نقابة النفط المكسيكية تهدّد بورقة "الإضراب" ضدّ بيمكس
تنامي مخاوف الصحّة والسلامة وعجز الصيانة
حازم العمدة
في الوقت الذي باتت فيه المشكلات والكوارث تحاصرها من كلّ مكان، دعت نقابة عمّال النفط المكسيكية (STPRM) شركة بيمكس، المملوكة للدولة، إلى تبديد المخاوف الخطيرة التي تتعلّق بالتشغيل والسلامة والأمن، وألمحت إلى الدخول في إضراب إذا لم تتّخذ الشركة إجراءات ملموسة، تضعها على الطريق الصحيح.
وقالت النقابة، في خطاب موجّه إلى مدير بيمكس، أوكتافيو روميرو: "نطالب بحلّ مخاوفنا دون تأخير.. تجد الشركة نفسها في مشكلات خطيرة، ما يسبّب قلقًا كبيرًا لعمّالنا".
وأدرجت النقابة قائمة تشمل سلسلة شكاوى تتراوح بين مخاوف الصحّة والسلامة "التي تمثّل إمكان إغلاق وشيك"، وبين نقص الصيانة والإمدادات عبر المصافي، وأنشطة الاستكشاف والإنتاج والبتروكيماويات ومعالجة الغاز، بالإضافة إلى عدم كفاية المنتجات المكرّرة لمحطّات الطاقة، حسبما أفادت وكالة أرغوس ميديا المعنيّة بشؤون الطاقة.
وحثّت النقابة بيمكس على الامتثال لشروط عقد العمل الجماعي لديها، وإيجاد حلول لـ "الاعتداءات المتكرّرة التي يتعرّض لها العمّال في حقول النفط وخطوط الأنابيب والمنصّات البحريّة، من قبل عصابات الجريمة المنظّمة".
اختطاف وابتزاز
يتعرّض عمّال بيمكس بصفة متزايدة للاستهداف في عمليات السطو على المنصّات البحريّة، بالإضافة إلى الاختطاف والابتزاز للحصول على معلومات حول عمليات الوقود المكرّر، وسط الحملة الحكومية الصارمة لمواجهة سرقة الوقود.
يُشار إلى أن عمال بيمكس، لا سيّما أولئك الذين يعملون في الخارج، من أكثر الفئات تضرّرًا جراء جائحة كوفيد-19، حيث أعلنت الشركة عن 307 حالة وفاة بين عمّالها.
وتمثّل النقابة أكثر من 100 ألف موظّف في بيمكس.
وبالرغم من انخفاض أسعار النفط الخام في أثناء جائحة فيروس كورونا المستجدّ، أعلنت بيمكس تراجع خسائرها خلال الربع الثاني، بينما ارتفع إجمالي ديونها- وهي أكبر شركة مدينة في العالم– بنحو مليارين ونصف المليار دولار.
قالت بيمكس: إن صافي الخسارة، الذي بلغ 44.3 مليار بيزو (1.9 مليار دولار)، خلال الفترة من أبريل/نيسان إلى يونيو/حزيران، كان أقلّ بنحو 16%، مقارنةً بالخسائر التي تكبّدتها الشركة في نفس الفترة من العام الماضي.
وأضافت: "نتيجة لجائحة كوفيد-19، كان هناك شلل مفاجئ للأنشطة التجارية في أجزاء كبيرة من الاقتصاد الوطني والدولي"، مشيرةً إلى أن فاتورتها الضريبية انخفضت بنسبة 77%..
إيرادات الربع الثاني
تراجعت الإيرادات، خلال الربع الثاني إلى نحو 182 مليار بيزو، من 377 مليار بيزو خلال نفس الفترة من العام الماضي.
وفي حين كان إنتاج النفط الخام والمكثّفات ثابتًا عند 1.673 مليون برميل يوميًا، بلغ متوسّط أسعار مزيج تصدير النفط الخام المكسيكي نحو 24 دولارًا للبرميل، خلال الربع الثاني، بانخفاض تُقدَّر نسبته بنحو 60 %، عن نفس الفترة من عام 2019.
