الديزل يفقد جزءًا من بريقه في الهند مع تفشّي كورونا
7.2% زيادة في الطلب على الوقود خلال سبتمبر
ترجمة - محمد فرج
تسبّب وباء كورونا في فقدان الديزل، الأكثر استهلاكًا في الهند، لبعض بريقه، بعدما كان يدعم النموّ الاقتصادي، على مدى العقود الماضية، ومنذ أن خفّت عمليات الإغلاق لمنع وباء كورونا "كوفيد- 19" في جميع أنحاء البلاد، اتّجه الأشخاص لاستخدام سيّاراتهم ودرّاجاتهم البخارية الخاصّة، لتجنّب خطر الإصابة.
وارتفع طلب الهند على الوقود، في سبتمبر/أيلول، للمرّة الأولى منذ يونيو/حزيران، إذ دعم تخفيف القيود المرتبطة بوباء كورونا، النشاط الاقتصادي وحركة السفر، لكن الاستهلاك لا يزال أضعف منه قبل عام.
وزاد استهلاك الوقود المكرّر، وهو مؤشّر على طلب النفط، 7.2%، في سبتمبر/ أيلول، مقارنةً بالشهر السابق إلى 15.47 مليون طنّ، وهي الزيادة الشهرية الأولى منذ يونيو/حزيران، عندما ارتفع الطلب إلى 16.09 مليون طنّ.
وفي حين أن الديزل لا يزال يحتلّ الصدارة في الهند -المبيعات من الوقود تبلغ ضعف مبيعات البنزين- فقد خلق تعافي الطلب غير المتكافئ تحدّيًا فريدًا لمصافي النفط هناك، تمامًا مع ظهور المزيد من الرياح المعاكسة من استخدام الهيدروجين والغاز الطبيعي في الناقلات الكبرى، مثل الشاحنات والحافلات، بحسب بلومبرغ.
مصافي النفط تنتج كمّيات أقلّ من الديزل
قال رئيس النفط في آسيا لدى شركة "إف جي آي" الاستشارية في مجال الصناعة، سينتيل كوماران: "لقد دعم التنقّل الشخصي في وسائل النقل العامّ البنزين، لكن الديزل أصبح مهمّشًا في جميع القطاعات، وذلك بعد تحوّل هيكلي في الاتّجاهات التي نشهدها، ويقع نظام التكرير عند مفترق الطرق، لكنّه يتكيّف تدريجيًا مع التغيير".
ومن المتوقّع أن تركّز مصافي النفط على إنتاج كمّيات أقلّ من الديزل، والمزيد من البنزين والبتروكيماويات، للاستجابة للطلب المتغيّر، وفقًا لما ذكرته بلومبرغ.
وأشارت شركة ريلاينس إندستريز المحدودة،\ إلى تحوّلها بعيدًا عن وقود النقل، واتّجهت شركة النفط الهندية إلى تنوّع أكبر، لتقليل اعتمادها على أعمالها في مجال الوقود.
كما يخطّط أكبر معالج في البلاد لطرح أسطول من الحافلات التي تعمل بمزيج من الهيدروجين والغاز الطبيعي المضغوط.
-
الهند تتطلّع لتدشين مصفاة نفط في ميانمار بقيمة 6 مليارات دولار
-
الهند توفّر 685 مليون دولار بعد ملء احتياطاتها الإستراتيجية من النفط
وتأتي عملية دخول شركة النفط الهندية إلى وسائل النقل العامّ التي تعمل بالهيدروجين، في أعقاب دفعة من الحكومة تشجّع على استخدام وقود أنظف للحافلات والشاحنات، التي تستهلك أكثر من نصف الديزل في البلاد.
كما تسعى البلاد إلى تحويل شبكة السكك الحديدية بالكامل، لتعمل بالكهرباء، بحلول عام 2024، بدلًا من الديزل.
تلاشي المزايا السعريّة للديزل الرخيص
يرى سينتيل كوماران، أن أكثر من نصف إنتاج المصافي الهندية، من نواتج التقطير المتوسّطة، والتي تشمل الكيروسين- الذي تجري معالجته عادةً في وقود الطائرات- والديزل، موضّحًا أنّه خلال السنوات القليلة المقبلة، قد تخفض المصافي إنتاج تقطيرات الوسط بنسبة 2-3 %، وتعزّز إمدادات البنزين.
كما تلاشت الميزة السعريّة للديزل الرخيص مرّة واحدة، وتقترب تكلفة الوقود الآن من تكلفة البنزين في بعض الولايات الهندية، بعد أن كانت مثقلة بضرائب جديدة على مدى السنوات الستّ الماضية، ما دفع بعض المزارعين إلى ابتكار بدائل جديدة، مثل غاز البترول المسال، لتشغيل مضخّات المياه، وتُمثّل المزارع أكثر من ثُمن إجمالي استهلاك الديزل في الهند.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة نايارا إنرجي ليمتد "بي أناند": إن تحوّل الطلب المتعلّق بالوباء، وانتقال الطاقة على نطاق أوسع، يعني أن المصافي التي تنتج الديزل في الغالب ستحتاج إلى إعادة النظر في إنتاجها الحالي من المنتجات.
ويرى رئيس شركة النفط الهندية شريكافنت مادهاف فايديا، أن الطلب على الوقود يدوم عقدين آخرين، على الأقلّ، قائلًا: "هناك شهيّة كبيرة لاستهلاك المزيد من الطاقة، وقود النقل سيستمرّ في السيطرة، حتّى عام 2040، على الأقلّ".
تراجع الطلب على الوقود
تراجع الطلب في الهند على الوقود، خلال شهر يونيو/حزيران، مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي، بعدما قلّصت تدابير الإغلاق التي اتّخذتها الحكومة الهندية لاحتواء وباء كورونا (كوفيد-19) نشاطها الاقتصادي، وقيّدت حركة الأشخاص والمركبات.
واستهلكت الهند، في يونيو/حزيران، 15% أقلّ من الديزل (المازوت)، و 13% أقلّ من البنزين، مقارنةً بالعام السابق.
وتراجعت مبيعات الديزل إلى 1.57 مليون برميل يوميًا، الشهر الماضي، مقارنةً بـ 1.85 مليون برميل يوميًا، قبل عام، وفقًا لبيانات أوّلية لوزارة النفط.
وبلغ متوسّط الطلب على البنزين 642 ألف برميل يوميًا، خلال الفترة، مقارنةً بـ 743 ألف برميل يوميًا، قبل عام.
وكان متوسّط مبيعات الديزل الهندي قد بلغ 1.32 مليون برميل يوميًا، في مايو/أيّار، وبلغ متوسّط الطلب على البنزين 482 ألف برميل يوميًا.