التقاريرتقارير منوعةرئيسيةسلايدر الرئيسيةمنوعات

نشطاء بيئة يقتحمون منجم فحم غرب ألمانيا

يرفضون سياسة التخلّي التدريجي عنه

حازم العمدة

تنديدًا باستمرار استخراج واستخدام الوقود الأحفوري من قبل أكبر اقتصاد في أوروبّا، نظّم مئات النشطاء المناهضين للفحم احتجاجات داخل وحول منجم في غرب ألمانيا، السبت.

يعارض نشطاء البيئة قرار الحكومة الألمانيّة بالسماح باستخراج الفحم وحرقه في البلاد، حتّى عام 2038، وهو الموعد النهائي الذي يقول النشطاء، حينه سيكون قد فات الأوان للتصدّي بفاعلية لتغيّر المناخ.

كما يحتجّ النشطاء على التدمير المقرّر لعدد من القرى لإفساح المجال لتوسيع منجم قطاع غارتسفيلر غرب كولونيا.

شوهد بعض المتظاهرين وهم يخترقون خطوط الشرطة في وقت مبكّر، السبت، قبل أن تعتقلهم قوّات الأمن.

وقالت شركة (آر دبليو إي) التي تدير المنجم، إن بعض المحتجّين دخلوا أيضًا إلى منشآت تخزين الفحم.

كان منجم غارتسفيلر ومحطّات الطاقة المجاورة محور الاحتجاجات، لعدّة سنوات.

ويقول دعاة حماية البيئة، إنّها من بين أكبر مصادر التلوّث الضارّ وانبعاثات الغازات المسبّبة لظاهرة الاحتباس الحراري في أوروبّا.

رسالة ميركل

في رسالتها الأسبوعية المصوّرة، دعت المستشارة الألمانيّة أنغيلا ميركل، السبت، إلى التنمية المستدامة، بما في ذلك مواجهة خطر الاحتباس الحراري.

وأشارت ميركل إلى زيادة إنتاج الطاقة المتجدّدة في البلاد، مثالًا على الإجراءات التي اتُّخِذت، بيد أنّها لم تذكر مناجم الفحم.

يـأتي ذلك بعد أسابيع قليلة من تظاهر عدد من النشطاء في ألمانيا، مطالبين الحكومة بالعمل على تسريع وتيرة التخلّي عن الفحم في عملية توليد الطاقة، ووضع حدّ للاستثمار في إنتاج الفحم.

واحتل المتظاهرون، وقتها، محطّتين لتوليد الطاقة في العاصمة برلين، ومدينة مانهايم، وعطّلوا العمل فيهما، واعتلوا أبراج المحطّة في “موابيت” ببرلين، رافعين لافتة مُدوّن عليها عبارة "من يقم بإجلائنا، فهو من مؤيّدي طاقة الفحم".

وأُقيمت المحطّة الحراريّة في موابيت، عام 1900، حيث يجري فيها حرق الفحم الحجري لاستخراج الطاقة، كما بدأ فيها أيضًا حرق الكتلة الحيويّة، منذ عام 2013، وتتولّى شركة “فاتنفال” للطاقة إدارة المحطّة.

كما تمكّن بضعة أشخاص من اقتحام موقع محطّة لتوليد الطاقة بالفحم الحجري في مدينة مانهايم، حيث صعدوا إلى سطح موقع للإمداد بالفحم، الأمر الذي أدّى إلى تعطيل حركة العمل.

وكان ناشطون قد انتقدوا قبل ذلك تشغيل مفاعل المحطّة -التي وصفوها بأنّها قاتلة للمناخ- فيما اقتحم قرابة 100 شخص ساحة المحطّة قبل عام، ومنعوا الدخول إليها، وأوقفوا حركة نقل الفحم.

وتشترك 3 شركات للطاقة في إدارة المحطّة، هي “آر دبليو إي”، “إي إن بي دبليو”، و”إم في في”، وكان المفاعل الذي تبلغ تكلفته 1.2 مليار يورو، قد دخل إلى شبكة الإمداد بالكهرباء، عام 2015، وتبلغ طاقته الإنتاجية نحو 2150 ميغاواط.

توقّف تدريجي

بعد موافقة البرلمان الألماني (بوندستاج) في يوليو/تمّوز، وافق مجلس الولايات الألماني (بوندسرات) على التشريعات الرئيسية المنظّمة للتوقّف التدريجي عن استخدام طاقة الفحم في ألمانيا، بحلول عام 2038، بما في ذلك رصد مليارات اليورو مساعدات للمناطق المتضرّرة من خطّة الإصلاح.

وتعتمد ألمانيا بشكل كبير على الفحم في تغطية قرابة ثلث احتياجات البلاد من الطاقة. وبالمقارنة، تعتمد فرنسا المجاورة على الفحم في تغطية قرابة 3% فقط من احتياجات البلاد من الطاقة، وفقًا لوزارة الاقتصاد الألمانيّة.

وستتلقّى المناطق التي يعتمد اقتصاداتها على صناعة الفحم 40 مليار يورو (45 مليار دولار)، في شكل مساعدات حكومية بموجب خطط لدعمها من خلال الإصلاح الشامل.

وفي مواجهة التغيّر المناخي، وافقت حكومات دول الاتّحاد الأوروبّي على تخصيص 30% من ميزانية التكتّل من أجل المناخ، بزيادة 10% على مخصّصات الإنفاق في ميزانيّة (2014 – 2020).

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق