التقاريرتقارير التكنو طاقةتقارير الطاقة المتجددةتقارير الكهرباءتكنو طاقةسلايدر الرئيسيةطاقة متجددةكهرباء

بإغلاق بوردمان وسان جوان.. الفحم يواصل خسارة سوقه في أميركا

انخفاض سعر الغاز الطبيعي وكلفة الطاقة الشمسية يدعمان سرعة التحول

كريم الدسوقي

"القطار يسير أسرع من التوقعات".. هكذا لخص مراقبو شؤون الطاقة بالولايات المتحدة توالي إعلانات عدة شركات إغلاق مصانع لتوليد الكهرباء من الفحم خلال الساعات الماضية؛ نتيجة انخفاض كلفة الغاز الطبيعي ومصادر الطاقة المتجددة، رغم دعم وترويج الرئيس دونالد ترامب لصناعة الفحم.

ففي ولاية أوريغون، أعلنت "بورتلاند جنرال إليكتريك"، في الساعة 11:56 من صباح أمس الخميس، إغلاق محطة "بوردمان" -التي عملت لأكثر من 40 عاماً- إلى الأبد، بموجب اتفاقية وقعتها الشركة عام 2010، نصت على إغلاق المصنع الواقع غربي الولاية بحلول نهاية العام الجاري.

وعزت الشركة إغلاق المحطة لخطة تحوّل واسع إلى مصادر طاقة أنظف، خاصة أنها لن تتمكن من توليد الكهرباء من الفحم بعد عام 2035، بموجب قانون سنّته الولاية الأميركية، وفقا لما أورده موقع صحيفة "بورتلاند بزنس جورنال".

وقال الرئيس التنفيذي للشركة، في بيان، إن إغلاق المحطة يأتي كخطوة رئيسية على طريق تحقيق أهداف خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في الولاية، وتحويل نظام الشركة لتقديم خدمة موثوقة للعملاء عبر مزيج متنوع لطاقة أنظف وأكثر استدامة.

وبحسب التقرير السنوي لـ "بورتلاند جنرال إليكتريك"، فقد مثّل الفحم نسبة لا تقل عن 15% من إجمالي إنتاجها للكهرباء عام 2019، بينما احتل الغاز الطبيعي موقع المصدر الرئيسي بنسبة 35%، ثم الطاقة الكهرومائية بنسبة 18%، وطاقة الرياح بنسبة 16%.

ويعود دافع الشركة لإغلاق "بوردمان" إلى نحو عقد مضى، حين كانت تفكر في إنفاق نصف مليار دولار -أو أكثر- لتثبيت ضوابط جديدة بالمحطة؛ امتثالاً لمعايير خفض التلوث الفيدرالية، ولتمديد نافذة التشغيل الخاصة بها حتى عام 2040.

وعندما ضغطت جماعات حماية البيئة الأميركية باتجاه إغلاق المحطة، قاومت "بورتلاند جنرال إليكتريك" ذلك، لتوافق لاحقاً على اقتراح بتحديد موعد الإغلاق في عام 2020.

وأدى السعر الرخيص للغاز الطبيعي، وانخفاض تكلفة الطاقة المتجددة، مقابل ارتفاع تكلفة الالتزام بقوانين خفض الانبعاثات، إلى "تسونامي إغلاق" لمحطات الفحم في الولايات المتحدة منذ عام 2011 إلى منتصف 2020، لتتحول 95 غيغاواط من سعة توليدها إلى مصادر أخرى، بحسب وكالة معلومات الطاقة الأميركية، وهي سعة تعادل إنتاج "بوردمان" 172 مرة.

وفي السياق ذاته، أعلنت شركة الخدمات العامة بولاية نيومكسيكو (PNM) عن خطط لاستبدال محطة طاقة الفحم القديمة "سان جوان" بـ 4 مشروعات للطاقة المتجددة، تبلغ سعتها 1 غيغاواط، وفقاً لما أورده موقع "رينيو إيكونومي" المعني بأخبار الطاقة.

وجاء ذلك بعدما حصلت الشركة، في أبريل/نيسان الماضي، على الموافقة التنظيمية للتخلي عن أي جهود لإطالة عمر المحطة التي تملك الحصة الرئيسية من أسهمها بنسبة 66.3%، ومن المقرر إغلاقها في يونيو/حزيران 2022.

