تركيا تسعى للحصول على شروط أفضل لتجديد عقود توريد الغاز
تتضمّن تعاقدات "غازبروم" و"سوكار"
توقّع مسؤول في وزارة الطاقة التركية، أن يقدّم مورّدو الغاز أسعارًا أكثر تنافسًا ومرونة إذا أرادوا تجديد عقود طويلة الأجل، يبلغ مجموعها 16 مليار متر مكعّب سنويًا - في تصريحات نقلتها وكالة رويترز-.
وينتهي أكثر من ربع عقود الغاز التركيّة طويلة الأجل، العام المقبل، بما في ذلك الواردات عبر خطّ الأنابيب من غازبروم الروسيّة، وشركة سوكار الأذربيجانية، وعقد صفقة للغاز الطبيعي المسال مع نيجيريا.
وأضاف مسؤول الوزارة، أن المنافسة من الغاز الطبيعي المسال الأميركي الرخيص، واحتمال بدء تركيا إنتاج الغاز في البحر الأسود، غيّرا ديناميكيات السوق.
وقال، إن عقود الغاز القديمة -التي غالبًا ما تُربَط بأسعار النفط، وتلزم المشترين بالعقوبات إذا لم يشتروا حصّتهم كاملة- لم تعد تتناسب مع واقع السوق، وينبغي تحديد الأسعار عكس تلك الموجودة في مراكز الغاز الرئيسة.
مناقشات للوصول إلى أفضل قرار
أضاف المسؤول: "لقد بدأنا مناقشة ما إذا كنا سنجد إمدادات بديلة، ويعتمد القرار على ما إذا كان المورّدون يتّبعون نفس العادات القديمة دون مرونة، ولا عروض أسعار تنافسية للغاية.. في هذه الحالة، لا أعتقد أنّنا سوف نرى استمرار العقود القائمة".
وتعتمد تركيا على الواردات لتلبية احتياجاتها من النفط والغاز، وفي النصف الأوّل من هذا العام، تراجعت الواردات من روسيا وإيران، في حين زادت الإمدادات من أذربيجان، وارتفعت مشتريات الغاز الأميركي بشكل حادّ.
وقال المسؤول، إن الولايات المتّحدة أصبحت فجأة ثاني أكبر مورّد للسوق التركيّة، في النصف الأول من عام 2020، والسبب الرئيس أنّها كانت تنافسية للغاية.
- صراع إقليمي للسيطرة على غاز شرق المتوسّط.. وتحالف رباعي في مواجهة تركيا
-
تركيا تتوقّع انخفاضًا كبيرًا في واردات الغاز بعد اكتشاف البحر الأسود
في حين أن استهلاك الغاز في تركيا من المرجّح أن يزداد، على الرغم من السعي إلى الطاقة المتجدّدة والبدائل، مثل الطاقة النووية، فإن اكتشاف حقل غاز رئيس في البحر الأسود، الشهر الماضي، يفتح الطريق أمام الإنتاج المحلّي.
وتقول تركيا، إن الحقل يحتوي على 320 مليار متر مكعّب من الغاز القابل للاسترداد.
وأكّد وزير الطاقة، فاتح دونميز، في أغسطس/آب المنصرم، أن البيانات تشير إلى العثور على المزيد، مع استمرار الحفر بشكل أعمق تحت قاع البحر.
وقال المسؤول: "على الأرجح، هناك احتمال صعودي، ونأمل أن نعلن ذلك قريبًا، والجدول الزمني سيكون في أكتوبر تشرين الأوّل، لأنّنا نحاول تحليل منطقتين احتياطيتين إضافيتين محتملتين، تحت المستوى الحالي".
وقال الرئيس التركي طيب أردوغان، في أغسطس/آب: إن تركيا ستبدأ ضخّ الغاز من اكتشاف البحر الأسود، بحلول عام 2023، - وهو موعد رمزي بمناسبة الذكرى المئويّة للجمهورية التركيّة - لكن المسؤول قال، إن الإنتاج الكامل سيستغرق وقتًا أطول لا يقلّ عن سنتين، أو ثلاث سنوات إضافية."
وفي حين أن هذا الجدول الزمني طموح لحقل غاز بحري، يقع تحت 2000 متر من المياه، قال المسؤول: إن مصر جلبت الغاز إلى المصبّ من حقل زهر المتوسّط بسرعة مماثلة.
وأكّد أن نوعيّة الغاز من حقل سكاريا في البحر الأسود، جيّدة، ما يعني أنّه لا حاجة لاستثمارات ضخمة في معالجة الغاز، وأن "سكاريا" تقع على بعد 170 كلم -فقط- من خطّ أنابيب قائم على طول ساحل البحر الأسود.