دبلوماسي سعودي: 4 أدوار للمملكة في استقرار أسواق النفط
فهد ناظر: انتخاب بايدن لن يغير العلاقة التاريخية بين المملكة وأميركا
سالي إسماعيل
أكد المتحدث الرسمي باسم السفارة السعودية في الولايات المتحدة، فهد ناظر، أن المملكة تلعب دورًا حيويًا في استقرار أسواق النفط العالمية، من خلال "أوبك" و "أوبك+"؛ ولكونها تملك ثاني أكبر احتياطي للنفط في العالم.
جاء ذلك خلال مشاركته -عن بُعد- في مؤتمر نظّمه ميناء مدينة كوروبوس كرستي في ولاية تكساس الأميركية، حيث استعرض جهود السعودية في استقرار سوق النفط.
وقال ناظر: "عندما يتحدث الناس عن السعودية، فإن مايخطر على بالهم أمرين، "الإسلام" و"النفط".. وهذا يمكن تفهُّمه؛ لأن المنطقة أُكرمت بكونها مهد الاسلام، وأيضًا كونها تملك ثاني أكبر احتياطيات في العالم من النفط، إلى جانب احتياطيات كبيرة من الغاز الطبيعي، وتستمر في اكتشاف المزيد، بما في ذلك الغاز غير التقليدي، كما أن تكاليف الإنتاج هي ضمن الأقل في العالم".
وأدركت المملكة -حسب ناظر- أن لديها ميزة نسبيّة في إنتاج الطاقة وتصديرها، خاصة النفط الخام؛ ونتيجة لذلك لعبت السعودية دور مهمًا ومسؤولًا في أسواق الطاقة على مدى عدة عقود، كما لعبت دورًا مهمًا في أوبك، وفي الفترات الأخيرة لعبت دوراً مساوياً في الأهمية في تحالف أوبك+ الذي يتضمن دولاً نفطية مهمة من خارج أوبك، مثل روسيا والمكسيك.
وقال ناظر: إن "النفط سلعة عالمية حقًا، ما يتطلب جهودًا جماعية لتحقيق التوزان والاستقرار في الأسواق، ومقابلة الطلب على النفط بطريقة مفيدة للمنتجين والمستهلكين والمستثمرين في الوقت نفسه".
واستعرض ناظر ما قامت به المملكة لمجابهة أثار فيروس كورونا على الاقتصاد العالمي، في 4 نقاط رئيسية هي:
1- تنظيم اتفاق تاريخي لأوبك+ في أبريل الماضي، والذي تم فيه الاتفاق على تخفيض الإنتاج بنحو 10 ملايين برميل يوميًا.
2- الحصول على تعهد من دور مجموعة العشرين بتخفيض إضافي بمقدار 3 ملايين برميل يوميًا.
3- قيام المملكة بتخفيض اختياري بمقدار مليون برميل يوميًا في يونيو/حزيران الماضي، ليصل إجمالي خفض الإمدادات السعودية من الخام إلى 4.8 مليون برميل يوميًا مقارنة مع مستويات إنتاج أبريل/نيسان.
4- تحرك السعودية -من خلال رئاستها لمجموعة العشرين بالتنسيق مع الدول الأعضاء- وتقديم إعانات بمقدار 500 مليون دولار لمجابهة الوباء.
ماذا عن فوز "بايدن" وخطط السعودية؟
"لن يكون هناك اختلافات في خطط السعودية حال انتخاب رئيس جديد لأقوى دولة في العالم"، هكذا جاءت إجابة "ناظر" ردًا على سؤال حول ما تعتزم السعودية القيام به حال استبدال "ترمب" بـ "بايدن"، أو بالأحرى: في حالة تحول الإدارة الأميركية من الحزب الجمهوري إلى نظيره الديمقراطي.
وقال: "نشأت العلاقات بين الرياض وواشنطن منذ اجتماع الملك عبد العزيز آل سعود والرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت في 14 فبراير/شباط عام 1945 على متن السفينة الأميركية "كوينسي" خلال مرورها في قناة السويس، ومنذ هذه الأعوام الـ 75، استمرت العلاقات بين البلدين في التوطد والتوسع والتعمق على صعيد العديد من المستويات تحت مظلة إدارة كلا الحزبين: الديمقراطي والجمهوري".
وتتسم هذه العلاقات بأنها ذات أوجه متعددة: سواء الأبعاد السياسية أو العسكرية، إصافة إلى الأبعاد الاقتصادية، لكن -لسوء الحظ- تم تجاهل الأمور بين السعودية والولايات المتحدة في بعض الأوقات، كما قال "ناظر".
وأضاف أن الإجابة المباشرة على هذا السؤال تتلخص في أن "لدينا علاقة رائعة مع الولايات المتحدة، ومع إدارة الرئيس ترمب، كما هو الحال مع نظرائه السابقين".
وتابع: "نتوقع أن يكون لدى المملكة السعودية علاقات جيدة -أيضًا- مع الإدارة الأميركية الجديدة، بغض النظر عن المرشح الفائز في انتخابات الرئاسة المرتقبة".
- بايدن يراهن على “التكسير المائي” لكسب تأييد الناخبين في بنسلفانيا
-
موقف بايدن من النفط.. واقع مؤلم أم تصحيح مسار؟
ومن جانبه، حذر رئيس جمعية تكساس لمصنعي الطاقة، "جيسون ماجلان"، في الجلسة نفسها، من أن نهج المرشح جو بايدن حيال التكسير الهيدروليكي (المائي) قد يعرض نحو 25% من إنتاج النفط الصخري الأميركي للخطر في تكساس.
وأيده رئيس جمعية النفط في ولاية أوكلاهوما، "بروك سيمونز"، قائلًا: "ليس من المهم أن يكون بايدن مؤيدًا أو معارضًا لسياسة التكسير المائي، لكن الحقيقة هي أن صعود الديمقراطيين للسلطة مجددًا في 2020 سيكون مختلف تمامًا عما قبل". وأوضح أن كافة معايير بايدن وخطته بشأن الطاقة، وما تتحدث حوله، تشير لإغلاق صناعة النفط الصخري في الولايات المتحدة.