بوينغ تكشف عن توقّعاتها لأسواق قطاع الطيران على المدى القريب
توقّعات بمبيعات إجمالية 8.5 تريليون دولار على مدى العشر سنوات المقبلة
أطلقت شركة بوينغ، اليوم الأربعاء، تقرير توقّعاتها السنوية لأسواق قطاع الطيران التجاري والدفاعي، والذي كشف عن التأثير الكبير الذي تسبّبت به جائحة كوفيد-19، إضافةً إلى توقّعات الشركة حول أسواق قطاع الطيران على المدى القريب والمتوسّط والبعيد. كما أشارت توقّعات شركة بوينغ لأسواق قطاع الطيران التجاري والخدمات، لعام 2020، إلى استمرار مواجهة القطاع للتحدّيات الكبيرة لانتشار الجائحة، بينما ستشهد أسواق قطاع الطيران الدفاعي والخدمات الحكومية العالمية استقرارًا أكبر.
وقال مارك ألن، الرئيس التنفيذي للإستراتيجية في شركة بوينغ، في بيان صحفي حصلت "الطاقة" على نسخة منه: "شهد قطاع صناعة الطيران، العام الجاري، تحدّيات غير مسبوقة، لكنّنا نؤمن بأن قطاعي الطيران التجاري والدفاعي سيتغلّبان على هذه التحدّيات، في المدى القريب، ويعودان إلى الاستقرار، ويخرجان من هذه الظروف الصعبة بقوّة".
وأشارت توقعّات بوينغ للأسواق إلى بلوغ القيمة الإجمالية لأسواق الطائرات وخدماتها 8.5 تريليون دولار، على مدى العقد المقبل. حيث سجّلت توقّعات الشركة انخفاضًا وصل إلى 8.7 تريليون دولار، مقارنةً بالعام الماضي، بسبب تأثير انتشار جائحة كوفيد-19.
وبدأت شركات الطيران على مستوى العالم بالتعافي من الانخفاض، الذي تجاوزت نسبته 90%، في حركة المسافرين والإيرادات، بداية العام الجاري، إلّا أن التعافي الكامل لهذا القطاع سيستغرق عدّة سنوات، وفقًا للتقرير.
كما توقّعت بوينغ، أن يصل حجم الطلب على الطائرات التجارية، لعام 2020، إلى 18.350 طائرة تجارية، خلال العقد المقبل، أي أقلّ بنسبة 11% من توقّعات عام 2019، التي بلغت قيمتها 2.9 تريليون دولار.
ومن المتوقّع أن يعود أسطول الطائرات التجارية إلى درجة نموّه المعتادة على المدى الطويل، مع توقّع بقاء محرّكات القطاع الرئيسة مستقرّة، ممّا سيوّلد الطلب على أكثر من 43 ألف طائرة جديدة، خلال فترة الـ20 عامًا القادمة.
كما تشير التوقّعات إلى أن حجم أسواق قطاع الطائرات الدفاعية والفضاء سيبلغ 2.6 تريليون دولار، خلال العقد المقبل. ويعكس حجم الإنفاق المتوقّع هذه الأهمّية المستمرّة لإنتاج الطائرات الدفاعية، والأنظمة المسيرة والأقمار الصناعية والمركبات الفضائية وغيرها من المنتجات الدفاعية المحلّية والدولية. ولا يزال الطلب على هذه المنتجات متناميًا عالميًا، ويُتوقَّع أن يأتي 40% من حجم الإنفاق من الأسواق خارج الولايات المتّحدة، وفقًا للتقرير.
وفي حين أن الطلب على خدمات قطاع الطيران التجاري انخفض على المدى القريب، حيث تشير توقّعات بوينغ للأسواق أن يصل حجم الفرص المتاحة في قطاع الخدمات التجارية والحكومية إلى 3 تريليونات دولار، حتى عام 2029، وخصوصًا مع ظهور الحلول الرقمية بمثابة عامل تمكين أساس، بسبب تركيز العملاء على العمليات الأسهل، للتكيّف مع طلبات الأسواق في المستقبل.
ويشير التقرير إلى أن خدمات دورة حياة المنتج ودعم العملاء، ستساعد على توسيع نطاق عملياتهم لتحقيق أهدافهم من حيث الكفاءة والتكلفة المتوافقة مع اتّجاهات تعافي الأسواق.
ومع استمرار تأثير الجائحة على قطاع الطيران، اتّخذت بوينغ الإجراءات اللازمة لإعادة هيكلة عملياتها، في مواكبة أوضاع الأسواق الجديدة لتصبح أكثر مرونة على المدى الطويل. ويشمل تحوّل أعمالها هذا كلّ جزء من أجزاء عملياتها، بما فيها البُنية التحتيّة والنفقات العامّة والتنظيم ومحفظتها التجارية والاستثمارات وجودة سلسلة التوريد والتميُّز التشغيلي.
