أستراليا ترفض الالتزام بالوصول للحياد الكربوني في 2050 (فيديو)
رغم تأكيد رئيس وزرائها أن الهدف المناخي قابل للتحقيق
رفض رئيس الوزراء الأسترالي، سكوت موريسون، إعلان الالتزام بوصول بلاده إلى الحياد الكربوني، بحلول 2050، كما فعلت الكثير من الدول الأوروبّية، على الرغم من تأكيده أن الأمر قابل للتحقّق.
ويعني الحياد المناخي أن يكون صافي الانبعاثات صفرًا، أو أن أيّ انبعاثات ناجمة عن حرق الوقود الأحفوري تقابلها إجراءات، مثل زراعة الأشجار التي تمتصّ ثاني أكسيد الكربون.
وقبيل إصدار الحكومة الفيدرالية في أستراليا، هذا الأسبوع، خريطة طريق تكنولوجية لقطاع الطاقة، طال انتظارها، أوضح "موريسون" أن الحياد الكربوني سيتحقّق، في النصف الثاني من هذا القرن، وذلك خلال استضافته في برنامج إنسايدرز، الذي تبثّه قناة، أيه بي سي، الأستراليّة.
لكن عندما ضغط عليه مقدّم البرنامج، ديفيد سبيرز، فيما يتعلّق بالتزام الحكومة بهدف الحياد الكربوني، عام 2050، قال موريسون: إنّه "أكثر التزامًا بالاستثمار في التكنولوجيا".
وأردف: "أنا أكثر اهتمامًا بالأفعال.. أعرف أن الناس يركّزون بشدّة على السياسات المتعلّقة بتلك الالتزامات، لكن ما أركّز عليه هو التكنولوجيا التي توفّر انبعاثات أقلّ وتكلفة أقلّ والمزيد من الوظائف.. هذا ما يهمّ الناس في الواقع، ويغيّر حياتهم، وهو ما سنعمل على إنجازه".
واعتمدت أكثر من 70 دولة، هدف الوصول إلى الحياد الكربوني، في عام 2050، وبشكل منفرد، وقّعت الولايات الأستراليّة كافّةً، على الالتزام بالحياد الكربوني، إمّا هدفًا، أو غاية.
كما تعهّد زعيم حزب العمال أنطوني ألبانيز، بالوفاء بهدف الوصول إلى الحياد الكربوني، بحلول عام 2050، لكنّه لم يوضّح بعد الطريقة التي ستُتَّبَع لتحقيق تلك الخطوة.
ومن الناحية الفيدرالية، ظلّ التحالف الحاكم في استراليا منقسمًا، منذ فترة طويلة، حول تغيّر المناخ وسياسة الطاقة، حيث عارض بعض أعضاء مجلس النوّاب التابعين للتحالف، بشدّة، أيّ هدف مناخي، في عام 2050.
وسبق أن أعلن التحالف أنّه لن يوافق على التزام بالوصول إلى الحياد الكربوني، دون معرفة التكاليف اللازمة لتحقيق ذلك.
والأسبوع الماضي، أكّد التحالف أنه سيوسّع نطاق إنشاء الهيئات الحكومية، للاستثمار في مصادر الطاقة المتجدّدة، من خلال السماح لها بتمويل التكنولوجيا الجديدة منخفضة الانبعاثات.
وفى هذا الإطار، قال موريسون، إن السياسة المذكورة ستساعد الحكومة في تحقيق هدف الحياد الكربوني، دون أن تكون مكلّفة بذلك، على وجه التحديد.
وأضاف: "سياستنا تتمثّل في تحقيق الحياد الكربوني، في النصف الثاني من هذا القرن، وسوف نحقّق ذلك بالتأكيد، ولهذا السبب كانت إعلانات هذا الأسبوع مهمّة جدًّا، لأنّها كانت تتعلّق بالتكنولوجيا التي نحتاج إلى الاستثمار فيها الآن، ما سيجعلها واقعية، لا سيّما في الجانب الاخر من عام 2030، واعتقد أنّه حتّى نوع الهدف الذي تحدّثت عنه، يصبح من الممكن تحقيقه"
وتابع موريسون: "أنا مهتمّ بالقيام بالأشياء التي تجعل الحياد الكربوني يحدث، وأعتقد أنّه قابل للتحقيق بشكل كبير".
من جانبه، علّق زعيم حزب العمّال، أنطوني ألبانيز، على تصريحات رئيس الوزراء، قائلًا: "إن التحالف لا يزال يكافح من أجل تسوية سياسة الطاقة، وهو يرسل بذلك إشارة خاطئة إلى المستثمرين".
وأضاف أن المشكلة في موقف رئيس الوزراء، أنّه يخلق حالة من عدم اليقين على نطاق واسع، تؤدّي إلى تثبيط همّة المستثمرين، متابعًا: "تقول الحكومة، إنّه سيكون هناك خريطة طريق – لكن لأيّ وجهة؟ هم لا يعرفون".
وأوضح زعيم حزب العمّال أن "خارطة الطريق دون وجهة، هي طريق إلى اللامكان".
وتواجه حكومة موريسون انتقادات داخلية بالتشبّث بتبنّي رؤية مستقبلية بعيدة عن الاعتماد على الطاقة المتجدّدة، في الوقت ذاته، تقدّم دعمًا ضخمًا للنفط والغاز، بينما لن تكون البلاد في حاجة إليهما في المستقبل، وفق وجهة نظر المعارضين.