التفاؤل يغلب في معرض بكين الدولي للسيّارات
"بي إم دبليو" تتوقّع نموًّا قويًّا.. ورئيس نيسان متفائل بعودة الربح
شهد معرض بكين الدولي للسيّارات، اليوم السبت، كثافة ملحوظة من الجمهور، كونه أوّل حدث في القطاع خلال العام الجاري، في إطار احتياطات تتعلّق بفيروس كورونا.
وتسعى شركات صناعة السيّارات إلى جذب الزبائن مجدّدًا، رغم أزمة فيروس كورونا المستجدّ. وافتُتح المعرض المؤجّل خمسة أشهر بسبب جائحة كوفيد-19، والذي يستمرّ عشرة أيّام، فيما احتوت الصين -إلى حدّ كبير- انتشار الفيروس. إلّا أن معظم مسؤولي الشركات الأجنبية المصنّعة اضطرّوا إلى عرض النماذج الجديدة من سيّاراتهم افتراضيًّا، نظرًا إلى القيود المفروضة على السفر بين الدول، لكنّ ذلك لم يمنع جمهورًا كبيرًا -وضع أفراده الكمّامات الإلزامية- من الإقبال على حضور العروض الميدانية للسيّارات الجديدة.
ضمّ المعرض نحو 800 سيّارة، بينها 82 تُعرَض للمرّة الأولى عالميًا، فيما يتسابق صانعو السيّارات على حصص السوق، ويتنافسون على إحياء اهتمام المستهلكين في قطاع بدأت أزمته قبل الجائحة.
السوق الصينية بصيص أمل
في ظلّ التراجع العالمي لقطاع صناعة السيّارات بسبب أزمة جائحة كورونا، أصبحت السوق الصينية بصيص أمل لشركة "بي إم دبليو" الألمانيّة. وقال رئيس فرع الشركة في الصين، يوخن جولر، اليوم السبت، في مستهلّ المعرض: "أرى نموًّا قويًّا للغاية، بحلول نهاية العام".
وعقب انخفاض المبيعات في الصين بسبب تفشّي فيروس كورونا، في وقت سابق العام الجاري، يهدف جولر إلى تحقيق نسبة نموّ في خانة الآحاد، بالنسبة للعام بأكمله.
وبغضّ النظر عن الشكوك جراء الجائحة، وإزاء تطوّر الاقتصاد العالمي، يعتقد جولر أن النموّ في الصين سيستمرّ أيضًا خلال العام المقبل، وقال: "هدفنا دائمًا هو النموّ بشكل أسرع من السوق المتميّزة"، موضّحًا أنّه مع النّمو في الصين، ارتفعت أيضًا حصّة السوق الصينية من المبيعات العالمية لـ"بي إم دبليو"، إلى ما يقرب من 30%.
ورفض جولر تحذيرات من الاعتماد بصورة كبيرة على الصين، بصفتها أكبر سوق تصريف للسيّارات على مستوى العالم، وقال: "عدم النموّ في الصين ليس خيارًا"، مضيفًا أن شركته منتشرة على نطاق واسع في العالم، وتنتج أيضًا في الولايات المتّحدة، مشيرًا إلى أن السوق الأوروبّية أيضًا "أكبر بكثير" من السوق الصينية، وقال: "لدينا توازن جيّد".
وقدّمت "بي إم دبليو" طرازي "إم 3 سيدان" و"إم 4 كوبيه" الجديدين لأوّل مرّة في المعرض الصيني في بكين. كما عرضت السيّارة الكهربائية "آي 4" والسيّارة الرياضية متعدّدة الأغراض "آي إكس 3"، والتي تُنتج في الصين بدءًا من هذا الشهر.