توقّعات الأسواق التجارية
وفق تقرير توقّعات الأسواق التجارية، لعام 2020، التي أطلقته بوينغ أيضًا، اليوم، -وهي عبارة عن توقّعات سنوية للعشرين عاماً القادمة، حول أحوال أسواق الطائرات التجارية وخدماتها-، والذي كشف عن زيادة في حصّة عمليات التسليم التي تحلّ محلّ طائرات الركّاب القديمة، والتي يجري إيقافها عن العمل ضمن دورة استبدال متسارعة، وخاصّةً في العقد الأوّل.
وقال دارِن هولست، نائب رئيس التسويق التجاري لدى شركة بوينغ: "يواجه قطاع الطيران التجاري تحدّيات تاريخية، هذا العام، ممّا أثّر بشكل كبير في حجم الطلب على الطائرات وخدماتها على المدى القريب والمتوسّط. ومع ذلك، فقد أثبت التاريخ مرارًا وتكرارًا أن قطاع السفر الجوّي يمتاز بمرونة كبيرة".
وأضاف: "سيسهم الاضطراب الحالي بتوجيه إستراتيجيات أسطول شركات الطيران في المستقبل، من خلال مسيرة شركات الطيران، التي تقوم على بناء الأساطيل والشبكات وابتكار نماذج الأعمال متعدّدة الاستخدامات التي توفّر أكبر قدر من المرونة والكفاءة بأقلّ نسبة خطر على النموّ المستدام".
توقّعات السوق التجارية
يُتوقّع أن يزداد نموّ حركة سفر الركّاب بمعدّل 4% سنويًا على مدى العشرين سنة القادمة.
ويُتوقّع أن يصل حجم الأسطول التجاري العالمي إلى 48.400 طائرة، بحلول عام 2039، مقارنةً بـ25.900 طائرة حاليًا. وستستمرّ قارّة آسيا، خلال هذه الفترة، بزيادة حصّتها من الأسطول العالمي، حيث ستستحوذ على ما يقارب 40% من حجم الأسطول، مقارنةً بحصّتها التي تبلغ، اليوم، 30%.
وستستمرّ الطائرات ذات البدن الضيّق (الممرّ الواحد) مثل طائرة 737 MAX بسيطرتها على الحصّة الأكبر في الأسواق، حيث من المتوقّع أن تطلب شركات الطيران نحو 32,270 طائرة جديدة، خلال السنوات العشرين القادمة. وسوف يتعافى الطلب على الطائرات ذات البدن الضيّق قريبًا، نظرًا لدورها الأساس في تسيير رحلات المسافات القصيرة، والأسواق المحلّية، بالإضافة إلى تفضيل الركّاب لخدمات النقل المباشرة.
تتوقّع بوينغ أن يصل حجم الطلب على الطائرات ذات البدن العريض إلى 7480 طائرة ركّاب جديدة، بحلول عام 2039. وسيتأثّر الطلب على تلك الطائرات بسبب التعافي البطيء في أسواق رحلات المسافات الطويلة، والتي تعدّ مرحلة طبيعية بعد التحدّيات التي يواجهها السفر الجوّي حاليًا، إضافةً إلى الشكوك التي تدور حول تأثير انتشار جائحة كوفيد-19 على السفر حول العالم.
يُتوقّع أن ينمو الطلب على الشحن الجوّي -وهي مرحلة إيجابية نسبيًا- خلال عام 2020، بنسبة 4% سنويًا، ممّا سيولّد طلبًا إضافيًا على 930 طائرة شحن جديدة ذات البدن العريض، و1500 طائرة شحن مُحوّلة من الطراز التجاري، خلال الفترة المتوقّعة.
أضاف التقرير، أن أسطول الطائرات العالمي سيستمرّ في توليد الطلب على خدمات الطيران، بما في ذلك قطع الغيار وسلسلة التوريد والخدمات الهندسية والتعديلات والصيانة والتدريب والخدمات المهنية والحلول والتحليلات الرقمية. وتُقدّر قيمة أسواق الخدمات التجارية في هذا المجال بـ1.6 تريليون دولار، و1.4 تريليون دولار للخدمات الحكومية.
ولا تزال الحاجة للطيّارين التجاريّين وفنيّي الصيانة وأطقم الطائرة، على المدى الطويل، قويّة في جميع أنحاء العالم. وتشير توقّعات بوينغ للطيّارين والتقنيّين، لعام 2020، إلى أن قطاع الطيران المدني سيحتاج إلى ما يقرب من 2.4 مليون موظّف طيران جديد، من الآن وحتّى عام 2039.