كوريا الجنوبية تخطّط لتحقيق الحياد الكربوني في هذا الموعد
بعد إعلان مماثل من اليابان والصين
محمد فرج
أعلن رئيس كوريا الجنوبية مون جاي إن، اليوم الأربعاء، تحقيق بلاده هدف الحياد الكربوني، بحلول عام 2050، بعد إعلان مماثل من اليابان والصين.
يأتي ذلك بينما وصفت الأمم المتّحدة أزمة التغيّرات المناخية بأنّها التحدّي الأكبر الذي يواجه العالم، ويشكّل تهديدًا للبشريّة، بينما ناشدت بعض المنظّمات الحقوقية المدافعة عن البيئة، شركات الطاقة الكبرى، لضرورة الوقف الفوري لأعمال استكشاف وإنتاج النفط، والتوجّه للطاقة النظيفة.
ويعني الحياد الكربوني، أن يكون صافي الانبعاثات صفرًا، أو أن أيّ انبعاثات ناجمة عن حرق الوقود الأحفوري تقابلها إجراءات، مثل زراعة الأشجار التي تمتصّ ثاني أكسيد الكربون.
ووفقًا للبنك الدولي، احتلّت كوريا الجنوبية المرتبة رقم 12 في العالم، سنة 2019، وتعدّ سابع أكبر مصدر للانبعاثات دوليًا.
وهذه هي المرّة الأولى التي تتعهّد فيها الحكومة الكورية رسميًا، بخطّة الحياد الكربوني، بحلول عام 2050، حسبما ذكرته وكالة أنباء هندية.
وأدرج الحزب الديمقراطي الحاكم، خطّة الحكومة في برنامجه الانتخابي، خلال أبريل/نيسان الماضي، وتوصّل المشرّعون إلى قرار بشأنه، الأسبوع الماضي، لكن جميعهم فشل في تطوير الخطّة إلى سياسة.
-
هل وصلت الانبعاثات الكربونية إلى ذروتها؟.. تقرير بحثي يجيب
-
دراسة: العالم يشهد أكبر انخفاض لانبعاثات الكربون في نصف عام
ويأتي هذا الإعلان من جانب الرئيس مون جاي، بعد تصاعد الانتقادات ضدّ عدم اتّخاذ البلاد إجراءات مناخية، خاصّةً أنّها واحدة من أكبر 3 مموّلين للفحم في العالم.
وردًا على هذا الإعلان، قالت المديرة التنفيذية لمجموعة المستثمرين الآسيويّين في تغيّر المناخ، ريبيكا ميكولا رايت: "إن التأكيد الرسمي من الرئيس بأن كوريا الجنوبية ملتزمة بتحقيق صافي الانبعاثات الصفرية، بحلول عام 2050، سيلقى ترحيبًا من قبل المستثمرين الذين يرغبون بشكل متزايد في نشر رأس المال الخاصّ في الأسواق التي تقلّل من مخاطر المناخ، وتعزّز فرص نشر التكنولوجيا النظيفة".
دعم أهداف اتّفاقية باريس
يدعم عدد كبير من المستثمرين المؤسّسيين، أهداف اتّفاقية باريس وتحقيق الحياد الكربوني، بحلول عام 2050.
وفي وقت سابق من هذا العام ، كتب الشركاء العالميون إلى الرئيس مون، يحثّون حكومته لإضفاء الطابع الرسمي على الالتزامات المناخية المعزّزة، واغتنام فرص الاستثمار والوظائف التي ستنشأ من خلال الانتقال إلى الحياد الكربوني.
وقال عضو البرلمان الكوري، سويونغ لي، من الحزب الديمقراطي: إن "إعلان خطّة الحياد الكربوني سيشجّع الدول الأخرى التي لا تزال تتداول بشأن عام 2050 المستهدف، خاصّةً بالنظر إلى أن كوريا لا تزال تعتمد بشدّة على الصناعة التحويلية، وغيرها من الصناعات عالية الكربون".
جهود صينية لخفض الانبعاثات
بدأت الصين تقليل اعتمادها على الفحم والمصادر الطبيعية، كالنفط والغاز في مصانعها ومحطّات توليد الطاقة، واللجوء لطرق أكثر حفاظًا على البيئة، وأقلّ في الانبعاثات الملوّثة، أبرزها الطاقة الجديدة والمتجدّدة.
وهذا تحدٍّ جديد تخوضه بكين بهدف تقليل التلوّث، وحماية الأجيال الجديدة من تلوّث المياه والهواء، وصولًا إلى بيئة نظيفة وآمنة، وهو الاتّجاه الذي تطلق عليه لقب "الثورة الخضراء".
وتعدّ الصين أكبر منتج ومستهلك للفحم في العالم، وأكبر مستخدم للكهرباء المستمدّة من طاقة الفحم، وحتّى عام 2019، كانت تولّد نحو 58% من احتياجاتها الكهربائية من الفحم، وحاليًا تسعى لتقليل الاعتماد عليه للوصول إلى نسبة 40% فقط، بحلول عام 2030، مستبدلةً ذلك بالطاقة الجديدة، مثل: الشمس والرياح والطاقة النووية، وعدم السماح ببناء مصانع أو محطّات توليد جديدة تعتمد على الفحم.
ورصدت بكين 0.9% من ناتجها المحلّي الإجمالي في قطاع الطاقة المتجدّدة، عام 2015، وهو ثالث أعلى مبلغ على مستوى العالم، بعد تشيلي وجنوب إفريقيا، حيث استثمرت الدولتان 1.4% من الناتج المحلّي الإجمالي.
ومع ذلك، فإن 23% فقط من الطاقة التي تستهلكها الصين تأتي من مصادر نظيفة، بما في ذلك الغاز الطبيعي، في حين إن ما يقرب من 58% كانت من الفحم، في عام 2019، -أكثر الخيارات تلويثًا من بين الخيارات التي ماتزال قيد الاستخدام على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم-.
واتّخذت الصين خطوات إيجابية لتطوير صناعة معدّات ومهمّات الطاقة المتجدّدة، وأصبحت أكبر مستثمر عالمي في مجال الطاقة المتجدّدة، وتجاوزت الاستثمارات المرصودة لتطوير هذه الصناعة نحو 100 مليار دولار.
وعود يابانية بتحقيق الحياد الكربوني 2050
قال رئيس الوزراء الياباني يوشيدي سوغا، إنّه يسعى لأن تتمتّع بلاده بالحياد الكربوني، بحلول عام 2050، وذلك في أوّل خطاب له أمام البرلمان، منذ أن تولّى مهامّ منصبه، الشهر الماضي.
وذكرت وكالة بلومبرغ للأنباء، قبل يومين، أن سوغا وضع إنعاش الاقتصاد الذي تضرّر من تفشّي وباء كورونا أولويّة له، كما أعلن عن المضيّ في تطبيق خطط تشمل بناء مركز مالي دولي في اليابان.
وقال سوغا: “حكومتي ستسعى لإيجاد دورة جيًّدة بين الاقتصاد والبيئة”، مضيفًا: “سنضع كلّ الجهود الممكنة لإيجاد مجتمع أكثر صداقة للبيئة”.
وأشار سوغا إلى أن الطاقة النووية ستبقى عنصرًا من مزيج الطاقة، موضّحًا أن سياسة البلاد ستُعَدَّل بشأن الطاقة الحراريّة