وخلال هذا الربع، ارتفعت ديون بيمكس بنحو 2.4 مليار دولار إلى 107.2 مليار دولار، وهي واحدة من أكبر الديون بالنسبة لشركات النفط في العالم.
وأظهرت بيانات من مؤسّسة ماركت أكسيس، أن العائد على ثمانية من سندات بيمكس الـ 14 الأكثر تداولًا، تراجع الثلاثاء، لا سيّما السندات المستحقّة في سبتمبر/أيلول 2047 ويناير/كانون الثاني 2029.
الربع الأوّل
في الربع الأوّل من العام الجاري، بلغ إجمالي الخسائر نحو 23.6 مليار دولار (562 مليار بيزو)، ومن المرجّح أن تكون أكبر خسارة فصلية للشركة على الإطلاق، حيث أدّت جائحة "كوفيد-19" إلى تراجع تاريخي للطلب على النفط الخام، على مستوى العالم.
وتواجه بيمكس صراعات على جبهات عديدة، من الديون المرتفعة، إلى تصميم الحكومة على تكثيف أعمالها التكريرية الخاسرة، بما في ذلك بناء مصفاة جديدة بقيمة 8 مليارات دولار.
وتجاوزت خسائر الربع الأوّل الحالي، خسارة قياسية بلغت 35.7 مليار بيزو (1.48 مليار دولار)، خلال الفترة من يناير/كانون الثاني إلى مارس/آذار من العام الماضي.
وفي ذلك الوقت، ألقى ألبرتو فيلازكيز -المدير المالي في بيمكس- باللوم على التداعيات الاقتصادية للوباء، ووصفها بأنّها “خطيرة، لكنّها مؤقّتة”، في تعليقه بعد نشر النتائج، بحسب رويترز.
دعم حكومي
وقدّمت الحكومة مؤخّرًا دعمًا لبيمكس، بما في ذلك إعفاءات ضريبية، وإجراءات الميزانية والمعاشات، بلغ 6.5 مليار دولار.
ودفعت أسعار النفط المتهاوية الإيرادات الفصلية للتراجع إلى 284.1 مليار بيزو (11.79 مليار دولار)، بانخفاض 20%، مقارنةً بالربع الأوّل من عام 2019.
وكانت العملة المكسيكية (البيزو) قد تراجعت بأكثر من 25%، خلال الفترة من يناير/ كانون الثاني إلى مارس/ آذار، وهو أعمق تراجع فصلي للعملة المحلّية منذ عام 1995.
وبلغ إجمالي الدين المالي للشركة في نهاية مارس/آذار، 104.8 مليار دولار، بانخفاض طفيف عن مستويات 2019، لكنّه لا يزال أكبر دين لأيّ شركة نفطية في العالم.
واضطرّ ذلك الوضع وكالة "موديز" ثاني وكالة تصنيف ائتمانية رئيسة إلى تخفيض ديون بيمكس إلى وضع "غير مرغوب فيه"، قائلةً، إن الخيارات السياسية التي وضعها الرئيس المكسيكي لوبيز أوبرادور "غير كافية لمعالجة التحدّيات الاقتصادية للبلاد بشكل فعّال، وكذلك المشكلات الماليّة والتشغيلية المستمرّة في بيمكس".
ووفقًا لبيانات "إس آند بي بلاتس"، بلغ متوسّط سعر خام "المايا الثقيل" (المنتج الرئيس لشركة بيمكس) قرابة 28 دولارًا للبرميل، خلال الربع الأوّل.
وفي ظلّ الهزّة الكبيرة التي عانتها صناعة الطاقة جراء كورونا، أعلنت بيمكس، في وقت سابق، تخفيض ميزانيتها الاستثمارية لعام 2020، استجابة لخفض الأسعار، وتصل الميزانية الاستثمارية إلى ملياري دولار.