أخبار النفطأخبار منوعةالتقاريررئيسيةطاقة متجددةعاجلغازمنوعاتنفط

محطة توليد الطاقة بالفحم في دبي تثير الجدل

الاعتماد على واردات الغاز ورخص الفحم أهم أسباب الإنشاء

أحمد صقر

آثار تنفيذ الإمارات العربية المتحدة مشروع مجمع حصيان لإنتاج الطاقة باستخدام الفحم، حيرة المراقبين والخبراء.

وتأتي الحيرة من كون الإمارات بلداً غنياً بالنفط، وهي عضو بارز في منظمة أوبك، كما أنها تستضيف مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، إضافة إلى أنها تبني أول محطة للطاقة النووية بالخليج العربي، كما تنفذ محطة الطاقة الشمسية الضخمة التي تحمل اسم "مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية".

وبالإضافة إلى ذلك، فإن مدينة دبي تسعى لأن تصبح المدينة الأقل في البصمة الكربونية على مستوى العالم بحلول عام 2050، لكن ذلك الهدف سيتأثر بحرق الفحم.

ووفقاً لما ذكرته وكالة أسوشيتد برس، فإن تنفيذ الإمارات لمحطة طاقة تعمل بالفحم يأتي وسط مخاوف سياسية بشأن استخدام الغاز الطبيعي المستورد من الخارج، ومخاوف أبرزها: نزاع مستمر منذ سنوات مع قطر المنتجة للغاز، والتي قاطعتها أربع دول عربية، بما في ذلك الإمارات.

وفي 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2016، أعلنت هيئة كهرباء ومياه دبي، بدء الأعمال الإنشائية في مشروع مجمع حصيان لإنتاج الطاقة بتقنية الفحم النظيف بنظام المنتج المستقل لإنتاج 2400 ميغاواط، بحلول عام 2023.

ووفقًا لمركز الملك عبد الله للدراسات والبحوث البترولية في المملكة العربية السعودية، يعد الطلب على الكهرباء في دول مجلس التعاون الخليجي من بين الأعلى في العالم.

إنتاج الطاقة في دبي

في عام 2012، أنتجت دبي 36297 غيغاواط/ساعة من الكهرباء، وفقًا لهيئة الكهرباء والماء، وقفز هذا الرقم في عام 2019 إلى أكثر من 10000 غيغاواط/ ساعة إلى 46704 غيغاواط/ساعة، وهى أكثر من الطاقة التي تولّدها دولة بلغاريا بأكملها. وهذه طاقة كبيرة، فإن غيغاواط واحد يمكن أن يشغّل حوالي 300 ألف منزل في الغرب.

ولسنوات، جاء ما يقرب من 100% من إجمالي الطاقة في دبي من الغاز الطبيعي، في حين أن مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية الجديد قد وفر ما يزيد قليلاً عن 3% من الطلب العام الماضي، فإنه مايزال يترك المدينة معتمدة على الغاز، القادم معظمه من قطر.

في فبراير/شباط الماضي، أعلنت الإمارات اكتشاف حقل غاز طبيعي يحتوي على 2.27 تريليون متر مكعب،(80 تريليون قدم مكعب من الغاز) بين أبو ظبي ودبي، لكنه لم يبدأ بعد في الإنتاج التجاري، كما أن محطة الطاقة النووية الجديدة في الإمارات متأخرة عن موعدها بأعوام.

محطة الفحم في دبي

ووفقاً لموقع هيئة كهرباء ومياه دبي، فإن محطة كهرباء حصيان التي ينفذها ائتلاف يجمع شركة أكوا باور السعودية وشركة هاربن إليكتريك الصينية، تعتمد على أفضل المعايير العالمية المعتمدة في هذا المجال، وأحدث التقنيات بما فيها تقنية المراجل فوق الحرجة (Ultra Super Critical). وتتوقع الشركة الصينية أن تلبي المحطة نحو 20% من الطلب على الكهرباء في دبي.

ارتفاع درجة حرارة العالم

ما يثير الجدل هو أن بناء المحطة يأتي مع ارتفاع درجة حرارة العالم، ويرجع ذلك -أساسًا- إلى ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون، وغازات الاحتباس الحراري الأخرى في الغلاف الجوي، وفقًا للغالبية العظمى من الدراسات الصادرة عن المنظمات العلمية وعلماء المناخ.

وإلى حد بعيد، فإن معظم الزيادة في درجة الحرارة ناتجة عن النشاط البشري، والذي يشمل حرق الفحم، والنفط، والغاز الطبيعي، وتؤدي درجات الحرارة المرتفعة هذه إلى تغذية الطقس القاسي، مثل العواصف الشديدة.

وبحسب ما قالته الشركة الصينية المشاركة في تنفيذ المحطة، فإن محطة كهرباء حصيان تتمتع بمعدات عالية التقنية للحد من الانبعاثات. لكن غاز ثاني أكسيد الكربون سيظل ينبعث.

وتباطأ استخدام الفحم في الغرب بسبب المخاوف البيئية والاحتجاجات العامة. ولكن في دبي، تمت الموافقة على محطة الفحم بسرعة نسبية.

الأسعار تغيرت

وقالت عائشة السريحي، باحثة مساعدة في مركز الملك عبد الله للدراسات والبحوث البترولية، إنه في الوقت الذي تمت فيه الموافقة على حصيان، بدا الفحم أرخص بكثير من مصادر الطاقة الأخرى، أما الآن فمصادر الطاقة المتجددة أرخص بكثير من الفحم نفسه.

وتقدم الائتلاف المنفذ لمحطة طاقة حصيان بأفضل سعر للتكلفة التناسبية للطاقة قدره 4.241 سنت دولار/كيلووات، وفقاً لموقع هيئة كهرباء ومياه دبي.

وتحذّر السريحي من أن التكاليف الجديدة قد تلوح في الأفق أيضًا، وسيتعين استيراد الفحم في دبي، ربما من أستراليا أو إندونيسيا، ويمكن فرض ضرائب الكربون المحتملة على الفحم؛ ما يؤدي إلى انخفاض الطلب الذي يؤدي -بدوره- إلى تقليل تعدين الفحم، وبالتالي زيادة الأسعار.

لكن في الوقت الحالي، تتوقع وكالة الطاقة الدولية انخفاضًا بنسبة 8% في الطلب العالمي على الفحم هذا العام، وهو أكبر انخفاض منذ الحرب العالمية الثانية، إذ انخفض الطلب على الكهرباء بسبب التباطؤ الاقتصادي الناجم عن جائحة فيروس كورونا.

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق