مخاوف من كارثة بيئية بعد حريق في ناقلة نفط قبالة سريلانكا
السفينة كانت تنقل مليوني طن نفط من الكويت إلى الهند
حازم العمدة
بعد نجاحهم في احتواء الحريق في عملية استمرّت 36 ساعة، أعلن رجال إنقاذ أن ناقلة نفط تعرضت لحريق ابتعدت عن الساحل السريلانكي ودخلت المياه العميقة اليوم السبت.
يأتي ذلك وسط مخاوف من حدوث كارثة بيئية مروعة في حالة تسرب النفط من الناقلة، وبعد نحو أسبوعين من انشطار الناقلة اليابانية إم في واكاشيو التي ارتطمت أواخر يوليو/تموز بشعاب مرجانية في موريشيوس، وتسرب ألف طن نفط، فيما وصفها علماء بأنها أسوأ كارثة بيئة تشهدها الجزيرة الواقعة في المحيط الهندي.
ومنذ إصدار رسالة استغاثة صباح الخميس، انجرفت الناقلة (نيو دايموند) المسجلة في بنما، والتي تحمل نحو مليوني طن، بشكل خطير على بعد حوالي 20 ميلاً بحريًا (37 كيلومترًا)، حسبما صرح المتحدث باسم البحرية الكابتن إنديكا دي سيلفا للأسوشيتدبرس.
وكانت السفينة تنقل النفط الخام من ميناء الأحمدي في الكويت إلى ميناء باراديب الهندي، حيث توجد مصفاة لمؤسسة النفط الهندية المملوكة للدولة.
وتضم الناقلة طاقماً مكوناً من 23 فرداً، 18 فلبينيًا وخمسة يونانيين. وبينما قتل اثنان فلبينيان في بداية الحادث، فإنه لم يصب 21 من أفراد طاقم الناقلة مع اشتعال النيران.
وقال خفر السواحل الهندية والبحرية السريلانكية، إنه جرى سحب السفينة -التي يبلغ ارتفاعها 330 متراً- خلال الليل إلى مياه أعمق على بعد حوالي 60 كيلومتراً (37 ميلاً) من الساحل، حسبما أفادت وكالة الأنباء الفرنسية.
وبعد جهد مشترك بين البلدين لاحتواء الحريق "لم ترد أنباء عن بقعة نفطية"، وفقا لما ذكره خفر السواحل الهندي.
من جانبها، قالت البحرية السريلانكية إن رجال الإنقاذ ما زالوا يرشون الرغاوي على السفينة، لكنها أعلنت السيطرة على الحريق.
وأضافت أنه لم يكن هناك خطر فوري من انكسار الناقلة بالرغم من شق بطول مترين (6.6 قدم) في الهيكل على ارتفاع 10 أمتار فوق خط الماء.
انفجار غرفة المحرك
اندلع الحريق بسبب انفجار في غرفة محرك؛ ما أسفر عن مقتل اثنين من الطاقم الفلبيني صباح الخميس أثناء مرور السفينة على سريلانكا في طريقها إلى ميناء باراديب الهندي.
وأصدرت الناقلة إشارة استغاثة على بعد 60 كيلومتراً من بلدة سانغامانكاندا بوينت الساحلية الشرقية لسريلانكا.
واستُخدمت ثلاثة زوارق قطْر -اثنتان هنديان وواحدة مستأجرة من قبل مالكي الناقلة- ليلة الجمعة لدفع السفينة إلى المياه العميقة، وسط مخاوف من حدوث كارثة بيئية في حالة تسرب النفط.
وتم نشر 16 سفينة، بما فى ذلك قاطرات متخصصة فى مكافحة الحرائق، و4 طائرات للسيطرة على الحريق بحلول ليلة الجمعة.
وقالت وكالة حماية البيئة البحرية في سريلانكا إنه يمكن اتخاذ إجراءات قانونية ضد مالكي شركة بورتو إمبوريوس للملاحة المسجلة في ليبيريا "إذا حدث الأسوأ وانهارت السفينة".
وقال مسؤولون سريلانكيون إنهم يفكرون في نقل النفط الخام من سفينة إلى أخرى قبل إنقاذ الناقلة.
وأثارت جزر المالديف، المجاورة لسريلانكا، مخاوف من أن أي تسرب نفطي من نيو دايموند يمكن أن يتسبب في أضرار بيئية خطيرة في أكثر من 1000 جزيرة مرجانية تعتمد بشكل كبير على السياحة وصيد الأسماك.
كارثة موريشيوس
والسفينة أكبر من الناقلة اليابانية إم في واكاشيو، التي تحطمت في شعاب مرجانية في موريشيوس في يوليو/تموز وتسببت في تسرب أكثر من 1000 طن من النفط في المياه.
وفي منتصف أغسطس/آب، أعلنت السلطات هناك، انشطار الناقلة اليابانية، التي ارتطمت أواخر يوليو/تمّوز الماضي بشعاب مرجانية في الجزيرة الواقعة في المحيط الهندي، فيما وصفتها الدولة بأنّها قد تمثّل أسوأ كارثة بيئيّة في موريشيوس.
وقالت اللجنة الوطنية للأزمات في موريشيوس: إن حالة السفينة “إم.في واكاشيو” تدهورت، وانشطرت لاحقًا.
وارتطمت السفينة “إم في واكاشيو” –المملوكة لشركة “ناجاجيكي شيبنج” Nagashiki Shipping، وتديرها شركة “ميتسوي أو إس كي”- بشعاب مرجانية في 25 يوليو/ تمّوز؛ ما أدّى لتسرّب نحو ألف طنّ من زيت الوقود، وتعريض الشعاب المرجانية والأسماك والحياة البحريّة للخطر.
وكانت الناقلة في طريقها إلى البرازيل، قادمة من الصين، وعلى متنها 3894 طنًّ من زيت الوقود منخفض الكبريت، و207 أطنان من الديزل، و90 طنًّا من زيوت التشحيم، حسب وزارة البيئة في موريشيوس.
ويقول علماء: إن التأثير الكامل للتسرّب لم يظهر بعد، لكن الأضرار قد تؤثّر في موريشيوس واقتصادها المعتمد على السياحة لعشرات السنين.
وأكّدت منظّمة “السلام الأخضر” أن التسرّب من الناقلة سيكون له عواقب وخيمة.
ومن المحتمل أن تستغرق إزالة السفينة شهورًا، بينما قالت فرنسا -القوّة الاستعمارية السابقة-، إنّها ستساعد في عملية تطهير المنطقة من آثار التلوّث الناجم عن التسرّب النفطي.
إعلان الطوارئ
كان رئيس وزراء موريشيوس برافيند جوغنوت، قد أعلن في السابع من أغسطس/آب الجاري، حالة الطوارئ البيئيّة.
وغرد جوغنوت، قائلًا: “بلدنا ليس لديه المهارات والخبرة لإعادة تعويم السفن الجانحة؛ لذلك طلبت المساعدة من فرنسا”، في إشارة إلى الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون.
وبعد إعلان حالة الطوارئ، قال جوغنوث، إنّه على الدولة الاستعداد لـ ”سيناريو أسوأ”.
بدورها، قالت المنظّمة البحريّة الدولية (IMO): إنّها انضمّت إلى الجهود الدولية لمساعدة موريشيوس في معالجة التسرّب النفطي، من خلال تقديم المشورة الفنّية وتنسيق الاستجابة، كما قامت وكالات الأمم المتّحدة والمنظّمات الدولية الأخرى بتعبئة خبراء البيئة والانسكاب النفطي.