وقال رئيس الشركة، بات فينسينت كولون، في بيان: "سيستفيد مجتمعنا وعملاؤنا وبيئتنا من تحركنا للانسحاب من جميع عمليات توليد الطاقة من الفحم واستبدالها بموارد طاقة أنظف وأقل كلفة".

وفي مذكرة نشرها كارل كيتس، المحلل بمعهد التحليل الاقتصادي والمالي IEEFA، هذا الأسبوع، قال إن خطة PNM تتماشى مع قانون انتقال الطاقة في نيو مكسيكو، الذي يستهدف أن تكون نسبة 50% من كهرباء الولاية من مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2030، و80% بحلول عام 2040.

ويسلط تحليل المعهد الضوء على العديد من الفوائد المباشرة للخطة، ومنها إيجاد 500 وظيفة شهريًا أثناء بناء مشاريع الطاقة الشمسية، إضافة إلى أكثر من مليار دولار من إجمالي نفقات رأس المال.

كما أن جميع مشروعات إنتاج الطاقة الشمسية وبطاريات تخزينها مطروحة للإنشاء؛ بهدف التمكن من استبدال عائدات الضرائب المحلية العامة، التي كانت الشركة ستفقدها لولا إغلاق مصنع الفحم.

ووفق ما تشير إليه المذكرة، فإن "مبادرة PNM تمضي بها إلى الأمام نحو التحول الجاري بأوضاع أسواق توليد الكهرباء في الولايات المتحدة، مع تلبية توقعات الدولة بشأن إعادة الاستثمار في المجتمعات الأكثر تأثراً بشكل مباشر بتأثيرات التحول عن مصادر الطاقة التي تعمل بالفحم".

وتضيف المذكرة: "نظرًا لأن PNM واحدة من أكبر الأطراف الفاعلة في سوق الطاقة الكهربائية في المنطقة وأكثرها تأثيرًا، فإن التحول النوعي الذي تجريه سيؤثر بشكل مباشر على مقدمي خدمات الكهرباء في منطقة الغرب والجنوب الغربي للولاية، الذين يواجه الكثير منهم الضغوط وسياسات السوق ذاتها التي تتعامل معها الشركة".

ويقول كيتس: "وفقًا لخطة الشركة في مسار الطاقة الشمسية وتخزين الطاقة، فإن الوضع سيكون مستقرا على أرض صلبة بحلول يناير/كانون الثاني 2021، وستشهد ساحة الصناعة ميلاد مؤشر جديد يفوق غيره، ويبرهن على سرعة تقدم أسواق الطاقة على الصعيدين: الوطني والإقليمي".

وبدا مثل هذا التقدم في مسار استبدال محطات الفحم بالطاقة الشمسية واضحًا في ولاية كاليفورنيا، حيث أعلنت شركة "8 مينت سولار إنرجي" الشهر الماضي خططها لإبرام شراكة مع "كلين باور أليانس" تستهدف إنشاء مشروع ضخم لتوليد الطاقة وتخزينها يعمل بقوة 400 ميغاواط، وقدرة تخزينية 180 ميغاواط/540 ميغاواط في الساعة.

وفي مايو/أيار الماضي، أعلنت مؤسسة "كوين برووك إنفراستراكتشر بارتنرز" الأسترالية عن إطلاق شركة منفصلة ومتخصصة في تطوير وتشغيل المشروعات "الحيوية" واسعة النطاق في مجال توليد الطاقة الشمسية، وبطاريات تخزين الطاقة في جميع أنحاء أمريكا الشمالية.

وفي السياق ذاته، تشارك شركة "بريميرجي سولار" في كاليفورنيا بإطلاق مشروع "جيمناي" الضخم، الذي تتولاه شركة "كوين برووك"، وتبلغ ميزانيته 1.1 مليار دولار، ويعمل بطاقة إنتاجية 690 ميغاواط في مجال الطاقة الشمسية والبطاريات، ويقع في مقاطعة كلارك بنيفادا.

كما أعلنت شركة "هاوايان إليكتريك" في هاواي، الشهر الماضي، إبرامها عقوداً لعدة مشروعات للطاقة الشمسية والبطارية، وأفادت بأن تلك المشروعات من شأنها أن تنهي استخدام الفحم على مجموعة جزر هاواي، بقدرة تبلغ 300 ميغاواط من الطاقة الشمسية، وما يقرب 2 غيغاواط/الساعة من طاقة التخزين.

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق