وزير النفط الإيراني يطالب بتوفير الحماية الدولية لأوبك وأعضائها
زنغنه: المنظّمة تعرّضت لاتّهامات في مختلف المراحل التاريخية
محمد زقدان
طالب وزير النفط الإيراني بيجن نامدار زنغنه، بتوفير دعم قانوني دولي لحماية منظّمة أوبك وأعضائها، من الهجمات والاتّهامات التي تعرّضت لها طوال تاريخها من قبل المستهلكين الرئيسيّين، مؤكّدًا في الوقت ذاته أهمّية التعاون وتجنّب التنافس بين منتجي النفط.
جاء ذلك في مقابلة أجراها الموقع الرسمي لأوبك، مع الوزير الإيراني، بمناسبة الذكري الـ60 لتأسيس المنظّمة.
وقال زنغنه: "على الرغم من إقامة علاقات نموذجية بين أوبك والدول المنتجة للنفط من خارجها، والجهود الجماعية المبذولة للدعم والحفاظ على استقرار سوق النفط العالمية، إلّا أن المنظّمة تعرّضت لهجمات واتّهامات من قبل المستهلكين الرئيسيّين في مختلف المراحل التاريخية".
وأوضح أنّه -على سبيل المثال- يجري اتّهام أوبك، بشكل مثير للدهشة، بأنّها منظّمة كارتل، كلّما حدث ارتفاع في الأسعار، وعندما تنخفض الأسعار تُتَّهم المنظّمة بإغراق السوق بالنفط، للتأثير في الأسعار.
وأضاف أن مبادئ القانون الدولي لا توفّر أيّ دعم أو حماية لأوبك وأعضائها، الذين ليس لديهم أيّ وسيلة أخري غير النفط، لتأمين ثرواتهم الوطنية وتنمية بلدانهم.
كارتل
يُطلق اسم كارتل على أيّ مجموعة احتكارية تتحكّم في السوق، ولا يهمّها إلّا الربح على حساب القيم والأخلاق والناس والحيوانات والبيئة، والكلمة سلبية عندما توصف بها أيّ مجموعة.
ووفق خبراء دوليّين، فإنّه إذا مرَّر الكونغرس الأميركي يومًا ما قانون "لا أوبك"، الذي يقضي بمحاكمة دول المنظّمة وفقًا لقوانين محاربة الاحتكار الأميركية، وثبت بطريقة ما أنّها سبّبت أذى للحكومة الأميركية أو لأيّ مواطن أميركي، فإنّه يحقّ للولايات المتّحدة تجميد استثمارات وممتلكات هذه الدول داخل أميركا، وتعويض كلّ من تضرَّر من ارتفاع أسعار النفط بسبب الاحتكار.
- أنس الحجّي يكتب لـ “الطاقة”: هل أوبك “كارتل”؟
- أنس الحجي يكتب لـ”الطاقة”| في الذكرى الـ60 لتأسيسها.. ماهي أوبك؟
ولابدّ لهذه الدول أن تحضر المحاكمات في هذه الحالة، لتدافع عن نفسها، وإلّا قد يحكم عليها القضاة غيابيًا لصالح المدّعي، كما حصل مع إيران التي لم تدافع عن نفسها في قضية مرتبطة بحادثة 11سبتمبر/أيلول الإرهابية، فحكم القاضي عليها بدفع 11 مليار دولار، وقام المدّعون بتحصيلها من الأموال الإيرانية المحتجزة لدى الحكومة الأميركية.
تعاون وليس تنافس
على صعيد آخر، أكّد الوزير الإيراني، أهمّية التعاون، وليس التنافس، بين منتجي النفط، معقّبًا أن المنتجين شركاء ومنافسون في الوقت ذاته، "وتعظيم عائدتنا النفطية هي الإطار الرئيس لشراكتنا".
وقال: "بإلقاء نظرة على تاريخ أوبك الممتدّ على مدى 60 عامًا، يُلحظ أنّه كلّما تحوّلت العلاقات داخل المنظّمة من الشراكة والتعاون، إلى المنافسة، تكبّد الجميع خسائر".
وتابع: "من ثمّ، فمن الضروري في طريقنا المستقبلي، أن نختار التعاون مع فهم وافٍ للتجارب السابقة، والشراكة مع بعضنا بعضًا لتحقيق المصالح الجماعية للدول الأعضاء".
ورأى الوزير الإيراني أن بذل الجهود لحلّ القضايا الأمنية والسياسية بين الدول الأعضاء "أمر ذو أهمّية كبيرة"، مضيفًا أن وقوع حربين في الخليج ووجود قوّات أجنبية في المنطقة، يؤثّر بشكل مباشر في سوق النفط، ويحوّله إلى أداة يستخدمها المنتجون للتنافس، وممارسة الضغط على بعضهم.
وأضاف أن أيّ محاولة لحلّ المشكلات الأمنية الحاليّة في المنطقة، من شأنها أن تساعد بعملية استقرار النفط، وسيكون ذلك مفيدًا للجميع.