حركة المرور في 35 مدينة عالمية تحمل أنباء سارة لأسواق النفط
بكين ولندن وباريس تشهد أعلى كثافات مرورية منذ مارس/آذار الماضي
تشير بيانات شركة الخرائط والملاحة الرقمية الهولندية "توم توم"، إلى تعافٍ قريب في الطلب على البنزين؛ بسبب تزايد الكثافات المرورية في عديد من المدن العالمية، والتي عادت للظهور في ساعات الذروة في أوروبا وآسيا، مع توجه العاملين إلى مكاتبهم في سياراتهم الخاصة، وتوجه الطلاب إلى مقاعد الدراسة.
يأتي ذلك في الوقت الذي تعاني فيه أسواق النفط انخفاض معدلات الطلب على الوقود من جراء تداعيات جائحة كورونا.
لندن .. كثافات مرورية الأعلى في 6 أشهر
سجلت العاصمة البريطانية لندن، أمس الأول الأربعاء، كثافات مرورية هي الأعلى في أكثر من 6 أشهر، مع معدلات ازدحام وصلت إلى 8% أعلى من متوسط مستوى عام 2019، وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء بلومبرغ استناداً إلى بيانات شركة الخرائط والملاحة الرقمية الهولندية "توم توم".
وأشارت وكالة "بلومبرغ" للأنباء إلى أن الزيادة في حركة تنقل الأفراد تعني بعض الدعم لأسواق النفط؛ فقد تسببت المخاوف بشأن ضعف الطلب إلى تراجع أسعار خام برنت، القياسي العالمي، إلى أدنى مستوى في شهرين دون 40 دولاراً للبرميل هذا الأسبوع.
وتجاوزت الحركة المرورية في لندن هذا الأسبوع متوسط الحركة المسجل لعام 2019، ما يمثل أول زيادة على أساس سنوي منذ بداية الجائحة.
وتزامنت الزيادة مع بدء السنة الدراسية وقيام العديد من الشركات بتقديم حوافز نقدية لموظفيها لاستخدام سياراتهم أو سيارات الأجرة الخاصة للتوجه للعمل، بدلاً من استخدام وسائل النقل العامة.
وفي الحي المالي بلندن، يتم نقل الموظفين لدى بعض كبار أرباب الأعمال بالسيارات إلى أماكن العمل. ووفقا لمصادر مطلعة، رفضت ذكر أسمائها، فإن سيتي جروب وبنك أوف أمريكا تدفعان لسيارات الأجرة لنقل بعض موظفيهما لمكاتبهما في لندن.
ومع قيام الشركات بتقديم حوافز للموظفين لاستخدام سياراتهم الخاصة أو استقلال سيارات أجرة، زاد الزحام، خاصة خلال ساعة الذروة الصباحية التي تتزامن مع دخول المدارس.
باريس.. الازدحام المرورى الأول منذ مارس
في باريس، كان يوم أمس الأول الأربعاء هو الأكثر من حيث الازدحام المروري منذ أوائل مارس/آذار، فيما شهدت فيينا وزيورخ وموسكو وبرلين مستويات حركة مرور قوية.
بكين تعود لمستويات يناير
وفقاً لبيانات توم توم، فقد شهدت بكين خلال الأيام الماضية الحركة المرورية الأكثر كثافة منذ أواخر يناير/كانون الثاني.
وتقول أمريتا سين، كبيرة محللي النفط في شركة "إنرجي أسبيكتس" للاستشارات: "بينما يدفع الركاب في دول مثل الصين والهند الطلب على البنزين للارتفاع فوق مستويات العام الماضي من خلال البدء في التحرك على الطرقات والابتعاد عن المواصلات العامة، فإن هذا يأتي على عكس ما هو عليه الوضع في الولايات المتحدة".
الصورة مختلفة في الأميركيتين
ورغم ذلك، فإن الصورة مختلفة في الأميركيتين، فقد ظلت معدلات الحركة المرورية في ساعة الذروة منخفضة، مع مطالبة مزيد من الشركات موظفيها بالاستمرار في العمل من المنزل، وإعادة فتح عدد أقل من المدارس.
وفي ظل الحصة الضخمة التي تمثلها الولايات المتحدة في سوق البنزين العالمية، حيث تمثل أكثر من ثلاثة أضعاف استهلاك ثاني أكبر مستهلك في العالم وهو الصين، فإن الطلب العالمي على الوقود مايزال ضعيفاً.
ويشكك العديد من الموردين في استدامة الزيادة في حركة السيارات، مع تزايد حالات الإصابة بفيروس كورونا في دول من بينها المملكة المتحدة وفرنسا. كما حذرت المدارس من أنها قد تضطر إلى تعليق الدراسة مرة أخرى إذا ما ارتفعت معدلات الإصابة.
وحتى في أوروبا، هناك بعض المدن التي لم تلحق بالركب، فشوارع مدريد وروما ماتزال أقل ازدحاماً بنسبة 40% عن المعتاد.
حركة المرور الأعلى من مستوى مارس/آذار
ووفقا لحسابات بلومبرغ، التي أعدتها بناء على بيانات "توم توم"، فإن التكدسات المرورية في المدن الكبرى في أوروبا وآسيا، والتي تعكس عدد المركبات في الشوارع، هي -حالياً- أقل بنحو 15% عن مستوياتها قبل عام، كما أنها الأعلى منذ آذار/مارس.
ومع ذلك، فإن الازدحام في الولايات المتحدة وكندا وأميركا اللاتينية مايزال أقل بنحو 50% من مستويات عام 2019. وتستند البيانات إلى تحليل الحركة المرورية في 35 مدينة رئيسية.