أرامكو تصدّر أول شحنة من الأمونيا الزرقاء إلى اليابان
لاستخدامها في توليد الطاقة الخالية من الكربون
نجحت شركة أرامكو السعوديّة، في إنتاج وتصدير أوّل شحنة من الأمونيا الزرقاء إلى اليابان.
وقالت أرامكو في بيان صحفي، اليوم الأحد، عبر موقعها الإلكتروني: إن الكمّية التي جرى تصديرها بلغت "40 طنًّا من الأمونيا الزرقاء عالية الجودة، لاستخدامها في توليد الطاقة الخالية من الكربون".
يأتي هذا الإعلان وسط توقّعات متزايدة للدور الذي سيلعبه الهيدروجين في نظام الطاقة العالمي، إذ يمكن للأمونيا -وهي مركّب يتكوّن من ثلاث ذرّات من الهيدروجين وذرّة واحدة من النيتروجين- أن تُسهم في مواجهة تحدّيات ارتفاع الطلب العالمي على الطاقة بطريقة موثوقة ومستدامة، وأسعار معقولة.
تحتوي الأمونيا على 18% من الهيدروجين، من حيث الوزن، وهي مادّة كيميائية يجري تداولها على نطاق واسع، على المستوى العالمي. وهي لا تطلق انبعاثات ثاني أكسيد الكربون عند احتراقها في محطّة الطاقة الحراريّة، ولديها القدرة على تقديم مساهمة كبيرة في مستقبل الطاقة النظيفة والآمنة وبأسعار معقولة.
- “رؤية 2030 السعوديّة” تطلّ على العالم بأكبر مصنع هيدروجين
- “نيوم” السعوديّة تدخل قطاع الهيدروجين العالمي
أوضح بيان أرامكو، أن "شبكة إمدادات الأمونيا الزرقاء السعوديّة - اليابانية، تمتدّ عبر سلسلة القيمة الكاملة، ويشمل ذلك تحويل المواد الهيدروكربونية إلى هيدروجين، ثمّ إلى أمونيا، وفي الوقت نفسه، احتجاز انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المصاحبة".
وأشارت إلى مواجهة التحدّيات المرتبطة بشحن الأمونيا الزرقاء إلى اليابان، لاستخدامها في محطّات توليد الطاقة، حيث احتُجِز 30 طنًا من ثاني أكسيد الكربون العملية المخصّصة للاستخدام في إنتاج الميثانول في منشأة ابن سينا التابعة لشركة سابك، واستُخدِم 20 طنًا آخر من ثاني أكسيد الكربون المحتجز لتحسين عملية استخراج النفط (EOR) في حقل العثمانية.
إنجاز نحو الكربون الدائري
يسلّط هذا الإنجاز الضوء على أحد المسارات العديدة، ضمن مفهوم اقتصاد الكربون الدائري (CCE)، وهو إطار يحصل فيه تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وإزالتها وإعادة تدويرها، وإعادة استخدامها - بدلًا من إطلاقها في الغلاف الجوّي.
وقال كبير الإداريّين التقنيّين في أرامكو، أحمد الخويطر، وفق البيان: "من المتوقّع أن يزداد استخدام الهيدروجين في نظام الطاقة العالمي، وتمثّل هذه الشحنة الأولى على مستوى العالم فرصة مهمّة لأرامكو السعوديّة، لعرض إمكانات الموادّ الهيدروكربونية بصفتها مصدرًا موثوق للهيدروجين والأمونيا منخفضة الكربون.. كما إن هذا الإنجاز يسلّط الضوء على الشراكة الناجحة بين السعودية واليابان".
وتابع: "لا شكّ في أن مثل هذه الشراكات الدولية تُعدّ أساسية في تحقيق اقتصاد الكربون الدائري، الذي تدعمه المملكة خلال رئاستها الحاليّة لمجموعة قمّة العشرين".
وأضاف أن أرامكو "تعمل مع شركاء مختلفين من جميع أنحاء العالم، في إيجاد حلول من خلال نشر تقنيات متطوّرة لإنتاج طاقة منخفضة الكربون لمواجهة التحدّي المناخي العالمي".
- “السيّارات الهيدروجينية”.. هل تتخطّى الحواجز أمام انتشارها عالميًا؟
- مانويل كون يكتب لـ”الطاقة”: الهيدروجين الأخضر.. البيئة لا تكترث بانخفاض أسعار النفط
من جهته، قال رئيس مجلس الإدارة، الرئيس التنفيذي لمعهد اقتصاديات الطاقة الياباني، ماساكازو تويودا: “تُعدّ الأمونيا الزرقاء مهمّة للغاية لطموحات اليابان، فيما يتعلّق بخفض الانبعاثات الكربونية، بهدف المحافظة على التوازن بين البيئة والاقتصاد".
وأضاف: "يمكن توليد قرابة 10% من الطاقة في اليابان، بوساطة 30 مليون طنّ من الأمونيا الزرقاء، لذلك بإمكاننا أن نبدأ بإطلاق هذه المادّة على نحو مشترك في محطات الطاقة الحاليّة، ثمّ ننتقل في النهاية إلى الحرق الأحادي بنسبة 100% من الأمونيا الزرقاء".
وأوضح أن هناك دولًا، مثل اليابان، لا يمكنها بالضرورة الاستفادة من احتجاز الكربون واستغلاله وتخزينه أو عملية استعادة النفط بسبب ظروفها الجيولوجية، ولكن سيساعد غاز الأمونيا / الهيدروجين الأزرق الكربوني المحايد في التغلّب على هذا العائق.
بدوره، قال نائب الرئيس لكفاءة الطاقة وإدارة الكربون في شركة سابك السعودية، الدكتور فهد الشريهي، وفق البيان: "يمكننا الاستفادة اقتصاديًا من بُنيتنا التحتيّة الحاليّة لإنتاج الهيدروجين والأمونيا من خلال احتجاز ثاني أكسيد الكربون، وستؤدّي تجربتنا في سلسلة الإمداد الكاملة جنبًا إلى جنب مع مرافق البتروكيميائيات المتكاملة، دورًا مهمًّا في توفير الأمونيا الزرقاء للعالم".
وتُشرف شركتا سابك وميتسوبيشي، الممثّلة في فريق الدراسة التابع لمعهد اقتصاديات الطاقة الياباني، على عملية النقل اللوجستي، بالشراكة مع كلٍّ من: JGC كوربوريشن، ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة - الهندسية، وميتسوبيشي لبناء السفن، وشركة UBE للصناعات.