ويرى جولر أن النموّ القوي للتنقّل الكهربائي في الصين، سببه الدعم القوي من الحكومة، والحوافز المقدّمة للعملاء، مثل تسهيل منح التصاريح والإعفاءات من حظر القيادة في المدن الكبرى، فضلًا عن الشبكة الواسعة لمحطّات الشحن، والانفتاح الكبير للعملاء الصينيّين، وقال: "احتمالية شرائهم سيّارة كهربائية أكبر بكثير".
تعاون بين أودي وفيرست أوتوموتيف ووركس
في غضون ذلك، نقلت مجلّة "أوتوموبيل فوشه" المعنيّة بصناعة السيّارات عن مصادر بشركة "فولكسفاغن إيه جي" قولها، إن وحدة "أودي" التابعة للشركة تريد الدخول في مشروع مشترك مع شركة "فيرست أوتوموتيف ووركس" في الصين، طبقًا لما ذكرته وكالة بلومبرغ للأنباء، اليوم السبت.
وتمضي المفاوضات قُدمًا بشكل جيّد، ومن المقرّر استكمالها بحلول نهاية العام، حسب المجلّة التجارية.
وتعتزم أودي امتلاك 75% من المشروع المشترك، ومازال موقع مصنع جديد للمركبات الكهربائية جزءًا من المفاوضات، حسب المجلّة.
نيسان تتوقّع عودة الربحية
توقّع الرئيس التنفيذي لشركة "نيسان موتور" للسيّارات، ماكوتو اوشيدا، أن تعود الشركة إلى الربحية، في عام 2021، إذا استمرّ الزخم الحالي، حيث يتراجع الطلب في الصين، بسبب وباء فيروس كورونا، طبقًا لما ذكرته وكالة بلومبرغ للأنباء، السبت.
وتتوقّع الشركة، التي سجّلت، في مايو/أيّار الماضي، أوّل خسارة لها في العام المالي، منذ عقد من الزمن، والأكبر منذ 20 عامًا، انتعاشًا قويًّا في السوق الصينية، بحلول نهاية العام، وتعتزم توسيع وجودها هناك، طبقًا لما ذكره أوشيدا، خلال مؤتمر صحفي في المعرض.
وبرزت الصين بصفتها سوقًا حاسمة لثاني أكبر شركة سيّارات في اليابان، من حيث الإنتاج، حيث تكافح لتحقيق انتعاش بعد فضيحة بمجلس الإدارة تحيط بالرئيس السابق للشركة، كارلوس غصن، وتراجع للمبيعات يهدّد تحالفها مع شركة "رينو إس إيه".
وبفضل شراكتها الإستراتيجية مع مجموعة "دونجفينج" للسيّارات، التي أقيمت عام 2003، فإن نيسان واحدة من أكبر شركات سيّارات الركّاب اليابانية في أكبر اقتصاد في آسيا.
وقال شوهي يامازاكي، رئيس شركة "دونجفينج" للسيّارات، بينما تواجه أسواق السيّارات الأخرى في مختلف أنحاء العالم حالة من عدم اليقين، فإن الصين تحقّق انتعاشًا بشكل جيّد.
مؤشّرات على تعافي القطاع
أظهر قطاع صناعة السيّارات الصيني مؤشّرات إلى استعادة عافيته، بعد انهيار مبيعات السيّارات الفردية، بنحو 80%، في فبراير/شباط الماضي، عندما اضطرّ المستهلكون إلى ملازمة بيوتهم، وتوقّفت عجلة الاقتصاد بسبب الجائحة.
وتحرّكت المبيعات صعودًا، مجدّدًا، بعد فصل أوّل صعب جدًّا، وارتفعت بنسبة 8%، الشهر الماضي، بحسب الاتّحاد الصيني لمصنّعي السيّارات.
ومن المتوقّع أن تبلغ نسبة انخفاض مبيعات السيّارات عالميًا، هذه السنة، 20%. لكن وكالة "ستاندرد أند بورز" العالمية للتصنيف، رجّحت أن تكون الصين الوحيدة التي ستستعيد، في السنتين المقبلتين، مستويات المبيعات المحقّقة، عام 2019.