تقارير الغازتكنو طاقةسلايدر الرئيسيةعاجل

قصّة أكبر سفينة شحن في العالم تعمل بطاقة الرياح (فيديو)

يمكنها حمل 7 آلاف سيّارة

محمد زقدان

اقرأ في هذا المقال

  • تبدأ أوشن بيرد الإبحار في عام 2024
  • ستكون أكبر وأطول سفينة شحن شراعية
  • تقلل الانبعاثات بنسبة 90%، ويمكنها حمل 7 آلاف سيارة
  • كشف عن تصميم كونسورتيوم سويدي في سبتمبر/ أيلول

"بدأنا بقطعة ورق فارغة.. وكان علينا أن نجمع بين تأثيرات المياه والرياح.. كان الأمر معقّدًا للغاية".. هكذا تحدّث المهندس البحري كارل يوهان سودر، عن بدايات التفكير في "أوشن بيرد" أو "طائر المحيط"، التي ستكون أكبر وأطول سفينة شحن شراعية في العالم تعمل بطاقة الرياح، عندما تبدأ الإبحار عام 2024.

في سبتمبر/أيلول الماضي، كشفت شركة والينيوس مارين، أن مصمّميها -بالتعاون مع كونسورتيوم سويدي- أكملوا بنجاح التجارب البحريّة لنموذج "أوشن بيرد"، الذي يبلغ طوله 6 أمتار، استعدادًا لبناء السفينة الحقيقية بطول 200 متر وعرض 40 مترًا.

وفي وقت لاحق، قال رئيس العمليات بشركة والينيوس مارين بير تونيل: "الآن، أنا على يقين تامّ من أن سفينة الدحرجة أوشن بيرد، التي تعمل بطاقة الرياح ستصبح حقيقة واقعة"، وفقًا لموقع بروجكت كارجو جورنال.

وسفن الدحرجة، هي سفن نقل البضائع ذات العجلات، كالقطارات والسيّارات بمختلف أنواعها، وتُعرف باسم (Roll-on/roll-off) أو اختصارًا (RoRo).

وعادة ما يجري تحميلها من مؤخّرة السفينة، حيث يُفتح باب خلفي تدخل منه السيّارات أو البضائع ذات العجلات، وأُنشئ هذا النوع من السفن في القرن 19 الميلادي.

وتابع تونيل: لو كنت سألتني قبل 5 سنوات، لكنتُ قلت، إنّنا نأمل أن تتحوّل هذه السفينة إلى حقيقة.. لكن الآن أنا متأكّد 100% أنّها حقيقة واقعة.

ومضى قائلًا، السوق الآن جاهزة أو ستكون كذلك قريبًا.. نرى طلبًا متزايدًا على الحلول المستدامة، والأطراف الفاعلة أو أصحاب المصالح يتماشون مع هذا الاتّجاه.

تصميم غريب

أوضح تونيل، التحدّي الرئيس هو أنّ تصميم السفينة ثوري، ويتحدّى التقاليد، وسيكون بالتأكد غريبًا، وقد لا يتناسب مع أنظمة النقل الحاليّة، لا تزال هذه التحدّيات قائمة، ولكن على نحو أقلّ ممّا كانت عليه في بداية المشروع.

ويقول، إن تصميم السفينة مناسب لأيّ عملية في أعالي البحار، ولكن الشركة ستركّز، في الوقت الحالي، على نقل السيّارات عبر معابر شمال الأطلنطي.

وأضاف رئيس العمليات بشركة والينيوس مارين، ستُزَوَّد السفينة بأشرعة ذات أجنحة يبلغ ارتفاعها 80 مترًا للإبحار باستخدام طاقة الرياح، من أجل تقليل الانبعاثات بنسبة 90%، وسيكون لها القدرة على حمل 7 آلاف سيّارة.

وعقّب سودر، المهندس البحري في الشركة، إن أوشن بيرد، عبارة عن سفينة دحرجة ومناسبة بضائع المناولة والبضائع السائبة وأيّ شيء على عجلات أو على مقطورة.

وبجانب والينيوس مارين يضمّ كونسورتيوم أوشن بيرد، المعهد الملكي السويدي للتكنولوجيا، وشركة الاستشارات البحريّة "إس إس بي إيه"، ويُموَّل المشروع من قبل إدارة النقل السويدية،

الرياح والمياه

فيما يتعلّق ببداية المشروع، والتحدّيات التي واجهت فريق العمل، قال سودر، بدأنا بقطعة ورق فارغة، وتناولنا فكرة المشروع من منظور شامل.

وأضاف، كان علينا الجمع بين تأثيرات المياه والرياح، وهو أمر معقّد للغاية، كما كنّا بحاجة لأن تعمل الأشرعة المجنّحة وهيكل السفينة معًا. وكان ذلك هو التحدّي ومفتاح النجاح في الوقت نفسه.. كان ذلك يتطلّب توليد طاقة كافية بطريقة أمنة وقويّة.

وأشار سودر إلى أن هناك الكثير من الأمور تجري فوق الماء مع هذه السفينة، كما هو الحال تحت الماء.

وعقّب قائلًا، عادةً عندما تقوم بتحسين هيكل السفينة، فإن أولويّتك تكون السعي لتقليل مقاومة الاحتكاك، والتي تسبّب انخفاضًا واضحًا في السرعة.

ويشرح سودر أن الأشرعة المجنّحة تشبه أجنحة الطائرات، ومع ذلك، فإن أجنحة الطائرة غير متماثلة لكي تحصل على قوّة الرفع، بينما أجنحة السفينة متماثلة، ويمكن أن تدور 360 درجة لالتقاط الرياح.

التكلفة والسرعة والوقود

ليس لدي تونيل صورة كاملة، حتّى الآن، عن تكلفة السفينة أوشن بيرد، لكنّه يقول، إنّه من المحتمل أن تكون أغلى قليلًا من السفن التقليدية.

وتوقّع أن تكون سرعة السفينة 10 عُقَد، وهذا متوسّط السرعة على حدّ قوله، مشيرًا إلى أنّه عندما تزداد الرياح، ستكون السفينة بالطبع قادرة على الإبحار بشكل أسرع.

ولن تكون سرعة أوشن بيرد مثل سرعة نظيراتها التي تعمل بالوقود الأحفوري، إذ صُمِّمَت لكي تعبر شمال المحيط الأطلسي في غضون 12 يومًا، بينما تعبره حاملات السيّارات التقليدية في 8 أيّام.

ووفق تونيل، ستكون السفينة مزوّدة بمحرّكات احتياطية، لتمكينها من المناورة داخل الميناء، وعند خفض الأشرعة.

وستعمل السفينة بشكل أو بأخر في الموانئ مثل السفن التقليدية. ولم يتقرّر بعد نوعية الوقود الذي سيُستَخدَم في السفينة.

وليست "والينيوس مارين" هي الشركة الوحيدة التي تتطلّع إلى تسخير طاقة الرياح لتقليل الانبعاثات.

ففي العام الماضي، وقّع مالك سفينة الشحن العامّة الهولندية، جان فان دام شيبينغ (Jan van Dam Shipping) عقدًا مع شركة إيكوويند (Econowind) لتركيب شراعين مجنّحين على سفينة الرحلات القصيرة آنكي (Ankie)، وتقلّل تلك الخطوة استهلاك الوقود بنسبة 8 إلى 10%، كما قامت شركات شحن أخري بتجربة أنظمة أخري.

انبعاثات الشحن

يتماشى تصميم أوشن بيرد مع المعايير التي حدّدتها المنظّمة البحريّة الدولية التابعة للأمم المتّحدة (أي إم أو)، والتي تهدف إلى تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من الشحن الدولي، بنسبة 40%، بحلول عام 2030.

في بداية العام الجاري، أصدرت المنظّمة قواعد جديدة تهدف إلى خفض كمّية الكبريت المنبعثة من سفن الشحن، من أجل تحسين صحّة الإنسان، عن طريق الحدّ من تلوّث الهواء.

وتضمّنت القواعد استخدام سفن الشحن لوقود يحتوي على نسبة كبريت تبلغ 0.5%، انخفاضًا من 3.5%، أو تركيب أجهزة تنزع الملوّثات السامّة، المعروفة باسم أجهزة التنظيف.

وبموجب هذه القواعد، فإنّه من المتوقّع أن تنفق شركات التكرير والشحن مليارات الدولارات، في السنوات المقبلة، لاتّخاذ تدابير من شأنها ضمان امتثال الوقود والمحرّكات للمعايير الدولية الجديدة.

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق