عملة اليورو الموحدة سوف ينمو بنحو 4.2% فقط في عام 2021، بدلاً من التوقعات السابقة والبالغة 6.1%.
ومن جانبها، أبلغت إيطاليا عن أعلى معدل إصابات يومي أمس الخميس، كما أن عدد الإصابات في الولايات المتحدة تجاوز 120 ألف حالة في اليوم، ليكون الرقم القياسي الذي يتم تسجيله لليوم الثاني على التوالي مع انتشار الوباء في أنحاء البلاد.
وشهد الأسبوع الجاري إعلان بيانات المخزونات الأميركية، حيث تراجعت مخزونات النفط بنحو 8 ملايين برميل في الأسبوع المنتهي يوم 30 أكتوبر/تشرين الأول إلى 484.4 مليون برميل، فيما ارتفع مخزون البنزين بنحو 1.5 مليون برميل.
وانخفض مخزون المقطرات -والذي يتضمن الديزل ووقود التدفئة وغيرهما- بنحو 1.6 مليون برميل في الأسبوع الأخير من الشهر الماضي.
وعلى صعيد آخر، تراجع إنتاج النفط في الولايات المتحدة بنحو 600 ألف برميل يوميًا إلى 10.500 مليون برميل يوميًا في الأسبوع الماضي، مع هبوط الصادرات والوارادت الأميركية.
ويترقب المستثمرون إعلان التقرير الأسبوعي بشأن عدد منصات التنقيب عن النفط والغاز الطبيعي في الولايات المتحدة من قبل شركة "بيكر هيوز"، وذلك في وقت لاحق من اليوم.
ومن بين الأمور الأخرى التي تسببت في هبوط الأسعار، كان عودة الإنتاج من خليج المكسيك بعد انتهاء إعصار "زيتا" والذي تسبب في وقف نحو 1.3 مليون برميل من النفط.
كما ارتفع إنتاج ليبيا من النفط لنحو 800 ألف برميل يوميًا، وهو ما يعد أعلى بنحو 100 ألف برميل من مستوياته الأخيرة، وفقًا لتقرير نشرته وكالة "رويترز"، وهو ما يأتي بعد رفع حالة القوة القاهرة عن المنشآت النفطية التي كانت مغلقة بفعل حصار دام نحو 8 أشهر.
- باركيندو: الاجتماع القادم لمنتجي النفط سيكون الأكثر أهمّية في تاريخ أوبك
- إعصار زيتا يخفض مخزون النفط الأميركي بـ 8.2 مليون برميل
- أوبك وروسيا تبحثان استعادة استقرار سوق النفط
وفي وقت سابق من الأسبوع الجاري، استفاد الخام من التوقعات المتزايدة بأن منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) والحلفاء من خارجها -وهو التحالف الذي يعرف باسم (أوبك+)- قد يتراجع عن قرار تقليص وتيرة اتفاق خفض الإمدادات في يناير/كانون الثاني، بالنظر للضغوط التي يتعرض لها الطلب على الخام مع الموجة الثانية من الوباء، وما أعقبها من عمليات إغلاق.
ومع ذلك، يظل القرار النهائي رهن الاجتماع المقبل لمنظمة أوبك وحلفائها، والمقرر عقده يومي 30 نوفمبر/تشرين الثاني و1 ديسمبر/كانون الأول، لمناقشة وتقييم الموقف في سوق النفط.
وكان الأمين العام للمنظمة، محمد باركيندو، قد وصف هذا الاجتماع المرتقب نهاية الشهر الجاري بأنه سيكون "الأكثر أهمية في تاريخ أوبك".